مشاهد الدمار والقتل اليومي في العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية أصبحت أمرا مألوفا , فلا يكاد يمر يوما دون أن تكون فيه سلسلة من التفجيرات وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح , في وقت تكاد فيه الأجهزة الأمنية عاجزة تماما عن إيقاف مسلسل القتل والدمار الذي تقوم به قوى الإرهاب والطائفية , فالعجز والخلل في أداء هذه الأجهزة وخططها الأمنية بات أمرا واضحا للجميع ويراه حتى الأعمى , إلا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة , فهو الوحيد الذي لا يرى هذا الخلل الفاضح في أداء طاقمه الأمني الفاشل والفاسد .
ولا أدري هل يعلم السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أنّ حفظ الأمن والنظام هي من مسؤولياته المباشرة بموجب الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور العراقي والملقاة على عاتقه ؟ وإنّ كل قطرة دم تسال وكل روح بريئة تزهق في هذا المسلسل من القتل يتحمل هو شخصيا مسؤوليتها الأخلاقية أمام الله والقانون ؟ أم أنّ الله قد أعمى بصره وبصيرته فاصبح لا يكترث لهذه الدماء الطاهرة وهذه الأرواح البريئة ؟ .
فإذا كان الناس غير آمنين على حياتهم والحكومة عاجزة عن حمايتهم من القتل فما الجدوى من استمرار وبقاء هذه الحكومة ؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع الكارثي ؟ وهل سيبقى دولة رئيس الوزراء متمسكا بهذا الطاقم الأمني الفاسد والفاشل بالرغم من كل هذا الانهيار الأمني وهذا النزيف الجاري من الدماء ؟ .
فإذا كنت حريصا يا دولة رئيس الوزراء على دماء الناس وتخاف الله من يوم لا ينفعك فيه حزب الدعوة ولا الحاشية الفاسدة التي تحيط بك , فأنقذ الناس من هذه القيادات الأمنية الفاشلة والفاسدة واستبدلهم جميعا بمن هو اكفأ وأنزه منهم , وإذا كنت تعتقد أنّ الكفاءة والنزاهة محصورة في رفاقك من حزب الدعوة دون غيرهم , فإنك تكون قد ساهمت من حيث تدري أو لا تدري في جريمة قتل الناس , فعندما يسّلم رئيس الوزراء مسؤولية هذا الملف الخطير بأيادي غير كفوءة ونزيهة , فإنه أصبح شريكا مع الإرهابين في قتل الناس .
دولة رئيس الوزراء … أتمنى أن تستمع بضمير حي إلى صرخات الأمهات والأبناء والزوجات الثكالى , وتصغي بجدية لما يقوله أبناء شعبك , فإننا لسنا معادين لك أو لحزبك ولطالما وقفنا معك ودعمناك في كل جهودك من أجل إحلال الأمن والاستقرار وسيادة القانون , لكنّ الوضع أصبح الآن لا يطاق , واشلاء الضحايا تتناثر أمام أعيننا في ظل العجز التام للقوى والأجهزة الأمنية أمام هذا الإعصار المدّمر من الإرهاب .
وبالمقابل فإنّ عجز الحكومة وأحهزتها الامنية عن التصدي لهذا الإعصار المدّمر من الإرهاب , لن يعفي مجلس النواب العراقي من مسؤولياته الدستورية , فإذا كان هنالك ثمة ذرة من الحياء باقية في جبين السادة النواب , فعليهم أن يتقدموا بالطلب لحل البرلمان والحكومة والدعوةلإجراء انتخابات مبكرة تأتي بحكومة وطاقم أمني جديد قادر على حماية أرواح الناس وممتلاكاتهم وأعراضهم .
الشعب العراقي لن ينسى أبدا ما يحصل له من قتل وتدمير وسفك للدماء في ظل هذه الحكومة وهذا البرلمان , وسوف لن نسكت وسنصرخ بأعلى اصواتنا … إرحلوا من حيث جئتم لا بارك الله بكم ولا بأحزابكم الفاسدة .