23 ديسمبر، 2024 2:48 م

حكومة قوية بطيبة البسطاء من حولها

حكومة قوية بطيبة البسطاء من حولها

تحترم معاناة الشعب، المتراكمة، منذ عقود.. ليس مهما من تنصبه صناديق الانتخاب أو تطيح به.. المهم  من يساعد ابناء وطنه على ان يحلموا ويحقق لهم ما يحلمون به ليس مهما من يتربع، جالسا على القمم المدببة، للأهرامات الرئاسية الثلاث: الجمهورية والوزراء والنواب، المهم ان تجيء حكومة قوية، بالمعنيين الساذجين للحكومة والقوة.
فالبسطاء يفهمون، كل ما هو “ميري” حكومة، بدءاً من الشرطي وانتهاءً برئيس الجمهورية.. مرورا بما بينهما، من موظفي دولة.. ويفهمون القوة، على انها كهرباء وماء لا تنقطعان، وإحترام عند مراجعة مستشفى او دائرة ما.
وهذا الفهم البسيط، هو جوهر الحقيقة، التي تنشدها نظريات السياسة، سعيا لتحويل المعلومات المركبة رياضيا، من بطون امهات الكتب، الى صناديق الاقتراع النيابية، ومن تحت قبة مجلس النواب، الى الشارع، بحيث يلمس الناخب اثر حسن اختياره، متجليا في القرارات التي تيسر شؤون حياته، من رمل صحراوي سافٍ الى حدائق ومتنزهات وعمارات وابراج تطاول الغيم وترتقي بارادة الشعب الى النجوم.
كمن يلخص مكتبة كبرى بكلمتين: “يا بني آدم كون خوش آدمي” هل ثمة مرشح بين الذين صوتنا عليهم، من يتحلى بهواجس من قبيل تلك الاحلام، يأمل بتحقيقها، كجزء من تطلعات شعب لا يعرف كيف يجدول مقومات رفاهه، فيساعده في الجدولة، ويتبنى تحقيقها!؟
ها! هل ضمن الاثنتي عشرة الف مرشح، غصت بهم صناديق الاربعاء 30 نيسان 2014، من يعلم شعبه كيف يحلم ويحقق لهم ما يحلمون، عملا بالآية القرآنية الكريمة: “ولهم فيها ما يدعون”.
العراق دولة تتوفر على عناصر اليوتوبيا “جنة على الارض” لكنه جنة بور، بحاجة لمن يستزرع سلامة النية المخلصة، مستنبتة بذرة العمل؛ التي تثمر سعادة ورفاه وآمان وطمأنينة، لشعب داخ بالثورات منذ قيام الدولة، وطوحته الحروب ويكاد يجهز الارهاب عليه “تدريني هرش وأوجرت بي الكاع”.
 
تيه و…
لا يحلم الرجل البسيط بغير حكومة قوية، تحت الفهم أعلاه، حين توجه الى مراكز الانتخاب، غافرا دورتين من الخيبة، لا يعرف يحمل من مسؤوليتهما، فقد “تاه الحساب وضرط وزانها”.
حمل العراقيون دمهم على… البطاقة الانتخابية، وليس على اكفهم، متحدين تهديدات “داعش” يشاركون بتقرير مصير الدولة، بيد حكومة تمد جناحها على مقدرات البلد، اربع سنوات مقبلة، علها تستقيم، متأخرة، خير من الا تستقيم الى الابد.
ليس مهما من هو رئيس الوزراء، المهم مواصفاته، التي تتلخص بقوة الاداء، في خدمة العراق، وتشكيل حكومة تجد في ازاحة ركام الماضي، بتمفصلاته كافة.. ما ترسب على صدورنا من تبعات نظام الطاغية المقبور صدام حسين، وما ترتب على سقوطه من ارهاب وقوى تفرعنت بحماقات تيهت الحساب و… وزانها.
 
لولة
لا يريد الناخب اكثر من الاسراع بتشكيل حكومة، تنتقى بدقة.. الاعمى لا يريد اكثر من طب عينيه، انه يأمل بحكومة تتالف من وزراء اقوياء “ما بيهم لولة” اي يتمتعون بالنزاهة ولا يشكلون إمتدادا للنظام السابق، يرعون شؤونه الآفلة.. مندسين في العملية السياسية؛ بقصد تخريبها من الداخل، وايقاف عجلة الاصلاح في الامة العراقية.
ينتظمون بشاقول بناء وشاهول  مسبحة.. يرأس الوزراء، من دون مجاملة، لا يحتكم لمزاج عاطفي في الاختيار.. حب وأكره.. انما ينطلق باختياراته من واقع حاجة البلد واستعدادات الافراد الذين يستوزرهم.. رئيس وزراء يطمئن الشعب لأدائه وحسن قيادته وزراء يمسكون مفاصل وزاراتهم بالحسنى، من دون فساد مالي ولا نسائي، فمقتل الرجال بالمال والنساء، من صلح شأنه بهذين المهلكين نجا ونجت معه الدولة التي استوزرته، ومن سقط فيهما، ادمن السقوط، ساحبا الدولة، معه للهاوية.
 
الإيمان بالآخر
المهم ان تسفر الانتخابات العالقة حاليا، عن مسؤول يؤمن بخدمة المجتمع، وليس شخصه فردا، وعلى هامشه الفئة التي ينتمي اليها، انما يتجرد من الأنا والنحن، انتماءً للآخر.. شريكه في وطن يجب ان يقدمه عليه، كل يفني ذاته في اسعاد الآخر، وان لم نبلغ هذا المستوى المثالي، فلنكتفي بـ “عدم استفزاز الآخر” وهذا اضعف الايمان.
حكومة تحترم معاناة الشعب، المتراكمة منذ عقود، حتى بات “ونيدة.. يتكبكب” ليس مهما من تنصبه صناديق الانتخاب ومن تطيح به، المهم كل ما سلف ان ورد في هذا المقال وما لم يرد، مما يجول بخواطر شعب عانى طويلا، يستخرجها، كما قلنا.. يساعد ابناء وطنه على ان يحلموا ويحقق لهم ما يحلمون.
مرشح يعرف مدى العمق الاقتصادي والسياسي والانساني للعراق، فيسهم في تثبيت اركان البناء ويعزز شبكة علاقات مع المحيط الدولي، تخدمه، وينفذ الى أقاصي الطاقات البشرية والثروات والعقول وخطط العمل، يركب منها توليفة ترتقي بالعراق حضاريا.. الآن والى الابد، وفق رؤيا عملية فائقة الاداء.
هل ثمة من يعي ذلك بين الإثنتي عشر الف مرشح، صوتنا عليهم، حتى بح صوت الصناديق ودارت الارض بإكتظاظ المراكز الانتخابية، تمور بالنوايا والهمم والمقاصد والاهداف والـ… طموحات تتطلع الى ما تريد وما يريد الشعب.