23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

حكومة علاوي … بين فكي كماشة…!!!!

حكومة علاوي … بين فكي كماشة…!!!!

كنا نتمنى ان تكون موجة الثلوج التي اجتاحت اغلب محافظات العراق خير وبركة ويمكن ان تسهم بغسل قلوب المتخاصمين من السياسيين بمختلف انتمائاتهم الطائفية او القومية او الفئوية ليسمحوا للمكلف محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة المقيتة التي لم تخلف لنا سوى الويلات والدمار والفساد الذي نخر مؤسسات الدولة وحولتها الى اقطاعيات حزبية واصبحت وزارات البلد مغانم يتقاسمها المتسلطون ، ومازلنا نستبشر خيرا فأستمرار الضغط الجماهيري الكبير ربما سيكون دافع كبير لكي يسفر الطقس السياسي عن تشكيل حكومة تذيب ثلوج المحاصصة والخصام وتطفئ نار الشارع الملتهبة وتلبي طموحات ومطالب المتظاهرين …؟؟؟
ان الانسداد السياسي مازال قائما والغموض مازال يلف التحركات والشارع يغلي والدم لم يتوقف والنهايات مفتوحة على مصراعيها والكل عينه على فريسته وهو يتحين الفرص للانقضاض عليها ناهيك عن ماأشيع حول بروز ظاهرة مزادات بيع وشراء المناصب ووفق تلك المعطيات فقد دعت رابطة الشفافية في العراق رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي الى مراجعة تصرفات بعض المستشارين والوسطاء بعد توافر معلومات عن صفقات مالية خطيرة يقوم بها اشخاص يدعون انهم من الطاقم المكلف بتشكيل الوزارة الجديدة واشارت الرابطة الى انها تنتظر من رئيس الوزراء المكلف وضع حد لظاهرة بيع المناصب ، فيما سارع مجلس القضاء العراقي الاعلى الى الاعلان عن اجراء تحقيق عاجل في هذه الادعاءات، يرافقها التقاطع السياسي بين الكتل والذي بات واضحا من اجل المناصب وبالتالي ستكون مهمته صعبة جدا في تشكيل حكومته

على الرغم من تأكيده في موقعه الرسمي على تويتر حيث قال “اقتربنا من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بإكمال كابينة وزارية مستقلة من الأكفاء والنزيهين من دون تدخل أي طرف سياسي، وسنطرح أسماء هذه الكابينة خلال الأسبوع الحالي إن شاء ألله بعيداً عن الشائعات والتسريبات، ونأمل استجابة أعضاء مجلس النواب والتصويت عليها من أجل البدء بتنفيذ مطالب الشعب” ، وكلامه هذا عده البعض كرسالة ضغط سياسية على بعض الاحزاب والقوى التي تحاول فرض مرشحيها عليه…!!!

ان مايقوم به علاوي من تحركات فردية دون مشاورات لاختيار كابينته الوزارية اثارت حفيظة أغلب الكتل السياسية و جعلت الجميع يبتعد عنه وبدأت التصريحات علنية وكأن الاغلبية تعد العدة للاطاحة به وبدأت تلك الكتل المناهضة له تردد هي الاخرى نغمة ان الرجل لايمثل الشارع المنتفض ، يرافقها

وعوده التي اطلقها أبان تكليفه فهي تحتاج لمعجزة لترجمتها على الواقع وحتما ستذرها الرياح العاتية، ورفض ساحات التظاهر له وبالتالي فأن تلك الصراعات ستعيق تشكيل حكومته وهو الآن بين فكي كماشة المتظاهرين من جهة والكتل السياسية التي لن تتنازل عن مغانمها من جهة اخرى ، اذن باتت الضغوط كبيرة وماحصل مع عبد المهدي يتكرر اليوم مع علاوي ، وتشير التوقعات الى ان المخاض سيكون عسيرا في تمرير حكومته لانها مقيدة ومكبلة من جميع الكتل وكل يغني على ليلاه بعيدا عن مصلحة الوطن والشعب ويبقى علاوي يراهن على الشارع المنتفض من أجل الوقوف الى جانبه ونصرته في مهمته العسيرة ….!!!