8 مارس، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

حكومة عراقيّة ببصّمة إيرانيّة

Facebook
Twitter
LinkedIn

أخيراً ،وبعد أكثر من أربعة أشهرمن إنتهاء الانتخابات البرلمانية ، نجحت إيران وقاسم سليماني ‘ في ولادةٍ مشوّهةٍ ،لحكومةٍ عراقيّة تحمل البصمة الإيرانية بإمتياز،في حين أخفق مبعوث الرئيس ترمب بريت ماكورك في مهمته العسيرة الفاشلة، في تشكيل حكومة عراقية برئاسة حيدر العبادي تحمل بصمتها الامريكية ، لتنفيذ الصفحة الأخيرة ، قبل بدء سريان قرار الرئيس ترمب ،قطع النفط الإيراني نهائيا في الرابع من تشرين الثاني المقبل، فهل نعتبر هذا الذي جرى نصراً إيرانياً، يقابله فشلاً أميركياً،وهل تنجح حكومة غير شرعية دستورياً ،ولدتْ، من فضيحة مجلّجلة لإنتخابات مزوّرة ، حكومة غير متجانسة ،إعتمدت المحاصصة الطائفية سبيلاً توافقياً لتشكّيلها ، بعد صراعات وإنشقاقات بين جميع قوائمها الفائزة،ولكي نضع المشهد السياسي العراقي القادم في موضعه، والموقف الأمريكي ، وتهديّد رئيس الاقليم الإنسحاب من العملية السياسية ،بعد فشل الحزب الديمقراطي الكردستاني من الظّفر بمنصب رئيس الجمهورية،وإنعكاس هذا الفشل على عملية تشكيل حكومة الأقليم ، لابدّ من العوّدة الى جذور الأزمة العراقية المزمّنة،فتشكيّل حكومة من رئيس لايؤمن بوحدة العراق، ويطالب بإنفصال كردستان عن العراق، ويقول سأعمل على هذا من خلال منصبي كرئيس جمهورية، ورئيس حكومة غير منتخب وعليه قضايا فساد بالأدلة والإعترافات والوثائق في قضية بنك الزوّية وغيرها،جاء بتوافق الأحزاب المتنفّذة المتصارعة ،فيما بينهما على النفوذ والمغانم، برغم رفض المرجعية في النجف له ،التي كان شعارها ( المجرّب لايجرّب)، ففرض على الجميع، كحلٍ توافقي في اللحظة الأخيرة، قبيل إنتهاء دستورية الانتخابات ،ناهيك عن الضغوط الهائلة والتهديدات المباشرة، لقاسم سليماني لأجنحته في بغداد ،وأزاء كل هذا الفشل في الوصول الى تشكيل حكومة عراقية على أسس وطنية، خارج نظام المحاصصة الطائفية البغيض، الذي دفع الشعب العراقي كلّه ومازال، ثمناً باهضاً جداً من الدمِّاء والتهجّير والنزوّح، وتسلّيم المدن لداعش، ونهب ثروات البلد على يَد الأحزاب الطائفية الإيرانية الولاء وميليشياتها،اليوم يقول البعض، أن إيران نجحت في مسعاها بتشكيّل حكومة عراقية تابعة لها، خاصة أن رئيس الجمهورية ،هو من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الموالي لإيران وحليفها التاريخي، ودليل جيشها لمجزرة حلبجة الوحشية أثناء الحرب الايرانية على العراق، ورئيس حكومة كان مؤسسها للمجلس الاسلامي الاعلى في إيران ، وقاتل في صفوف فيلق بدر ،ضد الجيش العراقي في حرب الثماني سنوات مع إيران،أليس هذا تأريخهم الخياني المخزي والمخجل ضد العراق، لكي يقودونه الآن ، في غَفلة من التأريخ ،نعتقد أن إيران ورّطت هؤلاء في تشكيل حكومة تابعة لها، لأهدافها الإستراتيجية، وفك الحصار الخانق عنها ، وإستخدام العراق وأرضه وحكومته ، معبراً، ومنفذاً لها في كسر الحصار ،والإفلات منه في مرحلة لاحقة قاتلة ، هي لحظة تاريخية فاصلة بين عهدين، هما عهد ملالي وحكام طهران، وعهد مابعد الملالي ، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من المواجهة ، كان آخر قرار أمريكي ضد إيران، هو ألانسحاب من إتفاقية الصداقة بين إيران وأمريكا، والتي وقعت عام 1955، حيث تم إلغاؤها يوم أمس من قبل الكونغرس الأّمريكي، إذن أمريكا وحلفاؤها جادون في إسقاط نظام الملالي في طهران، والتخلّص منها ومن أذرعها في المنطقة بعد وصفتها أنها راعية الارهاب الاولى في العالم، وما عمليات إدخال أذرعها وميليشياتها ،على لائحة الإرهاب الدولي ،وتشديّد الخناق عليها، إلاّ إشارة واضحة ،على إصرار إدارة ترمب على تحجيمها وحلّها بأية طريقة، وما قرار الكونغرس الامريكي قبل إسبوع ،وضع هذه الميليشيات في العراق ،على لائحة الارهاب وضرورة حلّها ومواجهتها ، إلاّ علامة أخرى على تنفيذ إستراتيجية الرئيس ترمب، يضاف الى هذا كلّه ، الموقف الفرنسي ضد إيران وكشفها مخطط إرهابي واسع تريد تنفيذه في باريس، وفضيحة ظلوع إيران في تفجيّر طائرة لوكربي، إلا إضافة أخرى وأدلة وتبريرات، على أن المواجهة مع أيران أّصبحت ضرورية وملحة لأقناع العالم بخطر إيران، تقابلها تصريحات الرئيس الروسي فلادمير بوتين، على ضرورة إنسحاب جميع الجيوش الاجنبية ،من سوريا بما فيها الجيش الروسي، وهذا أيضاً مؤشر واضح على إحراج إيران بضرورة إنسحابها الذي تصُّر عليه إدارة ترمب من سوريا،إذن إدارة ترمب موقفها من تشكيل حكومة عراقية تابعة لإيران ،ليس منفصلاً عن إستراتيجيتها التي تؤكد على أن من يقف في خندق إيران، فهو عدو لأمريكا ، وسيعامل بمثل ما نعامل به إيران، وهنا بيت القصيد، أنّ فشل مهمة مبعوث ترمب ماكغورك، قد وضع حكومة العراق وأحزاب العراق وميليشيات العراق، في الخندق الايراني كعدو لها، وقد حذر نائب الرئيس الامريكي بنس ،وبومبيو وزير الخارجية من هذا، قبل تشكيّل الحكومة بشكل واضح وصريح، جميع الأدلة وآراء المراقبين، تؤكد وترجّح أن المواجهة مع ايران وأذرعها حتمّية ، وقد إتخذ القرار من قبل التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية،ويشمل أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانية والدول العربية الخليجية ، أما حكومة عادل عبد المهدي فهي فما زالتْ في مطبخ الأحزاب والقوائم الفائزة المتناحرة والمتصارعة مع بعضها ، وعملية تسمّية الوزراء، مازالت معضلة كبرى، تواجه رئيس الوزراء ،الذي طلب من سلفه المساعدة ، بالرّغم من أن عمليّة تسمّية عادل عبد المهدي بعد إعلان فوز الرئيس برهم بالمنصب ،وتسميته خارج الاتفاق الدستوري ،التي تنص في مادته 56، على أنْ تشكّل الحكومة ( الكتلة الاكبر) داخل قبة مجلس النواب، وليس الرئيس من يُسمّي ويرّشح على هواه، كما حصل مع عادل عبد المهدي، وقد ذهب ضحية هذا ،خدعة نوري المالكي وأحزابه في وقت سابق ،عندما فاز إياد علاوي بأعلى المقاعد، تم خداعه والكذب عليه ، بمساعدة المحكمة الاتحادية المسيّسة التابعة لنوري المالكي لحد الآن، إذن حكومة مزوّرة غير شرعّية، ورئيس حكومة رُشّح خارج الدستور، وهو ليس عضواً فائزاًفي البرلمان، كيف يمكن لها أنْ تنجّح ،وسط معمعة صراع إقليمي ودولي داخل العراق، حول النفوذ والهيمنة على القرار العراقي،نرى ان مهمة عبد المهدي معقدة وعسيرة ،إذا لم نقل مستحيلة، وذلك لعدة أسباب منها الصراع المستميت ،من قبل القوائم على السلطة والمناصب، إضافة الى أن عادل عبد المهدي (مستقل) حاليا ،وليس له كلمة وسلطة على الأحزاب ، وثالثاً أنْ عادل عبد المهدي، لايستطيع مواجهة تغوّل الأحزاب وميليشيّاتها ، وهو رجل فشل إدارياً في وزارة النفظ وكنائب لرئيس الجمهورية،ولم يستطع الأستمرار في حكومات فاسدة وفاشلة، فإستقال من مناصبه لعدم إستطاعته مواجهتها، وإنزوى في بيته ، بعد خروجه من قيادة المجلس الاسلامي الأعلى، بعد الإنشقاقات التي أصابته ،وإنهيار التحالف الوطني (الشيعي)، الذي كان يرأسه عمار الحكيم وفشل هو الآخر في قيادته، إذن نحن أمام مرحلة حرجة ،وإستمرار المحاصّصة فيها، وعدم التوافقات والإحتكام الى دستور هم واضعوه، وهم من يخرقه يومياً، نقول العراق أمام مفترق خطير ،بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابيوتحرير مدنه منه ، ليقع في قبضة أخطر وأبطش وأبشع من تنظيم داعش، الا وهي صراع الميليشيات والأحزاب مع بعضها ،التي تأتمر بأوامر المرشد الأعلى في إيران، هذا ما يتخوّف منه الشارع العراقي الآن ، وقد حذّرنا من هذا بعد الانتخابات مباشرة ، أن الصراع الأمريكي – الإيراني يمكن له، أن يأخذ العراق الى المجهول، اذا لم تصحُ الأحزاب المتنفّذة ،وتخرج من عباءة أمريكا وإيران ،وتجعل قرارها مستقلاً، وتعود الى وطنيتها العراقية( إن كانت عراقية)، في مرحلة خطيرة تُنذّر بمواجهة عاصفة، بين إيران وأمريكا، لانريد أن يكون العراق ساحةً لها، وضحيةً من ضحاياها، فالذي جرى للعراقيين يجعلهم يفكرون ألف مرة، قبل إتخاذ أية خطوة، تزيد من تمزيّق وتدمّير العراق، ولكنْ يبدو أن الأحزاب الدينية، التي ولاؤها لإيران تصرُّ على الذهاب الى النهاية ،في الخندق الايراني التي حذرتهم منه، إدارة ترمب وستدفع ثمنها غاليا جدا ، عندما تأزف ساعة الحساب مع إيران، بعد الرابع من تشرين الثاني ،يوم تطبيق الحصار التأريخي الأقسى على نفط إيران ومنعه من التصدّير عبر مضيق هرمز،عندها سيصحو العالم على حرب عالمية ثالثة ..والله يستر…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب