7 أبريل، 2024 4:22 ص
Search
Close this search box.

حكومة عراقية “جديدة” بعكازة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس من واجب الصحفي تلميع صورة مسؤول او جهة حكومية لغاية في نفس يعقوب ، مثلما ليس من واجبه او مهامه ، رصد الاخطاء البسيطة في منهاج عمل لمشروع مجتمعي ، يبغي الصالح العام .. لكن عليه ان يكون عيناً ترفض النوم ، على مساحة المجتمع كله ، تؤشر بأجفانها على هذا الخطأ او ذاك بود ونصيحة .. فالصحفي الفطن ، يفك شفرة المعلومة ، ويعبر بسهوله كل الحدود ، وهو الجسر الذي تنعقد عليه تجربة المعايشة اليومية للمجتمع ، والبؤرة التي تتلاقى عندها اشعة الحياة من كل طرف حيث تستطيع ان تضيء كل الجوانب ، وكواليس السياسات ، ودهاليز اصحابها! ..
ما اقصده من مقدمتي ، ان السكوت عن تأشير سلوك سلبي معين على المجتمع ، يعتبر احد مثالب الاعلام … ودعوني ادخل في صلب ما اريد قوله : منذ مدة ليست قليلة يعاني المواطنون من قلق مجتمعي واضح للعيان ، انعكس على تصرفاتهم وسلوكياتهم … فالاحاديث تترى منذ مدة ليست قليلة عن حكومة جديدة ، لكن المتابع يرى انها حكومة بعكازة ، فلازالت بعض الوزارات ، يديرها وكلاء .. أي انها حكومة غير مكتملة .. فاين الجديد فيها ؟
لقد بات المواطن يعيش حالة قلق وعدم القدرة على التغلب على أي موقف يواجهه ، فالتصريحات التي تملأ شاشات التلفاز ، والصفحات الاولى في الجرائد ، بعيدة عن واقع الحال ، وهذا ليس بالأمر السهل ، فهو مؤشر على ضعف القوة الداخلية للإنسان الذي يسعى الى الاستقرار النفسي ، وهي من أكثر أنواع القوة التي لا يمكن مراوغتها وتجاهلها، لما لها من تأثير كبير، وانعكاس على الفرد والمجتمع.
ولا آتي بجديد حين اقول ، ان المواطن العراقي ، المبتلى بآراء متقلبة في السياسة ، يحتاج الى من يعيد اليه قوته الداخلية وإلى طمأنة نفسه من خلال شعوره برعاية الدولة له ومصارحته بكل شيء ، حتى يدرك أنه شخص جيد ، يستحق العيش من دون إرهاق مزمن من خوف نفسي مسيطر عليه منذ بدء يومه وتوجهه لعمله ، حتى عودته الى احضان عائلته .
ان بلوغ القوة الداخلية وعكسها على أنفسنا وحياتنا اليومية ليس بالأمر السهل ، وعلى من بيدهم القرار في وطن مشوش ، السعي الى كبح كل ما هو سلبي..
فالإحساس بالمناعة والتقدير للحياة يكسبنا نوعا من القوة، وهي الامتنان لما هو جميل وخير… لكن من اين تأت المناعة ونحن نعيش في بحر متلاطم من المشاكل والتصريحات وعراك الفضائيات واخبار السرقات والقتل والسحت الحرام ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب