23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

حكومة شيعية أذلت الشيعة ودللت السنة

حكومة شيعية أذلت الشيعة ودللت السنة

لا يمكن أن ننتصر على داعش إلا إذا التزمنا بوصايا السيد السيستاني دام ظله
كتب مقال في إحدى مواقع التواصل الإجتماعي تحت العنوان اعلاه حكومة شيعية أذلت الشيعة ودللت السنة، متهماً الفئة السياسية بانهم فرطوا بمصالح من جلبهم وإجتمع همهم في كل ما يحقق مصالحهم، ويستنكر الكاتب مقولة (أن السنة ليس فيهم من يؤيد داعش) فكان تعليقي الإتفاق معه في أن أغلب السياسيين شيعة وسنة فرطوا بمصالح من جلبهم إلى الكرسي واجتمع همهم وتوحدت كلمتهم في كل ما يحقق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن، ولكني أختلف معه حين يقول (ان الحكومة دللت السنة) ، لقد دللت الحكومة خلال السنوات السابقة سياسيي السنة لضمان ولائهم، بل اكثر من ذلك فقد غضت الطرف عن سرقاتهم، بل شاركتهم في سرقاتهم، كل ذلك بشرط الولاء السياسي لمصلحة المفسدين من حكام الشيعة، ولكي نكون محقين فإنها لم تدلل السنة كما لم تدلل من جلبهم إلى الحكم من الشيعة، أما عبارة (ان السنة ليس فيهم من يؤيد داعش) فإنها إن كان فيها مقدار ضئيل من الصحة فإني لا يمكن أن أسمي من يؤيد داعش بأنه سني، إنه بكل بساطة داعشي اوناصب العداء لأهل البيت (ع)، وكلا هذين الشخصين خارجين عن التسنن بل إن اردنا الحقيقة خارجين عن الإسلام، لذلك سماهم الرسول (ص) بالخوارج، اننا لا يمكن ان ننتصر على داعش إلا إذا توحدنا شيعة وسنة ضدهم؛أنا في تصوري إن مهمتنا ألأساسية في مواقع التواصل الإجتماعي هو ليس أن أستجيب لعواطف الناس لكي أحصل على رضاهم وتأييدهم، بل أن ابني وعياً اجتماعياً استطيع من خلاله أن أخدم وطني وأحقق مصلحة المواطن شيعياً كان او سنياً او غيرهما، إن أمنية داعش هي وضعهم في خانة السنة قبال الشيعة، وللأسف الشديد أن أغلب الشيعة واقعون في هذه المغالطة ومعتقدون بها، في حين إن تلك المقولة بعيدة كل البعد عن الواقع، يا حبذا لو طبقنا مقولة السيد السيستاني دام ظله حين يعترض على عبارة (اخوتنا السنة) ويقول (بل السنة انفسنا)،
لو كان الشيعة والسنة في العراق يمتلكون جزأً من هذا الوعي، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، إن مشكلتنا في العراق اليوم ذات بعدين، الفئة الحاكمة الفاسدة ، وفقدان الوعي على المستوى العام، وللأسف أقول إن أغلب سياسيي الشيعة والسنة يخشون من هذا الوعي ولسبب بسيط؛ إنهم فشلوا في إدارة البلد، ولا يمكن أن ينتخبهم الشعب إلا إذا عمقوا الشرخ الطائفي وأوحى كل واحد منهم لطائفته أنه هو المدافع عليهم، لذلك لا أعتقد أن البكاء والصراخ سيزيحهم، بل وعينا هو الذي يمكن أن يزيحهم، إن إنتخب الشيعي شيعياً والسني سنياً لأنهم يدافعون عنه فلن يتغير من الأمر شيء، أما إذا كان هدف الشيعي والسني انتخاب الأكفأ والأنزه وألأصلح حتى ولو لم يكن من طائفته، فهنا فقط يمكنني ان أفكر بعراق مزدهر ومتطور ونتغلب جميعنا على داعش، لقد كان العراق منذ العشرينات حتى الستينات من القرن الماضي أفضل دولة من دول المنطقة من ناحية التطور في كافة المجالات على الإطلاق، على سبيل المثال؛ أفضل نظام صحي على الإطلاق أفضل من تركيا وأيران ودول الخليج ومصر، والآن نحن أسوء دولة من ناحية نظامها الصحي، لا يمكننا ان نرجع إلى سابق عهدنا إلا إذا أزحنا المفسدين من السياسيين بوعينا، وجلبنا المخلصين والأكفاء والنزيهين بإرادتنا ، لا يمكننا ان نأمل التغيير ما دمنا نفكر بعقلية الشيعي والسني والعربي والكردي، لا تنفع المقالات التي تفرحنا وتشفي جروحنا، ولكن تنفعنا المقالات التي تزيد وعينا وتغير قناعاتنا ومواقفنا فلا نبنيها على العواطف، فلا يمكن ان تبنى الاوطان على العواطف والمشاعر بل تبنى على العقل والحكمة، لقد كان يمكن لجنوب افريقيا أن تغرق ببحار من الدماء إن تعامل نلسون مانديلا بالعواطف وبنفس الإنتقام بعد قضائه ٢٧ عاماً في السجن وهو ابن البلد الأصلي، وعومل السود باسوء معاملة يمكن ان يعامل بها اي إنسان في عصرنا الحالي من قبل أناس دخلاء ومحتلين للبلد، ولكنه تصرف بوعي وعقل وحكمة، وبهذه السياسة غدت جنوب افريقيا أفضل دولة افريقية من ناحية نظامها السياسي والتطور في كافة مجالات الحياة، لقد افلحت داعش ومن قبلها القاعدة على ايقاد حرب طائفية، إن جميع الحروب الطائفية في العالم تستعر وتقوم على مبدأين، ألأول تضخيم أخطاء المقابل والثاني غض الطرف عن أخطائنا، فإن كنا لا نرى إلا أخطاء المقابل، ونعتقد إننا معصومون من الخطأ فلا يمكننا توقع أي خير، إذا كان الشيعي لا يرى السنة إلا من خلال سبايكر، والسني لا يرى الشيعة إلا من خلال مجزرة الحويجة فلا يمكننا توقع اي خير، أما إذا عرف الشيعي أن السنة لا دخل لهم بسبايكر بل هي مسؤولية داعش فحسب، وإذا عرف السني أن الشيعة لا دخل لهم بالحويجة بل هي مسؤولية الحاكم الذي امر بها، وإذا أزحنا السياسيين المفسدين بتوحدنا، وجئنا بالسياسيين الذين ليسوا بالضرورة من طائفتنا بل لأنهم أكفاء ونزيهون، وإذا سقط الواحد منا إجتماعياً بسبب فساده ورشوته وليس خوفاً من العقاب فحسب فحين ذاك فقط يمكننا ان نتوقع الخير؛ مع كل الصورة القاتمة في العراق اليوم ولكني متفائل بمستقبل زاهر بمشيئة الله وسعي الواعين والطيبين من ابناء شعبنا.