23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

حكومة شعارها … الولاء قبل الأداء !!

حكومة شعارها … الولاء قبل الأداء !!

اطلعت واطلع غيري على رسالة الاستقالة التي قدمها السيد محمد علاوي وزير الاتصالات في حكومة (الدكتور) نوري المالكي وما ذكره من تفاصيل مؤلمة تجري في وزارته، وليس موضوعي الدخول في تفاصيلها فالأمر متروك لأصحاب الشأن ولكن ما يؤلم فيها هو أن شعار (الولاء قبل الأداء) هو شعار لحكومة تدعي الديمقراطية والشفافية والنزاهة والكفاءة !!! كيف يمكن لبلد أن يتقدم ويواكب عجلة التطور العالمي وفيه نهج متخلف دكتاتوري كنهج حكومتنا اليوم عندما تفضل أصحاب الولاءات على أصحاب الأداء الجيد؟؟ مَنْ مِنْ وزراء حكومة (الدكتور) المالكي يعمل باختصاصه؟؟؟ وان وجد من يعمل باختصاصه فأما أن يكون مواليا لخط الدعوة أو أن يحارب كما يحصل لوزير الاتصالات اليوم وغيره من باقي الوزراء … إن من أوليات النجاح والتقدم لكل بلدان العالم هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإعطاءه كافة الصلاحيات لتحقيق خططه ورؤيته لما يمكن تحقيقه من أهدافه العامة والخاصة ويكون محاسبا على نسب النجاح في تحقيق خطته وأهدافه وبالتالي نرى أن النجاح سيكون حليف من يكون متخصصا بعمله، ما نستغربه هو توزيع الحقائب الوزارية على أشخاص لا يمتّون بأي صله لعمل الوزارة … فما دخل رجل ميليشيات مسلحة بوزارة النقل وهي وزارة خدمية وركن مهم من أركان بناء الدولة ؟؟؟!!! وما دخل مهندس زراعي بوزارة المالية التي لاتقل أهمية عن سابقتها؟؟؟!!! وما دخل معلم مرحلة ابتدائية مشكوك بشهادته بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟؟؟!!! وما دخل بياع الخضرة بوزارة الداخلية ؟؟؟!!!
لو تطلّع من يقف اليوم على قمة هرم السلطة في العراق إلى تجارب الدول المتقدمة والمتطورة سيرى إن سر نجاحها يكمن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فلا يُعقل أن يكون العراق قد خلا من أبناءه الكفوئين ليستعيض عنهم سيادة (الدكتور) المالكي بأزلام يدينون له بالولاء المطلق!! وما الفرق بين صدام الأمس والمالكي اليوم ؟؟؟ صدام كان يقرّب من يواليه أكثر وكلما كانت درجة الولاء والتملق أكثر كلما حظي بأعلى المناصب وارفعها.
إن من يريد أن ينهض بعمران بلده وبناءه عليه أن يرفع شعار (الأداء قبل الولاء) فلا ولاء إلا للوطن لان الأداء هو من سيرفع شان بلادا عانت ما عانت من المحسوبية والوصولية والتملق والمحاباة، والأمس يعيد نفسه اليوم ولكن بثوب جديد وهو ثوب حكومة الشراكة الوطنية وقبلها أختها المرحومة حكومة الوحدة الوطنية التي لم نرى من كلتيهما سوى المزيد من الويلات والدمار والنهب والسرقة والفساد بأعلى مستوياته بدءا من ابسط موظف وصولا إلى قمة الهرم السلطوي في العراق.
يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم في سورة الرعد ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” وعلينا أن نبدأ بأنفسنا قبل غيرنا ومالم يقوم (الدكتور) المالكي بتنظيف قاذروات حكومته وأركانها من المتملقين والسارقين والنهابين والكذابين والمزورين فلن تقوم لنا قائمة بعد اليوم هذا إن كان يريد السيد المالكي أن يبنى عراقاً موحداً قوياً ديمقراطياً دستورياً على حد قوله !!!!.
أما أن يبقى الحال على ماهو عليه ويأتي بالسارق والقاتل والمتخلف والمزور والكذاب ليتسلم منصبه في هذه المؤسسة أو تلك لمجرد انه (دعوجياً) أو محسوبا على الدعوة أو متملقا بامتياز فان هذه الدولة ستصبح عراق حزب الدعوة كما كان العراق سابقا يُعرف بعراق حزب البعث وسيبقى العراقيون هم الضحية في كل وقت وحين.
الوقت مازال متاحا لنرفع شعار (الأداء قبل الولاء) إن كنتم تريدون للعراق الخير والازدهار ومواكبة التطور الهائل في بلدان العالم الأخرى.
[email protected]