18 ديسمبر، 2024 11:09 م

حكومة تمشي في الاسواق

حكومة تمشي في الاسواق

بعيدا عن كل ما ينشر وما يقال على صفحات التواصل الاجتماعي والتي لا تحرك اصحابها مواقف مسبقة اثار انتباهي اليوم رسالة وصلتني من احد الاصدقاء يخبرني فيها ان رئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبد المهدي جاء الى محافظة كربلاء المقدسة متخفيا وانه استقل وسائط النقل العامة بين قطار وكوستر ومن دون الحاجة الى مناقشة صدق هذا الخبر او عدم صدقه فاني شخصيا لا استبعد هذا الامر ..لان السيد عادل عبد المهدي بعكس كل ما يشاع عنه يتمتع بامور جيده في اعتقادي تؤهله لان يكون فعلا قد جاء متخفيا رغبة منه في الاضطلاع على معاناة الناس في اداء مراسم زيارة الامام الحسين .. بالرغم من كوني لا اعرفه ولم يسبق لي لقاء الرجل لكني حتى اللحظة ومن خلال دراسة مواقف الرجل لم اجده ممن يتشدقون بالسلطة والحمايات والعساكر ولا رجل متواضع جدا ولا يهتم كثيرا لما يقال عنه او لما يقل فيه اعتقد ان سنوات عمره التي جاوزت ال 75 عاما اتت اكلها لذا فليس غريبا ان نشاهد مبادرات منه على هذه الشاكلة خصوصا ان احد نواب البرلمان العراقي كان وال من سن سنة الخروج للشارع وحده دون اي مرافق وهو النائب محمد علي زيني ثم اتبعها ولو بدرجة اقل رئيس الجمهورية برهم صالح والان تتحدث الاخبار عن خطوة جريئة جدا وهي تنقل رئيس الوزراء الى كربلاء وحده ايضا … حقيقة ان واحدا من اهم تطمينات الشارع العراقي هي ان يرى سياسييه يمشون بينهم يسمعون شكواهم التي بلغت السماء وهذا بالتاكيد لا يحدث الا من قبل شخصيات وطنية تحمل الوطن واهله امانة في الاعناق .. ان طريق كسب ثقة الشارع العراقي بسياسييه طويلة جدا وشاقة ولا تمر بالنواب الذين يصدق عليها قول الشاعر (جاء الخلافة او كانت له قدرا….) لانهم مبتورين خدمتهم الظروف او ربما الدفاتر فصاروا ما صاروا عليه الان اما حين نتحدث عن شخصيات لها باع طويل في السياسة وخزين معرفي وثقافي فليس غريبا ان نشاهدهم بيننا لذا وانا شخصيا لا استغرب مشاهدة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء امامي في الشارع وحتى ان حدث فلن اكون مطلبيا لان مطالبي هي مطالب الشارع ومن يسير فيه سيعرفها اكيد بعيدا عن سطوة المستشارين الذي كانوا سببا في خداع رئيس الوزراء الاسبق وتكاسل السابق فالمستشارون لا يعطونك الا ما يزيد من سطوتهم ونفوذهم وما يبعدك عن الناس .. بيد ان هناك امور اود لفت نظر الحكومة اليها تتمثل في انصاف بعض المطاردين من قبل القضاء لدوافع سياسية وليست جنائية لعل في مقدمتهم القاضي رحيم العكيلي فلا يعقل ان يبقى هذا الرجل طريدا وهو المعروف في كل محاكم العراق بنزاهته وايضا اتمنى عدم التفريط في الكفاءات العراقية الاخرى التي لا يصعب الوصول اليها انا واثق ان الدكتور عادل عبد المهدي قادرا بما يملك من خبرة وحنكة سياسية متوارثة ان يكشف لمعدن الحيد من الرديء ولعل سطوة الاحزاب التي يعيش تحتها ليس مقدسة وهو بلا شك قادر على التعامل معها بحكمة وذكاء يمكنه من تحقيق طموحاته التي يمكن ان تجعل منه مفتاح خلاص العراق وتخلده في قلوب العراقيين كما خلد الزعيم عبد الكريم قاسم من قبله والسلام