22 ديسمبر، 2024 6:35 م

حكومة تحالفات تخادمية وطائفيّة..!!!

حكومة تحالفات تخادمية وطائفيّة..!!!

الجميع يتحدث عن حكومة (وطنية)، ولكن الجميع يمارس (التقية) السياسية والطائفية،فمنذ إنتهاء الانتخابات البرلمانية، والحراك لم يتوقف ،بين الكتل الفائزة وغير الفائزة، بحثاً عن مناصب ومغانم،وسط تظاهرات وتهديدات وإتهامات بتزوير الإنتخابات، والمطالبة بإلغائها،وفي نفس الوقت يقود الطرف المهزوم والخاسر،جولات ومباحثات لتشكيل حكومة(توافقية) على مقاسه،(شي مايشبه شي)،لا، ويريد فرض شروطه بالقوة العسكرية،بعد أن أغلق بوابات الخضراء بالمتظاهرين الذي ينتمون لفصائله وميليشياته،هذا هو منطق وديمقراطية( الخاسر) في حكومات مابعد الإحتلال،فكيف سيكون شكل الحكومة المقبلة إذن،أزاء هذا الإصرار على مبدأ (لو ألعبْ لو أخرّبْ الملعّبْ)،في مقابل الطرف المهزوم في الإنتخابات،هناك حراك سياسي آخر، بين كتل وأطراف فائزة،تبحث عن فرص وتخادم، لتحقيق أهدافها بأعلى سقف للمكاسب،مستغلّة الصراع بين الكتلتين(الفائزة والخاسرة)، لفرض إرادتها السياسية على الآخرين،فظهر لنا تكتّل (جديد 35 مقعد)، يرأسه الشيخ خميس الخنجر،موازي لكتلة الحلبوسي،وهذا التكتل اللملّوم، يمارس لعبة فرض الشروط،على بقية الكتل،تشكّل من إنتقال بعض النواب الى هذه الكتلة، لتحقيق مآربه ومنافعه الشخصية،وأخذت كتلة (الخنجر)، تبحث عن تحالفات مع إلإطار التنسيقي،لإنتشاله من اليأس والإحباط الذي هو فيه ليواجه خصمه وغريمه الفائز ب(75 مقعداَ)،وليجعل من نفسه ،بيضة قبان في تشكيل حكومة لايهم إنْ كانت توافقية تحاصصية أو أغلبية وطنية،المهم يحصل هو ونوابه على مناصب ،يفرضها على الطرف الذي سيشكّل الحكومة، فذهب الى بغداد متسلّحاً بمقاعده، وبرنامجه، وإلتقى بكتلة الحلبوسي ،وعرض كل منهما برنامجه، ويبدو أنهما لم يتفقا على رئاسة البرلمان، التي تُصرّ كتلة عزم الخنجر على تغييرها،وهذا ما أفشل الحوار بين الحلبوسي –الخنجروجعله (لقاء ثريد)،وإنتهى الى هنا حوارهما التخادمي،وهكذا ستواصل كتلة عزم الخنجرحوارها مع البقية، كالكردستاني والصدر، وعينها على(الإطار التنسيقي) ،الذي تشكلّت كتلتهم من دعمه ووصايته وإشرافه، ويريد أن يُفاجيء به ،كتلة مقتدى الصدر بعدد المقاعد،إذا فشلت محاولات هادي العامري في المحكمة الإتحادية،أمّا السيد الحلبوسي، فيعتمد على تحالفين أساسيين هما البرازاني –الصدر،كما يعتمد التحالفان على الحلبوسي ،في مواجهة تنمّر الإطار التنسيقي ،ومطالباته فرض الأمر الواقع على ( الجميع) ،( بالترغيب والترهيب)،وهذه سياسته منذ البداية،لكن إصرار وثبات موقف السيد مقتدى الصدر ،وإصراره على تشكّيل حكومة أغلبية وطنية، تجعل من فشل الإطار التنسيقي أمراً مؤكداً، في عودة المحاصصة الطائفية،والتخادم السياسي، ورفض سياسة الترغيب والترهيب، التي يمارسها دولة القانون مع خصومه السياسيين،وهذا الإصرار الصدري، سينتج في النهاية حكومة أغلبية وطنية، ولو سيتأخر تشكيلها بسبب مناورة ،ومراوغة وعرقلة الإطار التنسيقي لها،إذن معركة تشكيل الحكومة الآن، توضّحَ طرفاها، طرف يريد فرض أمر واقع بشروطه وتهديداته ،وطرف يريد إخراج العملية السياسية من خندقها التحاصصي القاتل ،الى فضائها العراقي، بعيداً عن التدخل الإيراني وعوامله وأتباعه وفصائله ومريده،فيما يسعى الآخرون لإستغلال وإغتنام الفرصة لتحقيق المكاسب،إذا أين البرنامج السياسي لإنقاذ العراق، هل سيحققه التيار الصدري، أم المستقلون الرافضون للمناصب( مستقلون وإمتداد )،

وماهو موقف ودور بقية الكتل الخاسرة ،كإياد علاوي وأسامة النجيفي والمطلك وو،هل سيكتفون ببضع مناصب يسكتهم من يشكل الحكومة ،أم سينتفضون ويتوحدون في كتلة عراقية ، لتشكيّل لوبي عراقي داخل العملية السياسية،يمارسون نفوذهم السياسي، في توجيه الحكومة المقبلة الى مسارها الوطني،وليس الطائفي، لاسيما وهم أول من رفض المحاصصة الطائفية التي دمرت العراق،ولكن ونحن نرى الحراك السياسي المحموم نحو الفوز بالكعكة العراقية، لابد أن نكشف وننوّه الى الدور الأيراني والتركي والأمريكي والسعودي في تشكيل حكومة جامعة ،لمصالح هذه الدول الإستراتيجية، ويبقى النفوذ الإيراني الأعلى والاقوى والنافذ في تشكيل أية حكومة قادمة، بحكم عمق التدخل الإيراني منذ الاحتلال لهذا اليوم، والذي يعتبره العراقيون(إحتلالاً)، بكل ماتعنيّه الكلمة، وهذا أيضا مرتبط إرتباط عضوي، بمجريات مؤتمر فيينا،وجعل تشكيل حكومة عراقية ( ورقة سياسية)، تمسك بها إيران في المؤتمر، لفرض شروطها على الطرف الامريكي والاوروبي المفاوض ،إذن تشكيل حكومة عراقية الآن بعيد المنال ويرتبط،بعاملين أساسيين هما : مؤتمر فيينا، والصراع بين الصدر- الإطار التنسيقي،أما البقيّة من الكتل الاخرى ، فلا يمكنها عمل أي شيء، سوى توقيع تحالفات تخادمية ومناصبية ،فلا يستطيع أحد من طرفي الصراع ،تشكيل حكومة لوحده، بدون الآخرعلى الاطلاق، إلاّ بإشعال حرب بينهما،وهو الإحتمال المرجّح،إذا أصراّ على موقفهما،في نهاية المطاف، رغم مانشاهده من كلام معسول ورسائل تطمّين، وتصريحات هادئة، لكنها تخفي تحت الرماد ماتخفيه،أما تحالف شيعي – شيعي تسعى لتشكيله إيران،بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، فهذا ضربٌ من المستحيل،فالسيد الصدر يسعى للخروج من العباءة الايرانية وبإصرار، ويبتعد ببرنامجه السياسي عن الإطار التنسيقي،بُعد الأرض عن السماء، ومنها فتح ملفات فساد لكبار حيتان الإطار، وفتح ملف سقوط الموصل، وملف نزع أسلحة الفصائل الولائية، ودمج الحشد الشعبي، في الجيش والشرطة والاجهزة الأمنية ،وهذا يلقى رفضاً قاطعا ًوإستهجاناً واسعاً من جمهور الإطار ،فيما لايستطيع الإطار التنسيقي التخلّص ،والإفلات من النفوذ الإيراني، الذي يرتبّط نفوذهم بنفوذه ،ولاوجود لهم بدونه،فهو من أوجدهم وساندهم وأسس حشدهم ومموّل أحزابهم ومُدرّب ومُسلّح فصائلهم،ويرتبط بهم عقائدياً،وهذا لم يخفه قادتهم،فهل لأحد أنْ يستطيع التكهّن الآن، متى تتشكل حكومة عراقية ،توافقية كانت أم أغلبية، في ظلِّ هذا الحراك التخادمي، والصراع السياسي ،والصراع الدولي ، والتهديدات الامريكية –الاسرائيلية لإيران، والحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا،والتهديدات الأوربية الأمريكية لروسيا ،اذا هاجمت وغزت أوكرانيا،والحرب في اليمن ، والإنهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان،والضربات الإسرائيلية على مواقع سورية وإيرانية،كل هذا الصراع الإقليمي والدولي، يجعل من إستقرار العراق ،والمنطقة أمراً مستحيلاً،لذلك نرى أنّ تشكيل حكومة عراقية ،سيستغرق وقتاً طويلاً، إن لم مستحيلاً ،وإنّ حراك الكتل الفائزة، وتشكيّل تحالفات سياسية تخادمية ،أمر عَبثي الآن ولاقيمة له ،وهدفه تضليّل الرأي العام العراقي لا أكثر ..