18 ديسمبر، 2024 8:05 م

حكومة تبحث عن شعب!

حكومة تبحث عن شعب!

ليست الطيور على أشكالها تقع دائماً، فالحياة أوقعتنا على غير أشكالنا، وأجبرتنا على كثير من الوجوه التي لا تشبهنا أبداً، والمشكلة أن العراقيين لا يكرهون أحداً مهما أُخطئ في حقهم، لأنهم كالنخيل يرتفعون عن الأحقاد، فيرمون أطيب الثمر على أرضهم، وهذا ما أفرزته أوضاع العراق بعد عام (2014)  وتحديداً العاشر من حزيران، حين لبى أبناء العراق الغيارى، فتوى مرجعيتهم الرشيدة دفاعاً عن الأرض، والعرض والمقدسات، فرسموا لوحة للتناغم الوطني، وأفشلوا كل مخططات الأعداء، الرامية لإثارة الفتنة الطائفية.
عندما تصبح الفتوى معولاً كبيراً ربانياً، فيذل كبرياء الدواعش، ويكشف كذبهم، وريائهم، وحقدهم، وكذلك حطمت هذه الفتوى أحلامهم، وغرورهم، ومسحت شعارهم السفيه (باقية وتتمدد) بأقدام رجال العراق الشرفاء.
يبدوا أن العراق بحاجة الى فتوى ثانية، تكون بقوة تلك الفتوى التي رسمت النصر بأجمل الألوان، وأرقى الصور، ولكن هذه المرة تكون ضد الفاسدين، والمتنعمين بخيرات بلدنا على حساب دماء أبنائه الشجعان، ففي العراق لا رابح من الأزمات، إلا مَنْ يساهم في صنعها، وهم تجار السياسة، وصناع الفتنة أصحاب منصات الكذب والذل، وإلا ما معنى أن تبقى المشاكل معلقة غير قابلة للحل، وأيضاً بأخطاء متعمدة غير  قابلة للتصديق.
 إذا ما بقي ساستنا بهذا الفكر المتطرف، واللعب على رقعة الشطرنج السياسية بطريقتهم الطائفية، فأن العالم سينتج لنا ورماً تكفيرياً متطرفاً ثانياً، ليشوه صورة إنتمائنا لوطننا، فهل راعت الحكومة تلك التوقيتات الوطنية لبناء الوطن، وجعل المواطن وسعادته في قمة واجباتها؟ خاصة وأن أعداءنا متربصون بنا، ويستهدفون كل إنتصار نحققه، ليسحقوا الفرح على أرضنا، ويزرعوا بدلاً منه الموت والدمار.
بداية العلاج معرفة الأسباب، ولا يمكن البدء بالعلاج ما لم تتوحد الصفوف، والكلمات قولاً وفعلاً وبنوايا صادقة، عند ذاك سنقول أن الحكومة إحترمت قضيتنا وهويتنا، التي سالت دماؤنا لأجلها لأكثر من عقد من الزمن، وستنصف الحكومة شعبها إن عاملته بإحترام، ووفرت له أبسط سبل المعيشة، وهذا هو المطلوب في الوقت الحاضر، لأننا قد مللنا الحروب، والموت المجاني.
ختاماً: علينا مراعاة الأولويات الوطنية، وعدم الانجرار وراء الخلافات الجانبية المضرة بالبلد، والتلاحم الوطني هو ما سيجعل العراقيين يقطفون ثمار العملية السياسية في العراق، رغم أن هناك مآخذ على عملها، لكن العراق يمر بمرحلة خطيرة، وتحديات أخطر، وهذا يتطلب توحيد الجهود، للقضاء النهائي على دواعش التكفير، والفساد على السواء.