منعت الحكومة المحلية لمحافظة الناصرية من خلال قوة عسكرية مقدر تعدادها بالمئات و مدججة بالسلاح و الآليات منعت مسير موكب عزاء حسيني و قامت بمحاصرة الموكب حتى فرقته بتاريخ السبت التاسع من محرم المصادف 29-9-2017 !!
عندما سمعت الخبر و رأيت الصور تعجبت و خرج إلى ذهني تساؤلات صاحبها ارتفاع بضغط الدم ..
أنها مأساة عندما تدعي الحكومات التشيع و تفاخر بأنها شيعية و تشنع على حكم صدام انه منع المواكب الحسينية و إقامة الشعائر و اعتبرت صدام كافرا لهذا الفعل !
عجيب هذا الأمر و كما يقول المثل البغدادي (عجيب أمور عجيب قضيه)!
و هنا نفهم إن الحكام طغاة أينما كان مذهبهم و دينهم و جنسهم و هذا التستر بالتشيع و الإيمان أصبح امرأ مقزز حقا و ليرى العالم إن هذا الفعل لم يخرج بتاتا من النصارى ؟ او اليهود؟
و إنا أكلمكم من أوربا ألان التي تدين بدين النصارى !
فلم اشهد يوما إن منع موكب إي كان لأي ديانة أو مذهب , للحسين أو غير الحسين لمعارضة أو مسالمة !
هذه الروح الطغاواتية هي نفسها التي خرج منها داعش و الفكر التيمي التكفيري الذي يعتبر نفسه انه الفرقة الناجية و غيرة هي الفرقة الكافرة
و لا عجب و لا فرق أبدا !
و يمكن لأي منصف إن يقول هذا غير ذاك و كلنا شاهدنا كيف سحلت الجثث لأنصار الصرخي الحسني في كربلاء و كيف أحرقت !
و اليوم نشاهد التطرف الحقيقي الذي يستعمل سلاح الدولة و قوتها في منع الحريات و الاعتداء على المواطنين العراقيين المسالمين العزل و يفرق موكب عزائهم بالحديد و النار !
و إي تطرف اكبر و أشنع من هذا و فعلا لا امان لكل شخص يخالف ما يراه الطغاة في الحكومة المحلية للناصرية اذ تعتبر نفسها هي الفرقة الناجية و غيرها من لا يستحقون الحرية مطلقا..
عندما شاهدت الخبر على الفيسبوك علقت علية بفرضيتين على نحو الانطباق و المواساة لأهل الموكب و أصحاب العزاء .
قلت إما إن تكون الحكومة ترى نفسها إن الحسين هو رجل من رجالاتها و هذا مستحيل إن يكون الحسين مع هذه الحكومة الفاسدة التي تصدرت التقارير و الإخبار العالمية بحجم الفساد و ما الحسين إلا ثائر بوجه الفساد و داعيا للإصلاح في كل زمان و مكان و الحسين للجميع لغاندي و فولتير و شكسبير و الحسني و غيره .
أو ان هؤلاء المسلحين الغادرين كأشباه عمر ابن سعد و جيشه عندما كتب كتاب لابن زياد يخبره بوصول الحسين إلى كربلاء ورد علية ابن زياد إن لا تتركه يرجع او يذهب الى اي مكان اخر و حاصره بالرجال و السلاح و اقطع علية الماء و قال قولته المشهورة ألان يريد إن يفلت بعدما غرسنا أنيابنا فيه ..
و الاحتمال الأخير هو المنطبق على هذه العصابة المسلحة المدججة التي لا تستحي إن تنفذ أوامر الطغاة ..
و نتمنى لمن هم في الدكه العليا لإدارة الدول إن يفهموا حرية التعبير و إقامة الشعائر حق مكفول كفله الدستور و لا يمكن لأي قوة في الأرض إن تجرد العراقيين منها و إن كان الفساد يشمل جميع المؤسسات الرقابية و السلطات الثلاث بل حتى السلطة الرابعة .
و هذا من مساوئ العراق منذ عصر ثورة الحسين إذ ذهب من كاتب الحسين و خاطبه إن أقدم علينا هم أنفسهم من تراصفوا في ديوان ابن زياد تزلفا للدولة الأموية و خروجا من بيعة الحسين و نصرة سفيرة مسلم ابن عقيل ..
فالتزلف للحكومة اذهب بماء وجه السلطة الرابعة و جعلها تابعه و لكن إن كان الفساد يملى أركان كل شيء سيأتي يوما و يحاسب كل من يقوم بالظلم المنافي للحرية التي كفلها الدستور و سيطال القانون هذه العصابة المسلحة.
و نناشد السيد رئيس الوزراء أو وزير العدل أو رؤساء الكتل السياسية الحاكم إن تنظر بهذا الخرق السافر للدستور و الحريات و عليها إن لم تكن شيعيه أو إسلامية عليهم إن يكونوا عربا أو أحرارا كما يدعون…