تسعى الحكومات العالمية إلى العمل الجاد بشتى الوسائل و الإمكانيات المتاحة لها من اجل حفظ وحدة بلدانها و حماية أمنها و استقرارها و الوقوف بحزم بوجه التدخلات الخارجية التي من شأنها أن تعمل على زعزعت كيانها فيؤدي إلى الانهيار بسبب تلك التدخلات لذلك نرى أن القيادات السياسية العالمية تعمل على إقامة العلاقات الطيبة مع جيرانها التي قد يكون لها التأثير المباشر و غير المباشر و بعدة أساليب على سياسات الدول الأخرى وهذا ما يقع على عاتق الحكومات في رسم الخطط الجيدة التي تدل على الحنكة السياسية و الحكمة العقلائية التي تتمتع بها تلك القيادات و التي تضمن لها حماية وحدة بلدانها وهذا ما نلمس آثاره في معظم البلدان العالمية وما النجاحات الباهرة التي يشهدها العالم إلا دليلاً واضحاً على حنكة و حكمة تلك القيادات حتى وصلت بشعوبها إلى أفضل درجات التطور و التكنولوجيا فحققت لها الحياة الكريمة و العيش بأمان و استقرار و ضمنت بذلك وحدة بلدانها و احترام سيادتها من قبل البلدان الأخرى و أما في العراق ومنذ عام 2003 نجده يرزح تحت نير الاحتلال و خاصة الفارسي وما لحقه من الويلات و الأزمات بفضل حكوماته الفاشلة و المرتبطة بأجندات خارجية تعمل على تحقيق مصالحها الفئوية و أطماعها الاستعمارية و تركها لمصالح شعبها لقمة سائغة للفساد و طي الإهمال وفوق كل هذا و ذاك تأتي الطامة الكبرى حيث لا زالت حكومة العراق تتخذ من سياسة الانبطاح و غض الطرف عما يجري فيه من الهيمنة و التدخل السافر لإيران التي جعلت منه كالجزيرة التابعة لها حيث اخذ النفوذ الفارسي بالتغلغل و التمدد الواسع في العراق و التحكم بكافة مراكز إدارة شؤونه من خلال زرع العملاء لها و تحت مسميات دينية و سياسية عدة وبعناوين براقة و مزيفة لأجل إطالة احتلالها البربري إلى أمد بعيد وما قيامها بتعيين مجتبى حسيني ممثلاً لخامنئي في العراق ما هو إلا دليل فاضح على أنها المحتل الأكبر في العراق و السبب الرئيس وراء كل الأزمات التي تعصف به وفي الوقت الذي عجزت فيه حكومة العراق و برلمانه في الوقوف بحزم و جدية لقطع دابر التدخلات الفارسية للعراق لذا فإننا نجد أن المرجعية العراقية قد أخذت على عاتقها تحمل هذه المسؤولية التي عجزت الحكومة و البرلمان بتحملها فقد دعت الأمم المتحدة و المجتمع الدولي إلى ضرورة توليهما إدارة شؤون العراق بعد حل الحكومة و البرلمان فقد جاءت تلك الدعوة بمشروع الخلاص للمرجع الصرخي في 8/6/2015 ليمثل الحل المناسب في إنهاء كافة الأزمات و الويلات التي حلت بالعراق قائلاً : (( قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق ) و مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة حل الحكومة و البرلمان بقوله : ((حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان)) وداعياً فيه بشدة القادة و الزعماء العرب على ضرورة إخراج إيران من العراق و منطقة الشرق الأوسط برمتها من خلال تضافر جهودهم العربية بغية إصدار قرار أممي يلزم حكومة الملالي بالخروج من اللعبة قائلاً : (( إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ((.
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1048973084