23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

حكومة العراق ضد العراق

حكومة العراق ضد العراق

بعد الهزائم الدبلوماسية المتتالية للعراق العريق، امام دويلات الخليج الناشئة التي تقودها مجموعة عشائر متخلفة نصبها الاستعمار الغربي حراسا لمصالحه في المنطقة، والتي تمثلت – هذه الهزائم – بتنازل الحكومة الجديدة بوجوهها القديمة للسعودية، والانبطاح امام حكامها الطغاة بحضورها لمؤتمر جدة “لمكافحة الارهاب” كما اسمته مملكة الارهاب والاجرام السعودية، واصدار صكوك براءة للسعودية ولبعض الدويلات الخليجية السائرة في فلكها من تهمة انشاء ودعم وتمويل الجماعات التكفيرية التي اكتوى العراقيون طويلا بنار اجرامها، ومن ثّم التجول بين هذه الدويلات والمحيط العربي والاقليمي المناوئ للعراق ولعمليته السياسية، وفتح الباب امام هذه الدول للمشاركة في ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الذي انتجته ومولته ودعمته نفس هذه الدول، وبعد موجات وحملات اعلامية وسياسية متواصلة على العراق والعراقيين وهجمات تشويه وتلويث لصورة فصائل المقاومة والحشد الشعبي التي وقفت ضد جيوش التكفير الوهابية، وبعد الصفعات والاهانات المتتالية من قادة هذه الدول وليس آخرها اهانات وزيري خارجية قطر والامارات.
بعد كل هذا تعرض العراق امس الى هزيمة مدوية اخرى على يد السعودية عبر تسمية الاخيرة سفيرا لها بطلب من العراق، وهو ملحقها العسكري في لبنان العميد ركن “ثامر السبهان” صاحب التاريخ العسكري والامني الطويل، والقريب من دوائر المخابرات الغربية ومن مؤسساتها وشخصياتها الامنية والعسكرية وخصوصا الاميركية وسبق له ان ادار معارك الجماعات التكفيرية في لبنان
وسوريا، وهذا يعني:
1/ ان السعودية تشعر بهزيمتها الكبيرة في العراق وعليه لابد من تغيير استراتيجيتها والدخول المباشر الى العراق بحكومته الانبطاحية التي تعد سياستها فرصة استثنائية لتموضع اعداء العراق في الداخل العراقي.
2/ ان السعودية تدرك ان ساحة العراق هي من اهم الساحات التي يجب ان تتواجد فيها بقوة وفاعلية خاصة مع وجود حكومة عراقية ضعيفة لا تحسن قراءة الواقع السياسي والامني المحلي والاقليمي والدولي.
3/ ان السعودية انتقلت في ادارة حربها الاجرامية ضد العراقيين من القيادة غير المباشرة الى القيادة المباشرة عن طريق سفيرها الجديد وبغطاء رسمي عراقي وبحماية حكومية!!.
4/ ان السعودية تحاول خلق نظير وهابي للجنرال قاسم سليماني الايراني لن يلعب دورا ميدانيا بقدر ما سيحول السفارة السعودية الى غرفة عمليات عسكرية وامنية لأدارة أدواته الميدانية على الارض العراقية.
5/ ان السعودية تريد ان تلملم اوراقها في العراق وتعيد تنظيم صفوف عملائها وادواتها وتعيد رسم استراتيجية الجماعات الارهابية المرتبطة بها بعد هزائمها المتتالية.
6/ ان السعودية تريد تفعيل دور دواعشها السياسيين خصوصا بعد سقوطهم المدوي بعد هيمنة تنظيم داعش على مدينة الرمادي ورسم ادوارهم بالضد من دور فصائل المقاومة الاسلامية وسرايا الحشد الشعبي عبر العمل على عرقلة مسارها والالتفاف على انتصاراتها وتطويقها ومحاولة مصادرتها.
يبدو ان الغايات الشخصية ومصالح بعض الساسة المتصدرين لمواقع المسؤولية والارتباطات الخارجية وقد تكون الاتفاقات السرية لهم قد دفعتهم لتجرع الاهانات والصفعات العربانية والرضوخ للضغوط والاملاءات الخارجية التي لم تخفها محاولات التوجهات الوطنية الشكلية او ادعاءات الاعتراض الظاهرية لبعض الساسة المتصدرين للمشهد على سياسة التحالف الدولي او كل الدول
الاقليمية التي ماتزال تتعامل مع العراق كعدو ما خلا الجمهورية الاسلامية في ايران والدولة في سوريا اللتان يفترض بنا تقوية العلاقة معهما بما يضمن ردع التهديدات الخارجية الوجودية التي تهدد العراق وايران وسوريا.