23 ديسمبر، 2024 2:39 م

حكومة العراق أهل الكوفة من جديد ؟؟؟‎

حكومة العراق أهل الكوفة من جديد ؟؟؟‎

عندما نتصفح أروقة التاريخ نجدها زاخرة بالشخصيات التي يعجز كل مَن قرأ أو اكتب عنها أن يظهر مكنون جواهرها العلمية وأخلاقها الحسنة لتلك الشخصيات خاصة إذا رأينا أن التاريخ يقف بكل احترام و إجلال بل و ينحني لكل شخصية استطاعت من خلال عملها و منهاجها القويم أن تشق الطريق المعبد بالقيم السامية و المبادئ الفاضلة التي تنادي النواميس الإلهية بضرورة ترسيخ جذورها في المجتمعات ليسود فيها روح القيم الإسلامية النابعة من الصفات و الخصال الإلهية حتى تصل إلى ارفع مستويات الخلق و الأخلاق الحسنة لذلك و خير ما يجسد تلك الشخصية بعد رسول الله الخلفاء الأربعة ( رضوان الله تعالى عليهم ) ومنهم علي ابن أبي طالب (عليه السلام ) الذي يعجز اللسان عن رسم شخصيته الحقيقية  كونه ربيب النبوة التي ختمت بمصطفى محمد ( صلى الله عليه و اله ) و الوارث لكل ما دعت إلى التحلي به الرسالات السماوية و السنن النبوية من صفات و أخلاق طيبة تسمو بصاحبها إلى درجات الرضا الإلهي في الدنيا و الآخرة ومن ابرز ما تحلت به شخصية الإمام علي هي العدل بين الرعية و نبذ الطائفية و تحقيق كل مظاهر المساواة و عدم التمييز بين أفراد او طبقات المجتمع العربي و غير العربي وما حادثة اليهودي في أيام خلافته حينما كان يتابع شؤون المسلمين و غير المسلمين من خلال تفقده لأحوالهم يومياً بالالتقاء بهم و سماع مشاكلهم و إيجاد الحلول المناسبة لها فكان اليهودي  يستجدي من المارة فسأل عنه فقيل انه يهودي و غير مسجل في بيانات بيت المال فأمر عليٌ بان يجعل له حصةً من بيت المال فما عُرِفَ عنه (عليه السلام) من خلق كريم و تعامل متواضع مع الرعية يشهد له القريب و البعيد و المسلم و غير المسلم كون هذه الشخصية المباركة قد قدمت للمجتمع الإسلامي كل ما يجعله مجتمعاً واحداً متماسكاً من جميع جوانب الحياة بما خلفته من تراث جم و فكر غزير و علم كثير تدعونا إلى السؤال ان الحكومة العراقية ألم تقرأ عن علي (عليه السلام ) ؟؟؟
ألم تسمع بخلقه من عدل و مساواة بين الرعية في كل شيء ؟؟؟ فإن كانوا لم يسمعوا أو لم يقرأوا فان تلك مصيبة !!! و إن كانوا قد قرأوا و سمعوا عن هذه الشخصية الفذة فإنها تلك المصيبة أعظم !!! فالمجتمع العراقي في خلافة علي لم يرَ التناحرات و المهاترات و الخلافات السياسية و الشخصية على المناصب الرئاسية أو السيادية ، المجتمع العراقي لم يرَ الطائفية و الاقتتال الطائفي و التهجير و التشريد و انتهاك الأعراض و المقدسات و السلب و النهب لممتلكات النازحين و المهجرين قسراً من مناطق سكناهم بدواعي طائفية أو مقاتلة الإرهاب  فكلها لم تجد لها طريقاً في  المجتمع الإسلامي عامة و العراقي خاصة في زمن علي  لكننا اليوم و منذ عام 2003 و حتى ألان نرى الجرائم و الانتهاكات الإنسانية جاءت بفضل و بركات حكومات العراق المتعاقبة على حكمه و بدلاً من أن  تعمل على تحقيق كل ما تعهدت به من توفير كل معطيات و وسائل  الحياة الحرة الكريمة للشعب العراقي نراها من العكس تماماً  لذلك بل أدخلت العراق في كهف الطائفية و القتل الطائفي و سيادة روح التفرقة و العنصرية و حالة التشرذم و تمزيق النسيج الاجتماعي لشرائح المجتمع العراقي  و جعله يقف على حافة الهاوية و عرضة لتقطيع أوصاله من خلال التقسيم لأقاليم تارة و دويلات صغيرة  تارة أخرى و كأن الأمر لا يعنيهم و هذه الإخفاقات ليست هي من بركاتهم  و قسمهم بالقران أن يكونون قادة للخير و الصلاح لا قادة مصالح شخصية فئوية ضيقة  و الواقع العراقي المزري خير شاهد على كل الويلات و الماسي التي تعصف به بسبب حكومته و ايضاً هو أي الواقع العراقي المرير يعطي الدليل على أن حكومة العراق لم تطبق قولاً و فعلاً منهجية علي و كيفية التعامل مع المجتمع في تلبية كل متطلبات العيش الكريم  و توفير سبل التعايش السلمي و تطبيق العدالة بحذافيرها لكي يعم الأمن و الأمان و السلم و السلام بين كافة أطيافه الاجتماعية بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد فبتلك السياسات التي تنتهجها الحكومة العراقية  فإنها تعطي للعالم المثل الأسمى لأهل الكوفة في خذلانهم و قتلهم علياً من جديد فعلى العراق السلام في ظل تلك الحكومة الخاوية .