13 أبريل، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

حكومة العبادي وانقلاب المالكي

Facebook
Twitter
LinkedIn

تشهد حكومة العبادي احتضارا واضحا ، وموتا سريريا ،على صعيديها السياسي والعسكري، بالرغم من تحقيق (انتصارات ) وهمية تحققت بفعل طائرات امريكا والحشد الشعبي ، اما جيش العبادي فمازال وزير دفاه الهمام يبشرنا بوصول المزيد من طائرات وأسلحة الخردة التشيكية والروسية ، مع تحضيرات وتصريحات للقادة العسكريين الكبار على ارض المعارض توعدنا بتحرير المدن خلال(ثلاث)، ايام او اسابيع ، والشهور تمر والسنين تمر دون نتيجة تذكر على الارض ، غير الفشل والمخجل والهزائم مخزية في اكثر من مكان ، هذه حقيقة(انجازات الجيش)، تصريحات وهمبلات للعبادي ووزير دفاعه (الملتهي) المشغول بزيارة المراجع وتامين الزيارات المليونية  على طول السنة للعتبات المقدسة ، وإعادة تشغيل العجلات والدبابات العاطلة والخارجة عن الخدمة ، فهل من احد يدلني على انجاز اخر لهم ،بالتأكيد لا احد يجرؤ ان يثبت لي انجازات العبادي وجيشه على الارض ، عدا ما يحققه الحشد الشعبي من تضحيات حقيقة كبيرة ،من دماء ابناء العراق تذهب هباء منثورا في الوهاد وعلى قارعة الطرق في المناطق التي يتم تحريرها من داعش ،وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها انصافا للدماء المهدورة ،بسبب غياب الدور الحقيقي للجيش المنهار منذ ان هرب هو وقادته من ارض الموصل المقدسة وسلمها الجبان نوري المالكي وقادته الجبناء وجيشه المهزوم لداعش منذ اكثر من سنة من الان ، وإزاء هذا الفشل العسكري المهان ، يقابله انهيار سياسي كبير في بنية التحالف الوطني نفسه، وبين الكتل الاخرى والعبادي ، انهيار واضح احدثته سياسة العبادي التراجعية في اصلاحاته الورقية غير ألصادقة وغير الحازمة والمرتجفة الخائفة من سطوة المالكي وميليشياته ، ولم يستغل تفويض المتظاهرين له وتفويض المرجعية له، وتفويض مجلس النواب له ولإصلاحاته  ، اذن نحن امام تداعيات اخرى نحو الهاوية ،تعيشها حكومة العبادي في اواخر ايامها ، في ظل صمت امريكي حذر لما يجري ،لان رجلها العبادي تحاك له مؤامرة انقلابية واضحة يقودها نوري المالكي وميليشياته التي تتبرقع تحت يافطة الحشد الشعبي ،لذلك نعيد قراءة الواقع السياسي على وفق رؤية سياسية وتحليل سياسي ،من زاوية بالتأكيد غير محايدة وإنما متشفية لما يجري لعملية سياسية عرجاء اخذت البلد الى اعماق الخراب ،وقاع الهاوية السحيقة ، فالمشهد كما نراه،ويراه المراقبون لما يجري ، هو ان حكومة العبادي قاب قوسين او ادنى من انقلاب يعد له المالكي وإيران بميليشياتها منذ شهور،وعلامات الانقلاب واضحة،تتمظهر في الانفلات الامني في القتل والاغتيال وسرقة المليارات من المصارف والبنوك والصيرفة بوضح النهار وبالزى العسكري ،والخطف اليومي لكبار الشخصيات ،من قبل الميليشيات التي يقودها المالكي في ألعراق وقيام المالكي بشق التحالف الوطني سياسيا ضد العبادي ومحاولته تحجيم العبادي ودوره وتأثيره داخل هذا التحالف ،وتجلى هذا التفرد وتهميش العبادي في زيارة وفد التحالف الوطني الى روسيا والذي ضم قادة الميليشيات وصقور حزب الدعوة جناح المالكي فقط ،وتوقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية واستخبارية وصفقات اسلحة مع روسيا دون موافقة البرلمان وعلم ألعبادي وهذا مؤشر خطير على اشتراك روسيا ودورها المحوري في الانقلاب القادم ،وأكد هذا اعلان التحالف الرباعي لمركز معلوماتي لإيران وسوريا وروسيا ومقره في بغداد ،ظاهره محاربة داعش وباطنه التجسس على العبادي وأمريكا والتحضير للانقلاب على السلطة ،وإعادة المالكي لها بمباركة ايرانية وروسية وسورية ،وهذا ما يعمل عليه المالكي وجناح ايران في العراق الآن والدليل ايضا عدم السماح لممثل وزارة الدفاع العراقية والأمريكان حضور اجتماعات التحالف الرباعي في مقره في الشعبة الخامسة ببغداد ، اذن ، ما يحاك ضد العبادي اصبح واضحا ، وهي التحضير لانقلاب بدعم وإشراف ومساندة ايرانية وروسيا ،مقابل دور عسكري وإقليمي لهما في العراق والمنطقة ، وشاهدنا طلبات اعضاء حزب الدعوة وأنصار المالكي وقادة الميليشيات كيف استقتلت على ضرورة مشاركة روسيا في ضرباتها الجوية لمقرات داعش  في العراق ، والذي واجه تهديدا امريكا سريعا للعبادي وحكومته، من وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الذي حذر من انسحاب عسكري امريكي من ارض العراق ،حال اعطاء موافقة حكومة العبادي لروسيا بالتدخل الجوي في العراق ، لتعارضها مع السياسة الامريكية ، وبعدها مباشرة هدد نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس امريكا بشكل علني وتناقلته الفضائيات( بضرب القوات العسكرية الامريكية وملاحقتها منذ اليوم )، اذن هناك ازمة داخلية وهناك صراع داخل التحالف وبين العبادي ،وبين الحشد وأمريكا التي منعت الحشد وأمرت العبادي بسحبه فورا من قواطع العمليات مع داعش وتم هذا فعلا ، اليوم تظهر مستجدات اخرى نحو ضرورة وحتمية انقلاب نوري المالكي والميليشيات  على حكومة العبادي، بعد فشل اصلاحاته ،وبدا الصراع علنيا بين العبادي والمالكي وصار الضرب تحت الحزام بعد ان كان فوقه، وصرنا نسمع تصريحين متناقضين منهما ،فالمالكي يصرح ويقول بان الغاء منصب نائب رئيس الجمهورية غير (دستوري) (ايباه اشكد ملتزم نوري سبايكر بالدستور)، في حين يعلن العبادي على النقيض منه تماما، ان الغاء منصب نائب رئيس الجمهورية تم منذ اشهر وماضون ولن نتراجع عنه ، وينشر ديوان الرئاسة كتابا بالإلغاء نكاية للمالكي وتكذيبا له ،وهنا صارت (الحديدة حارة على العبادي) كما يقال، فيقوم بزيارة سريعة للنجف لملمة وضعه واستمالة المراجع والطلب منها الضغط على المالكي ، لتخفيف حدة التوتر بينهما ، وضمان عدم القيام بانقلاب عسكري ضده ،لأنهما في سفينة واحدة وأمام عدو مشترك هو داعش وخطره على المقدسات حسب زعم العبادي،ولم يقل لهم انه المالكي وبدعم وتخطيط ايراني ورغبة ايرانية ملحة على اعادة المالكي للسلطة باي ثمن حتى لو كان ذلك بالانقلاب وسفك الدماء وسط القصر الجمهوري ، كيف لا والمالكي  يحترف شهوة الدم منذ نعومة اظفاره ، الا ان العبادي لم يلق دعما من المرجع السيستاني الذي يرفض مقابلة اي مسئول في حكومة العبادي ، واكتفى العبادي في زيارته من لقاء مقتدى الصدر الذي خرج معه بمؤتمر صحفي ليرسل رسالته الى المالكي ملوحا فيه ،بعقد تحالف شيعي شيعي ضده ،لاسيما وانه التقى بمراجع اخرى كالفياض واليعقوبي والحكيم  وغيره، وهذا مؤشر اكيد،على ان العبادي اخذ الضوء الاخضر من مقتدى الصدر بضمه لتحالفه وقوته بمواجهة اي انقلاب مقبل عليه المالكي وميليشياته ، والسؤال هنا،هل نشهد قتالا شيعيا –شيعيا على السلطة في الايام والأسابيع المقبلة ، بعد ان كان الصراع بين السنة والشيعة على السلطة ، انا ارجح الافتراض الاول من اننا حتما سنشهد صراعا وقتالا بين جناحي العبادي والمالكي ،كالذي هو حاصل الان في شمال العراق في كردستان بين جناح البرازاني وجناح الطالباني ، انها شهوة السلطة ولعبة امريكا في العراق ، وهذا لا يبعد ان تكون الكتل(السنية ) ايضا في حالة صراع دائم لإضعاف جميع الاطراف وإنهاكها ،وإيصالها الى الاستسلام لكل طلبات وشروط امريكا في مواجهة تنظيم داعش،الذي يشهد التمدد والتوسع بتواطؤ امريكي واضح له، ان لم دعما امريكيا مفضوحا بالصوت والصورة ، ومن حقنا ان نسأل الى متى التلاعب بدماء العراقيين بين قتيل ومهجر ونازح ومعتقل ومغيب وجائع ومن المسئول عن سفك الدم ألعراقي اليس هي العملية السياسية والأحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية منذ بدء الاحتلال والى أليوم اليس بمقدورها انهاء وإيقاف نهر الدم العراقي من الجريان، اذا وضعت مستقبل العراق امامها ،وحسمت امرها ، وخرجت من الهيمنة الامريكية والإيرانية ، وإنهاء الشراكة معهما ، والذهاب الى مصالحة وطنية حقيقية تشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن باتفاقيات ملزمة لكل الاطراف ، بعد تقيم تنازلات تاريخية مهمة وصعبة ، من اجل العراق ومستقبله ، ولكن لا ارى هذا يحدث ابدا ،طالما يشكل الاحتلال الايراني فرصة تاريخية لإيران  من ضم العراق لإمبراطوريته الفارسية التي يعلنون عنها في كل وقت ، مع ولاء مطلق لأحزاب السلطة لولي الفقيه الايراني خامنئي،ولاء لا فكاك منه حتى قيام الساعة لأنه ولاء ديني متعصب واعمى ،لا يرى مصلحة العراق إلا تابعا ذليلا لإيران ،لذلك نرى الانقلاب الميليشياوي الذي يقوده نوري المالكي ضد العبادي وحكومته واقع وحتمي ولو بطرق اخرى …انتظروا معنا انقلابا قريبا بلون ميليشياوي ،ضد حكومة العبادي ،يصر عليه المالكي لرئاسة ألحكومة اذا لم تتدخل امريكا ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب