حكومة العبادي هل ستكون الأولى؟ وهل سيكلف ـ بعد أربع سنوات ـ بتشكيل الحكومة الجديدة؟ كما هو معلوم فإن ذلك يتوقف على مدى نجاح تعامله مع الملفات الكارثية التي تسلمها: الاقتصاد والطاقة وقبلهما الإرهاب وإعادة اللحمة الوطنية.
دخل العبادي أبواب السلطة في سباق مع الزمن، وعليه ان يكمل اربع سنوات مقبلة بالمستوى نفسه من السرعة، وأن يعمل بجهد مضاعف ليغير أحوال البلاد شيئاً فشيئاً، وبما يثبت للناس أن التغيير موجود، وأن بوادره مقبلة لا محالة. على العبادي أن يستفيد من تجربة سلفه، وأن لا يكرر اسلوبه أو تقنيته في الإدارة، وأن يبتعد عن الجوقة الإعلامية والاستشارية التي أحاطت به، حتى لا يعطي انطباعاً بتكرار التجربة.
تبدو حكومة العبادي ضعيفة قياساً بحكومة المالكي الثانية، وربما مرد هذا التصور إلى أن الرجل لم يحظَ بالكاريزما أو بعدد الاصوات التي حظي بها المالكي، وإن كانت أيام العراق صالحة لمفاجآت من النوع الثقيل، فربما ـ بعد اربع سنوات ـ سيكون العبادي الرقم الأول في المعادلة السياسية، وقد يصل الى مستوى فائق من الشعبية، وقد يحصل العكس، فقد يُنبذ ويُركن، ولايُستبعد أن يدعو ـ هو نفسه ـ إلى رئيس وزراء توافقي. كل شيء جائز، لاسيما في العراق، كل شيء قابل للصيرورة من جديد، ففي أيام قليلة يمكن أن يتحول سياسي فاشل لم يقدم فائدة لبلده، إلى بطل وطني لا محيص عنه، بسبب حالة ضرورية فرضت نفسها على واقع السياسة. أمام العبادي ليستمر مهمة عسيرة، يجب عليه ان يدخل الموصل دخول الفاتحين، وأن يختفي دوي السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وأن تسهم الحكومة ـ لأنها المعنية ـ في التأسيس لخطاب وطني رافض للانتماءات الثانوية. على العبادي وحكومته أن يمسحوا آثار التشرذم التي طغت على سطح المجتمع منذ سقوط الموصل في 9 حزيران.
أظن أنها مهمة صعبة جداً، وربما ستكون هذه الحكومة هي حكومة العبادي الوحيدة.