23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

حكومة العبادي: قدر تفوح منه رائحة طيبة

حكومة العبادي: قدر تفوح منه رائحة طيبة

الفشل: هو مجموعة تجارب تسبق النجاح, هكذا يعرف لدى بعض المفكرين, نحن كعراقيين نمني أنفسنا بان تكون حكومة (2010-2014), هي آخر تجربة لنا في ميادين الفشل, فقد كانت مريرة كتناول الزقوم والضريع, واحتساء الحميم, في ظل من يحموم لا بارد ولا كريم, واسألوا من افترشوا الطرقات والمواكب من المهجرين, ومن رمت شيلتها في البرلمان.

إن من ارتدى عباءة النفاق, وصعد على متن مركب الحكومة العراقية وحده, منطلقا في بحر أهوج, بعد إن سحب المرساة من خليج الشراكة الوطنية, متفردا بكل المناصب, ظنا منه أن لن يقدر عليه احد, وانه هو فارس الأحلام على الجواد الأبيض؛ قد دفع ببعض الخيرين إلى التنحي عن هذه الحكومة, والانسحاب منها, لكي لا يلوث سخام الضعف والنفاق تاريخهم الأبيض الأمجد!

توجيهات المرجعية أيضاَ بترشيق المناصب, لتخفيف الضغط على ميزانية الدولة, للسماح بميزانيات أعلى لمن يحتاجها, من الفقراء والمعدومين, لاقت آذان صاغية من ثلة مطيعة, عهدت على نفسها تنفيذ كل توجه يرقى بهذا الشعب إلى الثرى.

ملحمة التغيير الناجحة بقيادة المرجعية, وجهود هؤلاء الخيرين, قد أتت أوكلها, وأثمرت عن عودة حميدة إلى ساحة السياسة والحكومة, فهذه الجهات اليوم ترمي بكل ثقلها, لإنجاح هذه الانطلاقة الحقيقة للديمقراطية, وتقدم لنا مجموعة ذهبية هي عصارة تاريخها التليد!

وجود مثل هؤلاء المضحين بأرواحهم, والمتنازلين عن حقوقهم للآخرين, يبعث ببارقة أمل لنا بأن هذه الحكومة, من الممكن أن يولد من رحمها نظام ديمقراطي تعددي حقيقي, يشارك في تشكيلها كل أبناء وأطياف الشعب العراقي, لضمان عدم التفرد بالسلطة بنوعيه (الصدامي والمالكي).

باقي الوزراء والعاملين في المطبخ السياسي, عليهم أن يقتدوا بهؤلاء, وان يجعلوا من منهاجهم التضحوي, منارا يستدلوا به ويهتدوا إلى الطريق السالكة, وان المناصب والرواتب زائلة, والتاريخ باق على مر الأزمنة, فإما بخير يذكرهم, أو يلعنهم كما لعن صدام وغيره.