7 أبريل، 2024 6:21 ص
Search
Close this search box.

حكومة الضرائر والتيار الصدري

Facebook
Twitter
LinkedIn

قالها الملك الراحل فيصل الاول بان العراق شعوب وليس شعبا واحدا وكان مصيبا في قوله هذا ، ولم تفلح محاولات الحكومات والسلطات المتعاقبة لتحويل هذه الشعوب الى شعب واحد ، وعدم النجاح هذا جاء من عدم طرح بديل ينسجم مع تطلعات ابناء الشعب ، والحقيقة التي لايغفلها الا المعتوه هي ان البديل الوحيد لتحويل هذه الشعوب الى شعب واحد هو هوية المواطنة لاغير وبدون ذلك فان جميع المحاولات الايدلوجية ستبوء بالفشل كما حصل للتجارب السابقة…
المشكلة اليوم ان نظام الحكم القائم اليوم بسلطاته المتنوعة لم يكن ولادة عن هوية المواطنة بل كان نتاجا للهويات المتنافرة للشعوب المتعددة حسب اصطلاح الملك الراحل ، وهذا التنافر هو الاساس والمنطلق لجميع عمليات الاخفاق والفشل الذي رافق مسيرة العملية السياسية للنظام القائم اليوم ، ولاغرو اننا نحكم بضرس قاطع على استحالة الوصول الى منطق توافقي لهذه الهويات لان طبيعة الاشياء تقتضي عدم التوافق بين هذه الايدلوجيات المتنازعة لما يسمى بالشيعة والسنة والكرد وغيرها من الايدلوجيات ، اذن السبيل الوحيد الذي يفضي الى منطق توافقي هو انتهاج هوية المواطنة العراقية ، والرصد التاريخي منذ سقوط الدكتاتورية الى اليوم يحكم بان الطبقة السياسية الراهنة هي ابعد ما يكون عن المواطنة…..
ولكن لابد من انصاف ووضع بعض الاستثناء لهذا الحكم ، وفي تقديري ان التيار الصدري وان كان ضمن بوتقة الطبقة السياسية الراهنة الا انه يمتلك مبادرات جادة للانعتاق من الهويات الفرعية المتنافرة الى الهوية الوطنية الجامعة ، فحراك التيار الصدري وقائده الشاب مقتدى الصدر في اطفاء نائرة التصادم بين الهويات المتنافرة هو مؤشر على محاولات حثيثة نحو الانعتاق المنشود ، فالازمة بين المركز واقليم كردستان وكذلك بين المركز وبين المتظاهرين في المناطق الغربية تجليات لصراع الهويات المتنافرة المتحكمة بالمشهد العراقي ، وفي ظني ان التيار الصدري وبحراكه المنفتح على الجميع يجسد تمظهرات لطبيعة الهوية الوطنية التي لا تسمح للتصادم والصراع بين ابنائها ، ولا نعلم ان حراك التيار الصدري هذا هل يستطيع افشال حركة الوصول نحو نقطة التصادم والنزاع والحرب بين الهويات الفرعية ، الا اننا على يقين انه قام الى حد الان بابطاء الوصول الى نقطة مفترق الطرق وهي نقطة التصادم العسكري….
ربما حراك التيار الصدري هذا ناشيء من حقيقة امتلاكه لرصيد شعبي حقيقي من ابناء الفقراء والجياع لا كحال التكتلات الاخرى التي تمتلك رصيد شعبي اما ارستقراطي او مشبع بثقافة جمهور السلطة ، واذا كان هذا التشخيص صحيحا فان التعويل الحقيقي يجب ان يكون على التيار الصدري وحراكه في سبيل اطفاء نائرة الصراع الاثني والطائفي ، وبجنب هذا لابد من التفات قيادة التيار الصدري الى خطورة دورهم التاريخي والوطني هذا مما يحملهم مسؤولية كبرى في تنظيف انفسهم كقيادة وقواعد من بعض العوالق النتنة التي تشوه صورة هذا التيار المتولد من رحم معاناة ابناء الشعب وفقراءه وجياعه…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب