لابد من التفاؤل بغد جديد ..لكن سلة المعضلات كبيرة عسى ان لاينوء بها ظهر حكومة السوداني ..اول ما يمكن ان يلاحظ الفارق ما بين محتوى المنهاج الحكومي وتنوع وربما تضارب رغبات الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم.. لذلك لابد من ظهور برنامج حكومي له توقيتات محددة والتزامات امام الشعب.. لتحويل المنهاج الوزاري الى برامج عمل واقعية … مثل هذا التفكير يصطدم باجندات حزبية وعقلبات متحجرة تستغل السلطة بلا دعم لبناء دولة مدنية عصرية متجددة بمعايير الحكم الرشيد.
وهكذا ستحاول بعض الاحزاب دفع بوصلة الحكومة تجاه تحالف محوري مع إيران..روسيا ..الصين ..فيما هذه الاحزاب لم تقدم اي حلول لبقاء اموال النفط العراقي تحت حماية الرئيس الامريكي!!
هذه المفارقة في ضلالة الاختلاف ما بين الواقع الإقليمي والدولي في عراق اليوم وبين أجندة الولاء والبراء…. مما حول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران على حساب المواطن العراقي…بعناوين براقة بل وحتى مقدسة لكن واقعها مدنس بمصالح قيادات سياسية ومجتمعية معروفة ..
كل ذلك يتطلب ان تعمل حكومة السوداني خارج صندوق تضارب المصالح الإقليمية والدولية وتكون مصلحة العراق اولا واخيرا ..وهي المهمة الأصعب وحقل الألغام الأخطر … ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!