23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

حكومة الزبالة وزبالة الحكومة في العراق

حكومة الزبالة وزبالة الحكومة في العراق

الزبالة لغة وحسب قاموس المعاني هي قمامة البيوت وكناستها وأوساخها .

الزُبالُ :ما تحمله النملة بفيها . ويقول أبن مقبل في وصف فحل له :

كريم النجارِ حمى ظهره فلم يُرتزأ بركوبٍ زِبالاً

يبدو إن مشكلة الزبالة هي التي ستسقط حكومة المنطقة الخضراء لان الحكومة بكل دكاترتها وشهاداتهم المزورة وأحزابهم الإسلامية والتزاماتهم أمام ربهم وعقيدتهم ودينهم أصبحوا عاجزين عن توفير مناطق نظيفة في عراق الأحزاب الإسلامية ولصوصها التي أكلت النخلة وسِليها والصاعود وسكين تكريب ( تشذيب ) النخل حسب المثل العراقي الشعبي .

الأمة التي لا تستطيع أن تتخلص من زبالتها هي بالتأكيد امة لا مستقبل لها ولا تستحق البقاء فبعض شعوب الكوكب وصلت إلى حد أن تستورد الزبالة من البلدان الأخرى لتعيد تدويرها وتحولها إلى منتجات يستفيد منها المجتمع للوصول إلى حالة التكامل .

كل الأمم تحترم الزبال وتقدره إلا نحن وتتحفظ على تسميته بالزبال فالزبال هو الذي ينتج الزبالة أي المواطن والذي يرفعها ويخلص المجتمع منها يجب أن يُحترم فأطلقوا عليه عامل النظافة , وما حادثة استقالة وزير العدل المصري مؤخرا إلا دليل على وعي المجتمع المصري حيث صرح وزير العدل المصري إن أولاد الزبالين لا يصلحون للعمل كقضاة باعتبارهم من فئة أدنى من الباقين وكان الرد ساحقا من نقيب الزبالين ومن المجتمع حيث صرح النقيب (الزبالون لديهم نقابة في عموم البلدان على غرار باقي المهن ) : إن أبني أذكى من ابنك فأبوه عامل نظافة ويدرس ويتفوق ويطمح أن يكون قاضي بالإضافة إلى إنني ارفع قمامتك فبالتالي أنا أحسن منك وابني أحسن من ابنك .

إدارة النفايات في دول العالم تتطور بشكل يومي فلا يمضي يوم إلا وقد أنتجت العقول طرق جديدة للتخلص من النفايات أو طرق جديدة للاستفادة من النفايات فهاهي إسرائيل عدوة العرب والإسلام تبتكر طريقة رائعة للتخلص من النفايات العضوية في حدائقها العامة وتتلخص بتوفير أنواع من البكتريا توضع في محيط بايلوجي في حاوية القمامة وتعمل على أكل المواد العضوية بحيث إن المواطن يرمي نفاياته العضوية في الحاوية ليجدها قد تبخرت واختفت خلال أربع وعشرين ساعة . ولك سيدي القارئ أن تقارن بين حكومتنا وحكومتهم وشعوبنا وشعوبهم .

في عموم محافظات العراق ومدنه تتزين الشوارع بأكوام القمامة التي تعانق وجه المواطن صباحا ومساء وتدخل روائحها بدون استئذان إلى رئة المواطن العراقي لتسبب أمراض لا حصر لها ولا عد . ورغم إن المواطن العراقي مُسلم بامتياز ويعرف الحلال من الحرام ويمتلك قابلية عالية على القتل وسفك الدم من أجل قناعاته الدينية وفي لحظة واحدة تجد العراقي يتحول إلى ناطق باسم الله ورغم إن الإسلام وكتابه العظيم القران قد أسس فكرة ( الفرز من المصدر ) التي يعتمدها العالم المتطور والحديث كطريقة للتخلص من النفايات حيث يقول الله في قرأنه :

( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركُمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ) الأنفال 37 . وقوله تعالى : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) الحديد 13 وهنا توضيح للفرز بين النوعين ويكون بينهما حاجز .

إن بلدنا العراق يعتبر من أغنى البلدان على وجهه البسيطة حيث منحه الله ثروات لا تقدر بثمن وأرضه طيبة للزراعة والصناعة وموقعه رائع لطرق التجارة ولكن الحكومات المتعاقبة عليه منذ بداية القرن العشرين ولحد اللحظة هي حكومات تافهة بامتياز وتتم تتويجها بحكومة الدعوة الإسلامي أوصلت زبالات الكوكب إلى رقاب أبناء العراق ومكنت زبالات البلدان من احتلال أرض العراق في هجمة بربرية راح ضحيتها خيرة شباب الوطن .

لا يختلف اثنين من العراقيين إن حكومتنا هي حكومة زبالة بامتياز فساستنا مثل الطفيليات التي تعيش على القاذورات وهكذا هم يعيشون على الطائفية التي تمثل أقذر ما عرفته البشرية .

مشكلة الزبالة هي مشكلة مشتركة يتحمل مسئوليتها الحكومة والشعب فللتخلص منها وحلها يجب إن يشترك الطرفين في التخلص من أكوام القاذورات التي ملئت نفوس الناس أولا والتي تتراكم في شوارعنا بشكل متزايد يوما بعد يوم ثانيا .

ألف تحية واحترام لكل عامل نظافة تأخر راتبه أو تم تقليله وهو يعمل لحد اللحظة ينظف قمامتنا ويجوب شوارع العراق صباح مساء .

ألف ألف بصقة بوجه كل مسئول يتماهل عن أداء عمله ويسرق أموال العباد ويظلم باسم القانون وبقوة السلطة , ويترك عوائل عراقية تعيش على الزبالة وتبني بيوتها من الزبالة .

العراق سيبقى رغما عن الجميع ومهما كانت الظروف وسنتخلص من كل القاذورات في بلادنا من ساسة وسُراق وإرهابيين قتلة وسيذهب كل الطغاة إلى مطمرة مزابل التاريخ وصدق الجواهري حينما قال :

باقٍ وأعمارُ الطغاةِ قِصارُ الليل ليلٌ والنهارُ نهارُ

[email protected]