1 ــ هكذا تُعلن نتائج انتخابات التزوير, قبل ثلاثة اشهر من اجرائها, احدى تقاسيم الديمقراطية, التي جلبتها امريكا, في 09 / نيسان, 2003, جاهزة مع صواريخها الذكية, يشتد الصراع الآن, بين كتلة مقتدى الصدر واخواتها, وكتلة نوري المالكي واخواتها, حول رئاسة مجلس الوزرا, والوزارات السيادية والنفعية, كلاهما بحاجة الى بيضة القبان الكردية, ومع انها انكسرت مراراً على رأس الشعب الكردي, لكن ارصدة الحزبين الرئيسيين في اربيل والسليمانية, تعيد اصلاحها وتجهيزها قبل ثلاثة اشهر من بدء الأنتخابات, هم ايضاً لهم نتائجهم الأنتخابية المسبقة, المواطن العراقي من زاخو حد الفاو, المدجن على مارتون الوقت الضائع للأنتخابات, لا يهمه النتائج او من جاء ومن غادر, بقدر ما يهمه جديد الشعارات وجرعة الأمل, وغفوة مريحة لأربعة سنوات قادمة.
2 ــ المواطن المخمور بعسل الأكاذيب, يكفيه الآن عصفور الشعارات الطائفية والقومية, خير من قضاياه الوطنية, المعلقة على شجرة الأنتظار, امريكا وايران والحاجه جينين بلاسخارت, ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة, وبخبرتهم وسطوتهم يجيدون, ضبط ايقاع الشارع الولائي, للمشاركة في انتخابات, تشكلت حكومة تزويرها قبل اجرائها, هنا اغلبية البيت الشيعي, وهناك بيضة القبان الكردية, وبينهما كيانات هشة تفرزها العملة الخليجية, جميع الفرقاء ومعهم امريكا وايران, يقلقهم هاجس آخر, لا يمكن لهم ان يتجاهلوه مهما حاولوا او تغابوا, انه وعي التغيير الذي تركته, ثورة الأول من تشرين في الجنوب والوسط, وعلى كامل الواقع العراقي, ان ملامح الأستجابة لنداء التغيير, تتحرك ساخنة في شرايين الجيل الجديد, في المحافظات العراقية.
3 ــ صمت حراك الواقع العراقي, يعلن وبالعراقي الفصيح, عن ثورة جيل غير مسبوقة في التاريخ الوطني, يصعب الأمساك بعنقها او ضيط توقيتاتها, انه جيل سريع التحول والتغيير, سيعلن لحظة انطلاقته من تحت جلد الأرض, يجدد وعيه بكامل النضج والأدراك, جيل صقلت مراحل الأفقار والتجهيل والأذلال, حاجته الى وطن, له فيه امن وحرية وفرح وحياة كريمة, ورغيف خبز مشبع بالعافية, انه جيل “قافل على قضيته” وليس بأستطاعة الشعارات الكاذبة والذخيرة الحية, ان تكسر ارادته, من “يريد وطن” يعرف الأستحقاقات والأثمان التي عليه دفعها, هكذا غرقت ساحات التحرير بدماء الشهداء والجرحى, بعكسه لصوص العملية السياسية, لا همّ لهم سوى الهرب, بما سرقوا وهربوا, فمن يشتري وطن ليس كمن باعه.
4 ــ لصوص المنطقة الخضراء, اكملوا الآن عملية التزوير, وقد تجاوزوا اكاذيب مصطفى الكاظمي, الرقم الهزيل في المعادلة, لكن بين الأول من تشرين والعاشر منه خطوات, مشبعة بالأحتمالات المثيرة, والمتغيرات تتنفس لحظتها في ساحات التحرير, والتوقيتات تهمس في سمع الأنتفاضة, ربما ستعلن عن نفسها في لحظات محسوبة, وربما ستجري الأنتخابات في الأول من تشرين, ومن ساحات التحرير تعلن نتائجها, وربما يكرر التاريخ لحظة الغضب العراقي, فيحمل البركان الوطني, رسائل الناصرية الى كافة المحافظات الأخرى, فيغص لصوص المحاصصة بحصرم التزوير, وان لم ينهاروا غداً, فبعد غد اكيد, انهم يسرعون الآن الى حفرة نهايتهم.