خلال اليومين الماضيين تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة إضافة الى صاحب الجلالة “الفيسبوك” خبر أزمة الطائرة اللبنانية التي عادة الى بيروت ،بعد ان منعت سلطة الطيران المدني العراقي هبوطها في الأراضي العراقية ليس لأمر طارئ أو تهديد امني محتمل من قبلها إنما بسبب تركها ابن وزير النقل العراقي “هادي العامري” في بيروت بعد تأخره عن موعد إقلاع الطائرة وعدم احترامه لمواعيد الرحلات.
مما حدا بالجانب العراقي وحفاظاً على مشاعر “الابن المدلل” وخوف معالي الوزير على سلامته وبقاءه في بيروت وحيداً الى معاقبة شركة الطيران و”71″ راكب على متن الطائرة القادمة لبغداد وإعادتهم الى مطار بيروت في سابقة خطيرة لم تشهد لها مطارات العالم.
أزمة الطائرة وما نتج عنها من تداعيات وإفرازات وأراء تداولها الشارع العراقي ، أظهرت على السطح سؤال لطالما حير العراقيون في العهد السابق والحالي متى تنتهي حكومة “الابن المدلل” في العراق؟
نعم فشبح “عدي صدام حسين” الذي لطالما أرهق العراقيون برعونته ومزاجيته النرجسية وعقوباته الجماعية واستهتاره بأعراض ومصير بنات وأبناء العراق … ما زال يحوم في عقول أبناء مسؤولينا وما زالت عقدة تقليده اللاإرادية تسيطر على تصرفاتهم وسلوكهم اليومي الذي أصبح معتاداً.
فمن تصرفات “مهدي” ابن وزير النقل العراقي “هادي العامري” وما كان يعمله في بيروت وأسباب تأخره عن موعد الطائرة وعدم احترامه لكل القيم والذوق، الى “حمودي” سلطان المنطقة الخضراء والابن المدلل لدولة رئيس الوزراء والذي كان رقماً غامضاً حتى كشفه الوالد “نوري المالكي” في محاولة منه للتباهي والتفاخر بذلك الابن صاحب المواقف البطولية، متناسياً انه يمثل قائد عام للقوات المسلحة ورئيس اعلى سلطة تنفيذية في البلاد ومن المفترض ان يكون الحامي الاول للقانون وان لا يسمح لمن لا يملك صفة وظيفية وامنية ان يتحرك ويعتقل بأسم القانون.
ان ما ظهر للرأي العام العراقي من خروقات قانونية واخلاقية تعتبر كبيرة في العرف العقلي والقانوني، يضع تسائل كبير جدا عن مدى الخروقات والتجاوزات والتلاعب التي تحدث في الخفاء وخلف اسوار المنطقة الخضراء؟
ولعل ما يشاع من هنا وهناك ، وكنا نضعه في خانت التكذيب أصبح وبسبب ما شهدناه من فضائح وسلوكيات حقائق نقتنع بتصديقها ونضع امامها الف جواب ، ان دولة “الابن المدلل” في العراق ستبقى مستمرة تتسلط على رقاب العراقيين ما دام من يحكم فينا لا يحترم القانون ويسخر كل مقدرات الدولة والحكم لصالحه ولصالح عائلة واقاربه ويتجه لتأسيس دولة الاسرة الواحدة.