مع مغادرة رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني الى العاصمة التركية انقرة بدعوة رسمية من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان ، في نفس اليوم وربما في نفس الساعة غادر وفد الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة ملا بختيار مسؤول الهيأة العاملة في المكتب السياسي الى بغداد ، وبدأ اول لقاءاته مع الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي ومن ثم السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء الاتحادي و رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي واسامة النجيفي رئيس كتلة متحدون واطراف سياسية اخرى.
وفي ختام الزيارة عقد السيد ملا بختيار مسؤول الهيأة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني يوم الاحد 28 آب مؤتمرا صحفيا في مدينة السليمانية شرح فيه نتائج زيارته ولقاءاته بقيادات الاطراف السياسية العراقية في بغداد.
في معرض رده على سؤال احد الصحفيين اكد مسؤول الهيأة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، ان الوفد طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، صرف رواتب المعلمين والمدرسين لشهر واحد مع بدء السنة الدراسية الجديدة.
مضيفا: ان الوفد تطرق الى المشاكل العالقة بين بغداد واربيل ومسائل تتعلق بقوت ورواتب الموظفين.
كما اكد السيد ملا بختيار ان حل الازمة الاقتصادية الحالية خاصة تأخير صرف رواتب الموظفين تكمن في اجراء حوارات مع الحكومة العراقية والاتفاق على صيغة جديدة وليس في تصدير النفط بوساطة حكومة اقليم كوردستان ، وهذا رأيه وربما رأي حزبه.
لكن من البديهي في كل البلدان التي تقودها حكومة وبرلمان بغض النظر عن نوعية نظام الحكم ، هناك مهمات خاصة بالحكومة ، لايمكن لحزب معين القيام بها ، حتى ولو كان ذلك الحزب مشاركاً في الحكومة والبرلمان ، فالحكومة هي مسؤولة عن كل مايخص الجانب التنفيذي وفي جميع القضايا السياسية والاقتصادية والمالية ، كما هي مسؤولة عن كل مايخص حياة المواطن.
اذن قضية حل المشاكل العالقة بين حكومتي بغداد واربيل والمطالبة بصرف رواتب الموظفين او المقترح الذي قدمه وفد الاتحاد الوطني الخاص بصرف رواتب المعلمين والمدرسين والاساتذة الجامعيين لشهر واحد هي من صلب مهمات حكومة اقليم كوردستان ورئيسها السيد نيجيرفان بارزاني وليست مهمة السيد بختيار والاتحاد الوطني الكوردستاني ، على اساس ان الوفد الذي زار بغداد واجرى مباحثات مع الشخصيات والاطراف العراقية يمثل رؤية و وجهة نظر حزب معين ازاء القضايا المطروحة وليست له اية علاقة بسياسة حكومة الاقليم حتى ولو كان الاتحاد الوطني جزءاً مهماً من الحكومة.
اذن بتصوري توقيت زيارة الوفد الى بغداد مع زيارة رئيس اقليم كوردستان الى انقرة هي رسالة سلبية بحد ذاتها لانها تعني وجود قفز على صلاحيات ومهمات الحكومة وايضا وجود خلافات جوهرية بين الحزبين الرئيسين في كوردستان وان الاتحاد الوطني يسعى لأستثمار العلاقة مع بغداد والقوى السياسية العراقية من اجل مصالح حزبية ، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تقود قوات البيشمركة فيها معركة
شرسة مع الارهاب العالمي المتمثل بداعش الارهابي وايضا وجود اطراف داخلية واقليمية متربصة لأستغلال تلك الثغرات لتعميق الهوة بين القوى السياسية الكوردستانية ورفع حدة التوترات بينها بغية التأثير على الوضع العام في الاقليم.
لو ان وفد الاتحاد الوطني التقى قبل الزيارة برئيس الحكومة او رئيس الاقليم وتم تكليفه بمفاتحة بغداد بتلك القضايا لكان الأمر طبيعيا ، ولكن التحدث في قضايا جوهرية تخص القوة التنفيذية في اقليم كوردستان وهي من صلب مهمات وصلاحيات حكومة الاقليم ، بتصوري أمر يخالف البروتوكولات والعرف الدبلوماسي ، وهذا ما اراد تسويغه السيد ملا بختيار عندما قال بالنص” ان الوفد كان يمثل اقليم كوردستان وليس الاتحاد الوطني الكوردستاني فقط”