بدأ الاعتراضات منذ عدة سنوات على ماتقوم به الكتل جميعاً من محاصصة وفساد وسرقات من خلال التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والتي توجت باقتحام الخضراء قبل ايام.الجميع يعلم ان التظاهرات بدأت في 2011 والتي سوفها المالكي وزبانيته بالمئة يوم التي مالبثت ان ميعت التظاهرات ووأدتها . وعادت بقوة هذه التظاهرات قبل حوالي ثمانية أشهر ، وايضاً عندما تجاهلتها الكتل وحاولت تمييعها مرة اخرى بدأت الاعتصامات التي هي الاخرى التفت عليها الكتل والحكومة والبرلمان ، ولكن الله تعالى دوماً يعمي بصيرة الطغاة على مر التاريخ وكما فعل بصدام ومن بعده القذافي وزين العابدين ومبارك وصالح وغيرهم من طغاة العصر الحديث في المنطقة العربية ، الذين لم يأخذوا بالنصائح وسخروا منها واستهزؤوا بها وحتى القذافي نفسه نصح الآخرين ولم ينصح نفسه في مؤتمر قمة عربي عقد بعد التغيير في العراق عندما قال لهم ان الدور سيأتيكم جميعاً فاستغرق القادة العرب بالضحك غير آبهين لقوله ، ولكن أتاهم الدور فعلاً وهو من ضمنهم وهم صاغرون. والحكاية نفسها يعيدها التاريخ مع حكام العراق الحاليين ومسؤوليه فهم لم يتعظوا مما جرى لصدام والحكام العرب وبقوا في طغيانهم يعمهون فكان لا بد بعد سلسلة التظاهرات والاعتصامات من الاقتحام الذي توقعنا حدوثه في مقال سابق وبأنه سيكون آخر الحلول اذا لم تلب الكتل مطالب الشعب وتنهي المحاصصة ، حينها شاهد الجميع هروب نواب ومسؤولين ووقوع البعض منهم بيد أفراد من الشعب والقصة لم تنته بعد بانسحاب المقتحمين والوعيد بالدخول مرة اخرى ماثل وكأنها صولات وجولات لا تنتهي.ما يهمنا اليوم هو ان الأمور أصبحت في منتصفها فما حدث يعتبر ثورة وكل من يسميها بغير ذلك فهو واهم او لا يريد تصور الحقيقة ولكنها ليست ثورة لقلب نظام الحكم بأكمله بل ثورة تصحيحية لاجتثاث المحاصصة والفساد وكشف السرقات ومحاسبة المفسدين والسراق وتغيير في المناصب بعيداً عن المحاصصة وتسليم المناصب الهامة لذوي الخبرات ولا نسميهم التكنوقراط فالكلمة هي بالأصل خاطئة ومن ثم أصبحت تبعث على الاشمئزاز والسخرية في آن واحد.لذا فإن من بدأ الثورة التصحيحية عليه أن يكمل مشوارها لكي لا تنفرط الأمور وتعم الفوضى ويتحمل مسؤوليتها امام الله والشعب والتاريخ لأنه أشعلها وتركها سائبة توفر ثغرات وفقاعات انفجار للمندسين والمتربصين بالعراق شراً والذئب لايزال على الأبواب كما يهدد به الأميركان بشكل مستمر.اتفاق سريع وعاجل مع شخصيات معروفة ومحترمة لتشكيل حكومة إنقاذ لمدة ستة أشهر والعمل خلالها على حل البرلمان وانتخاب برلمان جديد ضمن شروط ترشيح جديدة وقانون انتخاب جديد ومفوضية انتخابات مستقلة ونزيهة جديدة وهيئة نزاهة وهيئة مساءلة جديدتين مع تغييرات جذرية في القضاء لكي تستقيم الأمور وبعكسه قد تنحدر نحو الأسوء لاسامح الله لأن هنالك جهات لديها تأثير غير محدود على الشارع وتساندها دولة خارجية وجهات نافذة لم يزل لديها نفوذ ومراكز قوى في الداخل بدأت تلمح بأنها سوف تتدخل اذا ما حدث سيناريو مشابه للذي وقع يوم السبت الماضي. هنا يكمن الخطر الاعم الذي يفضله مكونان للاسف ، وكأنهما بعيدان عن شرر النيران التي قد تتشظى ، ليتركوا المكون الاكبر يتصارع ويتنازع فيما بن أقطابه لكي يضعف وينتهي ، وايضاً هو ما يترقبه التنظيم الإرهابي داعش الذي يتحين الفرصة للانقضاض . فهل من حكيم وقائد يوجه مقود القيادة ويمسك بزمام الأمور نحو الطريق الصحيح قبل فوات الاوان؟ من بدأ ثورة الإصلاحات وهي تسير بمسارها الصحيح لغاية اليوم وبدأت ثمارها تنضج ، عليه ان لا يدع المستغلين والانتهازيين يقطفون ثمارها عندما يكتمل نضوجها وبالتالي يفوت فرصة تاريخية تجير لصالحه.