22 نوفمبر، 2024 11:03 م
Search
Close this search box.

حكومة إقليم كردستان تحوّل الدولة العراقية إلى خان جغان

حكومة إقليم كردستان تحوّل الدولة العراقية إلى خان جغان

أعلنت الهيئة العامة للسياحة في وزارة البلديات بحكومة إقليم كردستان , إلغاء شرط الحصول على سمة الدخول ( الفيزا ) إلى الإقليم لمواطني بعض دول الخليج العربي , وقال المتحدث بأسم الهيئة نادر روستايي في تصريح له , إنّ حكومة الإقليم قررت إلغاء شرط الحصول على سمة الدخول لمواطني دول الأمارات العربية وقطر والكويت , والهدف هو تشجيع السياحة في الإقليم , انتهى الخبر .

ومقدّما قرار حكومة الإقليم هذا لا يشّكل للعراقيين أي مفاجئة , بل على العكس يرونه استكمالا لإجراءات حكومة الإقليم المتّجهة نحو الانفصال الكامل , ولكننا نكتب لمن لا زال يعتقد أنّ كردستان هي جزء من الدولة العراقية .

أولا / أنّ الدستور العراقي في المادة 110 خامسا قد جعل من الدخول إلى العراق والإقامة فيه من الصلاحيات الحصرية للسلطات الاتحادية .

ثانيا / أنّ إقليم كردستان ليس دولة مستقلة ذات سيادة حتى يمنح أو يلغي سمة الدخول للعراق للأجانب من غير العراقيين .

ثالثا / إنّ منح تأشيرة الدخول إلى العراق والإقامة فيه لأي سبب سواء كان للسياحة أو الزيارة أو المرور أو لأي سبب آخر , هو من اختصاص مديرية الإقامة والجنسية في وزارة الداخلية الاتحادية , وليس من اختصاص الهيئة العامة للسياحة في حكومة إقليم كردستان .

رابعا / إنّ الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها في كل دول العالم تتعامل مع هذا الموضوع من مبدأ المعاملة بالمثل , ودول الأمارت وقطر والكويت لم تلغي سمة الدخول للعراقيين إلى أراضيها حتى يتمّ إلغاء سمة الدخول لمواطني هذه الدول إلى العراق , إلا إذا اعتبرت حكومة الإقليم أنّ الإقليم غير تابع للعراق .

خامسا / إنّ إلغاء الفيزا لغير العراقيين والسماح لهم بدخول الأراضي العراقية تنطوي عليه مخاطر أمنية جسيمة , هذه المخاطر تتمثل باستغلال قوى الإرهاب الدولي هذا المنفذ والدخول إلى العراق للقيام بعمليات إرهابية وزعزعة الأمن والاستقرار فيه .

سادسا / إنّ موضوع الفيزا والإقامة هي من الأمور السيادية للبلد والتي لا يجوز التجاوز عليها من أي جهة سواء كانت حكومة الإقليم أو غيرها .

وإذا كانت حكومة الإقليم قد توّصلت إلى قرار الانفصال التام عن بغداد , فيجب أن يتمّ هذا من دون الإساءة لسيادة العراق و دستوره و قوانينه , وسياسة البلطجة التي تتبعها حكومة الإقليم لن تجديها نفعا ولن تكسبها تعاطف أبناء الشعب العراقي .

ووزارة الداخلية العراقية باعتبارها الجهة المخوّلة بمنح سمة الدخول إلى العراق والإقامة فيه , مطلوب منها موقف حازم وصارم يوقف هذا التصرف اللاقانوني والمسيئ لسيادة البلد ويمنع الأذى عن العراق ويحفظ سيادته , فسياسة السكوت على التجاوزات وعدم الرد عليها ومنعها , هي التي جعلت حكومة الإقليم أن تتجاوز وتتمادى على السيادة الوطنية بهذا الشكل السافر , وإذا ما أصرّت حكومة الإقليم على هذا التجاوز على الدستور والقانون , فمن واجب الحكومة الاتحادية أن تمنع أي مواطن أجنبي يدخل إلى العراق عن طريق كردستان .

وكفى سكوتا على تجاوزات وبلطجة حكومة مسعود الخارجة عن القانون , وآن الأوان لهذه الحكومة المتعجرفة أن تعرف أنّ هنالك دولة ذات سيادة أسمها العراق , وهذه الدولة ليست خان جغان .

أحدث المقالات