لم يعد تبرير الفشل، والهزائم الكبرى، وربطها بنظرية المؤامرة، ثم التنصل من المسؤولية، أمرا مقنعا لكثير من العراقيين بعد كشف فضائح الفضائيين، في المؤسسات الأمنية، وبقية المؤسسات.
الظاهرة الفضائية، لم تكن جديدة، أو من إختراع السيد العبادي، بل يعود زمنها، إلى أكثر من ثمان سنوات، فالسكوت عنها، لا يعني عدم وجودها، والسؤال: لماذا صمتوا عن تلك الآفة الخطيرة، التي سببت كوارث للعراق؟ والجواب أن السكوت، من علامة الرضا.
ثمة أمور كثيرة، تدور حول الموضوع، منها أن خمسين ألف فضائي، هو عدد أولي، ونتيجة تدقيق بسيط، في وزارة الدفاع، ما يطرح أسئلة عديدة، كم عددهم في وزارة الداخلية، والوزارات الأخرى؟ وأين ذهبت تلك الأموال الضخمة، التي قدرت بثلاثة مليارات دولارات، نتيجة حساب رواتب هذا العدد، طيلة تلك السنوات، مع صفقات تسليحهم وتجهيزهم؟ ،وأين ذهبت أصوات هؤلاء؛لأن لهم خمسين الف بطاقة إنتخابية؟ لم يقتصر الأمر، على هذا فحسب، بل تم الكشف، عن متقاعدين وهميين، ومشاريع وهمية بلغت(9000)مشروع.
هنا أستذكر مثلا شعبيا، “إلي بعبه صخل يمعمع”؛ لهذا خرج علينا، زعيم حكومة الأشباح السابقة، بتصريح صحفي مثير وغريب، حيث نفى وجود هذا العدد، من الفضائيين في وزارة الدفاع، وقد وصفهم “بالمتسربين”، وفي الداخلية يقتصرون على حمايات المسؤولين! في اليوم ذاته، أكد السيد العبادي، أن هذا العدد مؤكدا،ربما ينقص مائتان، وأنه سيلاحقهم، حتى وإن كان الثمن حياته؛ لأن خلفهم حيتان كبيرة، متورطة بسرقة مليارات الدولارات
هذا الأمر الخطير، بحاجة الى تحقيق، من قبل البرلمان؛ لأن تشخيص الداء، لا يكفي دون أخذ الدواء، وهذا ما كشف عنه أحد أعضاء البرلمان، في لجنة النزاهة، بأنهم سيفتحون أربعون ملفا، أغلق سابقا؛ لعدم كفاية الأدلة، بعد توفر أدلة جديدة، وإن تطلب الأمر، إستدعاء رئيس الحكومة السابق، أو وزير دفاعه، فلن يترددوا في ذلك.
كما نحارب الدواعش، وبكل الوسائل، علينا أن نحارب الفساد أيضا، أيا كان حجمه، ومن يقف وراءه؛ لانه السبب الأكبر، فيما نتعرض له، من مآسٍ ونكبات.
بعد سقوط كبيرهم، الذي علمهم السحت، تداعت أركان ذلك الفساد، وبدت في مهب الريح، ستسقط بنفخة واحدة؛ لأنهم يسكنون بيوتا واهنة، كبيت العنكبوت.