لعل خير ما أبدأ منه الآن .. هو من جبين الانطلاقة الثورية الحية الناقدة المستاءة جملةً وتفصيلا من نظام الأحزاب ومحاصصاتهم المشبوهة المهيمنة على السلطة في العراق , حيث بدأ الناس الغيارى الأحرار بالانطلاق إلى الشوارع تاركين حناجرهم العطشى المستاءة من سوء الإدارة ونقص الخدمات وكثرة الفساد تهتف وتندد للويل والخلاص لإسقاط الفساد الجاثم على صدر السلطة …
وبالنسبة لمحافظة واسط ذات الموقع الإستراتيجي الكبير المتوسط بين البصرة والكوفة فقد ذاقت الأمرين من الحقبتين سواء في زمن صدام أو بعد رحيله, و بحكم موقعها الإستراتيجي وتركيبتها المجتمعية , حيث كانت الشرارة الأولى لانتفاضة الشعبانية عام 1991 في العراق آنذاك ..
وبعد تغير نظام الحكم عام 2003 كانت الحاضنة الرئيسية الأولى التي استقبلت ودعمت الأحزاب والتيارات الإسلامية الحاكمة إلى الآن , وكان لها الفضل والدور الكبير لوصولهم للسلطة , وخير شاهد على ذلك فإن محافظة واسط بيد تيار شهيد المحراب الآن.. بعد أن ثبتوا أول مقر للمجلس الأعلى بعد السقوط كان قد تأسس في الكوت حصرا بعد الاستقبال الحافل للسيد الراحل عبد العزيز الحكيم …
أما بالنسبة لمجلس المحافظة فهو عبارة عن خليط حزبي غير متجانس يتلاعب بالعقود ويعرقل عمل الحكومة التنفيذي ويتشاجرون ويتنافسون فيما بينهم بالصرفيات اللازمة للطعام والوقود والإفادات واللجان بما يعود حصرا بالفائدة الشخصية والمكاسب المالية لهم ولذويهم …
فمن ضمن أعمالهم البشعة المبغضة هو ما اقترفوه مؤخرا بحق عقود تنمية الأقاليم الاستثمارية التي أبرمت في الثلاث سنوات الأخيرة من قيل ديوان المحافظة أو مجلسها لكن الذي حصل هو تأخير ومراوغة في تسديد أجور هؤلاء الموظفين أشدها وطأة هو تمييز عقود 2014 وقطع عنها المال نهائيا تلك التي وقعت من قبل المحافظ السابق وذلك لأسباب خلافية بينه وبين المجلس الموقر من جهة..و بحجة عدم وجود صرفيات مالية لهم على اعتبار إن موازنة 2014 قد أكلها الذئب المجهول وبعد طول الانتظار وإقرار موازنة 2015 الوهمية , لم يصرفوا لتلك العقود المغلوب على أمرها سوى ما يعادل شهرين من خدمتهم الوظيفية التي دامت لأكثر من عام والنصف عام ومن ثم ليأتي العسر بدل الفرج بإصدار ذلك القرار مؤخرا ..
وفيما يلي نص القرار :
مجلس محافظة واسط يصدر عدد من القرارات المهمة فيما يتعلق بعقود تنمية الأقاليم
1-عدم إنهاء الخدمات الوظيفية للموظفين المتعاقدين ضمن مشاريع تنمية الأقاليم مراعات لظروفهم المعيشية ولكونهم قد اكتسبوا الخبرات والمهارات الوظيفية حسب اختصاصهم خلال عملهم الذي ساهم في دعم وتطوير المهام والأعمال الموكلة إليهم والتي حققت تقدم مسارات العمل في الوقت الحالي والمستقبلي ضمن نطاق عمل المؤسسات الحكومية العاملة في المحافظة.
2- تقوم محافظة واسط بأخذ تعهدات خطية مصادق عليها قانونيا من الموظفين المشار إليهم في الفقرة اولا من هذا القرار يتضمن عدم المطالبة بأي استحقاقات مالية لحين توفر التخصيصات المالية ضمن الموازنة الخاصة بالمحافظة.
3- تنظيم للموظفين المشار إليهم في الفقرة (اولا) من هذا القرار عقود تنظيمية ضمن موازنة الخاصة للمحافظة للسنة المالية 2016 لضمان حقوقهم عند اقرار تلك الموازنة وتوفير التخصيصات المالية.
4- تلتزم مؤسسات الدولة بتعين عقود تنمية الاقاليم العاملين لديهم بدلا من العقود الوزارية في حالة تثبيتهم على الملاك الدائم نتيجة حركة الملاك في درجات الحذف والاستحداث في حال عدم وجود عقود تنمية الاقاليم في المؤسسات يتم اعلام ديوان محافظة واسط لغرض توفير البديل حسب الشروط الفنية المطلوبة.
5- على محافظ واسط تنفيذ احكام هذا القرار
6- ينفذ هذا القرار من تاريخ اصداره وينشر في جريدة مجلس محافظة واسط .
مع بصمة الفشل والعار التي وقوعها على أنفسهم اتجاه المواطنين الذي يفترض أن يكونوا مسئولين عن رعاية حقوقه وحماية مصالحه ..
إن محافظة واسط ذات موقع إستراتيجي مهم .حيث تحدها من الشمال العاصمة بغداد ومن الشمال الشرقي محافظة ديالى ومن الشرق جمهورية إيران الإسلامية ومن الجنوب الشرقي محافظة ميسان ومن الجنوب محافظة ذي قار ومن الغرب تحدها محافظتي بابل والديوانية , كما وتعتبر محافظة واسط ذات مورد اقتصادي مهم من بين المحافظات الوسطى والجنوبية .. ولكونها تقع على ضفاف نهر دجلة فهي مدينة ذات طابع زراعي امتازت بغناها بمحاصيل الحبوب ( كالحنطة والشعير ) حيث أنشأت فيها سايوات كبيرة للتسويق المحلي ..كما وتشتهر واسط بزراعة الخضروات والنخيل وخير مثال على ذلك ما يشهده قضاء بدرة من بساتين كثيرة بالإضافة إلى كونه حلقة الوصل بين المحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات الأوسط ومنها النجف وكربلاء ويعد طريق النعمانية ــ الشوملي من الطرق المهمة للزوار وهو أيضا يرتبط بالحدود العراقية الإيرانية حيث تبعدها عن دولة إيران بضع كيلو مترات , فقد شهدت خصوصا في السنوات الأخيرة حركة نشاط تجاري ومروري واسع بين كلا البلدين عن طريق كوت – بدرة الحدودي .. كما وتوجد في واسط أكثر من سبع مزارات تراثية تاريخية من بينها صحابة وأولياء صالحين كما تتشرف واسط بوجود ضريح الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي …إضافة إلى وجود معامل أسمدة ومواد بناء ومعمل إنتاج غازي ومعمل الدجيلة الحيواني والشركة واسط لصناعات النسيجية حيث بلغت حدود أنتاجها معظم أقطار آسيا ووصلت للصين ..إضافة إلى ما أستحدث فيها من حقول نفطية حتى أصبحت واسط محافظة نفطية مهمة مؤخرا …
فالقصد من ما ذكرته أعلاه إنها محافظة غنية لا مجال للبأس فيها, فهي قادرة على أن تمول نفسها ذاتيا بعيدا عن مآسي الغرق في أزمات الحكومة المركزية , لكن ما نشهده على أرض الواقع من مآسي متأزمة هو تحصيل حاصل لما تجنيه المخالب الحزبية المتمركزة في قلب المحافظة …
ومنذ سقوط النظام الطاغوتي الصدامي عام 2003 و واسط تعتبر من المحافظات الأكثر أمنا وأمانا من بين المحافظات الأخرى, عدا الفترة المظلمة من حكم أياد علاوي , فقد شهدت واسط أعمال عنف حزبية قادتها بعض التيارات المتشددة آنذاك هدأت مع بداية العصر الذهبي لحكم السيد المالكي حيث بدأت برحيل الاحتلال وتركزت دعائم الدولة … واسط في أثناء ذلك تداولت السلطة فيها من دولة القانون بزعامة حمد الطرفة الذي نهب ما نهب من أموالها وعقاراته التي أشتراها في دبي بغضون أشهر من تسلمه المنصب لخير د ليل, وبعد الاحتجاج الشعبي عليه عفي من منصبه ليعتلي منصبا أجمل بفضل نظام دعم المفسدين واستثمارهم ليكون مسئول العقود النفطية في شركة سومو وليرتقي بعدها لمنصب أهدأ بفضل حكومة العبادي ليكون مستشار في وزارة التعليم العالي مع العلم إنه معلم صناعي ليس إلا …. لتنتقل المحافظة إلى السيد مهدي الزبيدي الذي لمحنا منه روح وطنية ورغبة واضحة لإحياء المحافظة وقد ثبت بعض قواعد للمشاريع لم تنفذ جميعها لانتهاء مدة صلاحيته , لتتنقل السلطة بفضل المحاصصات الحزبية إلى محمود ملا طلال الذي شهد ملاحقات قانونية من قبل لجان النزاهة النيابية لتنتقل السلطة إلى السيد ( مالك خلف الوادي ) أخيرا …
حيث ندعوه ومن صدى كلمات الأحرار وبعد ألقاء التحية والسلام..
لنزع الكمامة التيارية كما ويجب انتزاعها من الجميع وتطهير الديوان من جميع أنواعها .. ليتسنى للجميع العمل للصالح العام .. كما ندعوك لتنزل إلى الشارع وتسمع أصوات المواطنين وترد حقوقهم وتلبي مطالبهم وتصرف رواتب عقود تنمية الأقاليم , وليكن عملكم خدمة الناس والارتقاء المعيشي والعمراني هو الهدف الأسمى من السلطة لاسيما وإن كسب المواطنين يعد بطاقة دخول مجانية وأبدية للبقاء مخلدا على عرش السلطة بعزة وشرف …
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ) …