18 ديسمبر، 2024 8:13 م

حكومات ضعيفة .. وتدخلات وقحة

حكومات ضعيفة .. وتدخلات وقحة

الحكومات العراقية التي جاءت في زمن الاحتلال الامريكي , لم تكن حكومات وطنية ذات سيادة وكرامة , لانها كانت خاضعة لسلطة بول بريمر , الذي كان أقسى وأشرس من هولاكو , في تدمير العراق , كوطن , وأباد العراقيين , كشعب , وما زالت مخلفاته شاهدة للعيان حتى يومنا هذا .. وبعد خروج الامريكان من بغداد , وهم صاغرين , أنتقلت كل الوجوه التعبانة والكالحة , والمعروفة اليوم , بالرموز والخطوط الحمراء , من الوصاية البوشية الى حماية الاخوة الخامنائية , وبكل أرحية وشفافية ..

الحكومات العراقية التي جاءت في زمن الغيبة الصغرى ( زمن قاسم سليماني ) , هي ألعن من تلك التي زكاها بريمر بادئ الامر .. وهي نفسها التي أهدرت مليارات الشعب , ومكنت الحفاة ليكونوا من أصحاب السحت الحرام , وسهلت الطريق لدخول مجاميع الانفاق المرتزقة الى مدننا العزيزة , وعززت من الجريمة المنظمة , بعد أن عطلت القضاء وأستحوذت على كل قوانينه وتشريعاته , حتى صارت العشائر تتصارع فيما بينها على سخافات الجاهلية الاولى , وسمحت للدول المجاورة أن تكون صاحبة القرار , ولكم أن تتصوروا أن قطر موزه , تلك الامارة التي لو هدت عليها مدينة الصدر , لسحقتها في مكانها , تتحكم في تحرير تلعفر !!!

الاحزاب العشرة ( أسلامية وعلمانية ) المشاركة في تأسيس الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلالين , فشلت بأستحقاق شعبي , في أيجاد موطئ قدم لها في هذا الوطن المنكوب , لانها لم تستطع أن تحصل على ثقة الشعب , على الرغم من وجود أكثر من 300 نائب , وهؤلاء لا يمثلون شعب العراق , بأستثناء سبعة عشر منهم , حصلوا على موافقة شعبية , بعد أن فازوا في الانتخابات التشريعية الاخيرة ..

الشوارع والمدارس والمستشفيات والجامعات والمصانع والجسور والقصور الفارهة والمتنزهات , هي ذاتها التي بناها الدكتاتور صدام حسين .. والعار , أن تلك الوجوه الصفراء التي لا تشبع , تنام في منازله التي شيدها , وتتنفس من ذات الهواء الذي كان يعشقه الطاغية , وشرعت قانونا , لتصفية ما هو مؤهل , لان تكون مرافق وجوانب سياحية رائعة لحقبة من الزمن الردئ , عاثت فسادا في أرض الرافدين , على غرار القصور التي تركها شاه أيران , وأضحت مزارا , ودخلا أقتصاديا .. والغريب في الامر , أن أغلب رموز الوطن اليوم , أستوطنوا فترات طويلة في أرض بلاد فارس , ألا أنهم , لم يتعلموا , معنى حب الوطن والولاء له ..

أربعة عشر عاما من الضياع والفوضى , وما زالت تلك الرموز تنسج خيوطا عنكبوتية , لاعادة تدوير نفسها , من خلال تسوية مصالح ما بين تلك الاحزاب العشرة , تتيح للفاشلين والفاسدين وأصحاب الشهادات المزورة , من العودة ثانية , تحت مسميات وأساليب ملتوية , بدأت ملامحها تظهر للعيان , تنصب الفخاخ للقوى والشخصيات الوطنية , التي تريد أفشال مشاريع المحاصصة والطائفية والتوافقية , من الصعود الى جادة السلطة , وأن الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات الدموية , يكون الشعب فيها , هو الخاسر الوحيد ..

وبعد التسوية , خرجوا اليوم علينا بالاغلبية , وكأن هذا الشعب خاضع للتجربة , وأربعة عشر عاما أخر.. حيث رأى الحواريون الخماطون أن حكم الاغلبية , هو الناجع للعراق , وبه نستعين , لتدمير ما تبقى من هذا الوطن المرهون لصندوق النقد , والمحكوم عليه بالابادة .. لانه الشعب الذي رقص الجوبي وغنى لصدام حسين , فلا يستحق أن يعيش كما يعيش الادميون !!!..

الحكومات العراقية الهزيلة , هي نتاج صناعة الاحتلاليين , وهي ما تريده الدولة العبرية وأمارات الخليج بالضبط .. عراق مجزأ ومقسم الى شظايا متناحرة , لا يقوى بوجه رياح خفيفة السرعة , أتية من الشرق أو الغرب أومن الشمال وحتى الجنوب .. تلك الحكومات المتعاقبة , أجازت للدول المجاورة , وحتى الدول التي كانت مكفخة العراقيين , أن تتوغل حتى في بنية ونسيج الشعب , وأن تفرض سياسة فرق تسد على مكوناته , وصارت تتحكم بالقرار السيادي , الذي يتماشى مع مصالحها , ضاربة بعرض الحائط , هيبة الدولة العراقية وسيادتها