كلّ حكومات العالم خصوصاً العربيّة منها تسرق قوت شعوبها علناً و بآلقوانين التي تشرّعها بتأئيد شعوبها و قادة مذاهبها على مقاس جيوبهم .. مقابل تسخير منابعها الأقتصادية و المالية و جهود شعوبها من قبلهم للمستكبرين .. و حكومات العرب تميّزت منذ الأزل بسوآتها من بين جميع حكومات العالم بسبب الثقافة و الشعر و الأدب العربي المنحط و التربية والتعليم الفاسد المُتّبع في بلداننا بجانب التعصب و الإنغلاق و الغباء المقدس المنتشر على كلّ صعيد لمن يؤمن بدين أو مذهب أو عقيدة أو حزب .. فرواياتنا و دواوين أشعارنا و أدبنا و مقالاتنا و قصصنا كلها تُختم و تصب في نهاية المطاف بالبطن و الشهوة و تخصيب الخيال من أجلهما كهدف أكبر لحياتنا في هذا الوجود حتى الحبّ و العشق تتلخّص في ختام رواياتنا بآللقاء لأجل (البطن والشهوة) ليتم تكريم الأسوء من بين الروائيين بجائزة محلية أو عربية أو دولية و الدِّين السائد هو الآخر ليس بريئاً حين سُخِّرَ لذلك أيضا و للأسف من قبل المستفيدين المخدّرين وتلك هي خلاصة آلدّين و الرواية العربيّة المنحطة و الثقافة التي لا تعبر حدود تلك المساحات الضيقة التي يعتبرها الأديب أو الشاعر العربي مدار الكون كله للأسف بسبب فقدان التفكير السليم ومبادئ الفلسفة الكونية من وجودهم و محدودية المتبنيات الفكرية المطروحة في مقالهم وأدبهم, و من هنا تكالب الناس على تأسيس الأحزاب منذ بداية القرن الماضي و حتى قبله من أجل الحكم لتأمين الأموال اللازمة من خلال ذلك لتحقيق ما أشرنا له.
لكن المشكلة الأخرى بجانب تلك المحنة و الكارثة الفكرية الكبرى في أمّة العرب و مثقفيها بآلخصوص؛ هي أن حكوماتنا التي ترعى تلك الأنماط الثقافيّة ألشعرية و آلرّوائية ألمحدودة بقصد واضح – ليس الآن .. بل منذ عصر الجاهلية الأولى وقبلها و لليوم – لا تترك من يُعارضهم خصوصا المفكريين الحقيقيين بل تُعاقب حتى ألشّاذ و المعارض منهم و ترجمهم بأنواع الحصار و التعذيب و العنف و القسوة و التجويع و السجن و الملاحقة و حتى الذبح و التقطيع إرباً أربا .. و ما قضية المقتول الخاشقجي إلا أقل و أبسط مثال أقاموا الدّنيا ولم يقعدوها بقصد واضح لا لأجله بل لتخفيف النظر عن الوقع المؤلم في اليمن و سوريا وغيرهما, حيث كان ذلك المقتول نفسه يدعم و يُنفّذ مخطط داعش بغباء مقدّس حدّ الأفراط و لم يكن يدافع عن الحقّ .. و هنا تكمن الطامّة الكبرى في بلادنا خصوصاً حين يختلط الحق بآلباطل ثمّ يؤمن صاحبه بإله أو حزب أو منظمة أو مذهب يصبح إله الآلهة في وجوده, وينقلب ليس فقط على النظام الحاكم بل على كل الدنيا أخيراً من أجل تلك الثقافة الهجينة “البطنية” الغائمة و لذلك حين إصطف “الخاشقجي” مع تركيا و قطر بعد كل الذي كان؛ عُوقب أشد العقاب وعلى النمط الفرعونيّ الوهابيّ من قبل ولي العهد السعودي!
لذلك ندعوكم لتوقيع وثيقة أفّاز لتغيير الوضع في السعودية على الأقل لتصبح حكومة عربية قذرة على غرار حكومات العرب القذرة و حكومات العالم الأخرى الممسوخة بدل الحكومة الوهابية الفرعونية الحالية, و المشتكى لله على هذا الوضع العربي العالمي المخيف المغطى بآلديمقراطية و الشعارات الباهرة التي تخطف العقول نحو الأنحطاط و الرذيلة!
https://secure.avaaz.org/ar/khashoggi_loc_fr_pa/?aFRnKab