16 أبريل، 2024 12:14 م
Search
Close this search box.

حكم قرقوشي للبرزاني وتغيير في المسار الميداني

Facebook
Twitter
LinkedIn

دخول داعش على خط الأزمات الامنية والسياسية في العراق ترك تأثيره على الواقع الأمني والسياسي في المنطقة والعالم الأمر الذي دعا الكثيرين من أطراف لعبة الامم الى إعادة قراءة الواقع وتقييم الحسابات ووضع الخطط وتغيير التكتيكات اللازمة لمواجهة المخاطر المستجدة والحد من تداعيات هذا الدخول وليس آخرها الحكم القرقوشي الذي أصدره مسعود برزاني بحسم المادة 140 والحديث عن إنجازها بفرض الأمر الواقع بالقوة في إنقلاب على الدستور وقفز  على الأسس والمبادئ التي قامت عليها العملية السياسية في العراق وتحدٍ صارخ لكل العراقيين ووضوح لدوره التآمري المستمر على العراق وأهله.

ويبدو أن الأزمة المالية العالمية والهزة التي ضربت الإقتصاد الغربي وظهور بوادر نشوء نظام عالمي جديد تغادر معها القطبية الواحدة الى الأقطاب المتعددة وبروز محور مقاوم وممانع في منطقتنا يتبنى مشروعا حضاريا إستقلاليا وكون الثورة الإسلامية في إيران نقطة التحول الكبرى في مساره ثم الفشل في محاصرته وبدء التراجع الإسرائيلي في عام 2000 المتمثل بالإنسحاب من الجنوب اللبناني كل ذلك يمثل عوامل عجلت بالمباشرة بمشروع الفوضى البناءة وإشعال الحروب المتنقلة والشاملة في المنطقة من أجل إعادة رسم الحدود الجغرافية والطائفية والسياسية عبر معارك متعددة ومتجددة بعناوين مذهبية وقومية وطائفية وإثنية للسيطرة على مصادر الطاقة والنفط والتحكم بطرق التجارة والإقتصاد  في المنطقة.

وتقف شركات النفط الأجنبية والامريكية خصوصا التي تمثل الوجه الآخر للإحتلال الامريكي بقفازات ناعمة وراء كل هذه الحروب التي نجحت مؤخرا بالسيطرة على محافظة كركوك الغنية بالثروات النفطية بعد أن تمكنت من تشكيل تحالف كردي عربي تركي في شمال العراق جمع اضدادا مثل البرزاني والنجيفي بتغطية اردوغانية ودعم سعودي وخليجي نكاية بإيران وسوريا عمل على إرباك الحكومة العراقية ومحاولة الهيمنة على مصادر الطاقة و فرض الإقليم السني بعد الكردي بالتخطيط الإميركي والضغط على نوري المالكي وحلفائه للقبول بإعادة إنتاج العملية السياسية وتشكيل حكومة عراقية تعيد توزيع النفوذ الأمريكي وتعزز الإنقسام العراقي.

المعطيات تقول ان هناك إرباكاً امريكيا وخشية من فشل إستثمار الدواعش كأداة ابتزاز مباشر في فرض خارطة الطريق الإمريكية على العراق فالمالكي لم يضعف وهو يقود حركة مضادة رغم ورود أنباء من اربيل حول توافد شخصيات سنية وشيعية مناوئة للمالكي للعمل على تدعيم المسار التأسيسي الجديد وصناعة عراق فدرالي مختلف وتشكيل حكومة يحتل فيها البرزاني موقع الطالباني مع تغطية اميركية للاحتلال الكردي لكركوك.

الواقع الميداني يشير الى ان الجيش العراقي وغيارى العراق في تقدم مستمر فموازين القوى غير مستقرة على الأرض بعكس ما ارادت وعملت الادارة الاميركية وهي باتجاه تغييرات إستراتيجية تعيد خلط الأوراق و قد تحدث إنقلابا في موازين المعادلات العسكرية.

أولوية الحكومة العراقية وحلفائها الإقليميين اليوم هي مواجهة ودحر داعش ومن معها لا الحديث عن الوصفة السياسية الجديدة للعراق الأمر الذي دعا اميركا للخشية من خروج الأمور عن سيطرتها بالكامل وفقدان أي تأثير لها في الداخل العراقي ولذا هي في وارد إعادة النظر في رؤيتها للحل خاصة مع دخول سلاح الجو العراقي على خط المعركة ما قد يقلب الأوضاع رأساً على عقب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب