لم يصل العراق الى ما وصل اليه من دمار والخراب اعتباطا ، كل العراقيين ساهموا في تدميره ، ولكن بنسب متفاوتة ، والمسؤول الاكبر في تدهور العراق هو الاحزاب الشيعية لانها اخذت على عاتقها ادارة البلاد وقيادتها ، وكانت ادارة سيئة جدا وقيادة غير حكيمة بالمرة ، لم يشهد العراق مثيلا لها منذ تأسيسه ، مارس زعماء هذه الاحزاب ، التقية السياسية منذ اول يوم من اعتلائهم للسلطة ، يقولون شيئا ويفعلون نقيضه ، يوعدون ثم يخلفون ، يمدون اليك يدا للمصافحة بينما يخفون في اليد الاخرى خنجرا لضربك ، يأتون اليك باسمين متبسمين ، ينثرون السلام بوجهك كأنهم ملائكة الرحمن ولكن ما ان تبتعد عنهم حتى يتحولوا الى شيطان رجيم .. لا يكلون ولا يملون من ادعاء الوطنية والوحدة الوطنية بالكلام المنمق والشعارات الرنانة ليل نهار ، ولكنهم في الواقع والحقيقة ، ينفذون اجندات خارجية ويتسابقون لنيل رضا اسيادهم في الدول الاجنبية ، كل حزب شيعي يمتلك ميليشيا مسلحة ، او عدة ميليشيات ، ومن هذه الميليشيات الطائفية تشكل الجيش العراقي واكتسب قوته .. كثيرا ما يزعمون انهم حماة الدستور وحراسه ، وحريصون على تطبيقه ، ولكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك ، منذ كتابة الدستور عام 2005 ولحد الان لم يطبقوا مادة واحدة مهمة منه ، وظلوا يوعدون الاكراد بتطبيق المادة 140 التي تعالج مشكلة الاراضي التي انتزعتها الحكومات العراقية المتعاقبة من الاكراد بقوة ، ولكنهم لم ينفذوا بندا واحدا من هذه المادة لحد الان..وكذلك فعلوا مع مطالب السنة ، حيث اكدوا مرارا على تنفيذها والاستجابة لها من اجل الحفاظ على”اللحمة الوطنية!”ولكنهم لم يفعلوا وظلوا يراوغون ويخادعون ويمارسون الكذب والدجل حتى وصلت الحالة الى ما هي عليه الان .. وستسوء اكثر ..
