لو استعرض اي منا قائمة باسم المتصدين للعملية السياسية، وامعن النظر فيها لوجدها قائمة احتوت على من جاء اما على دبابة المحتل او من جاء مع حاشيته او من امتدت به يد ايران الى هذا البلد او من به حشرت دول اخرى انفها في شؤونه ، ولو استعرض اي منا ، المسيرة الذاتية لتلك الشخصيات لوجدها شخصيات عاشت في المنافي على موائد دول تلك المنافي وتجنست بجنسياتها واكتسبت مواطنتها وابقت فيها عوائلها وذويها وجاءت غريبة ، لارض بالنسبة الهيم غريبة ، وبافعال غريبة ،
ان المراقب ليستنتج من الوهلة الاؤلى ان اؤلئك العائدون كانما جاءوا لينتقموا كأن ثمة ثأر لهم وهم بحاجة للاخذ به ، فاول عمل قاموا به ومنذ ولادة مجلس الحكم ارسوا قواعد للفساد ومارسوه منذ ذلك المجلس المشؤوم واحاطوه بمشتقات الطائفية وعلى رأسها التقسيم اللئيم للوظائف والرتب وللوزارات وللحقب، ولقد تغلفت افعالهم دون استثناء اضافة الى الفساد بعدم الاكتراث بمستقبل البلد ومواطنوه ، وأخذوا يقلبون موازين الدولة بالاتجاه المعاكس ، وتركوا متقصدين قضاياه المصيرية للزمن ، واخذوا يحفرون اباره النفطية بلا وجع قلب ، وعبثوا بكل شئ واخرها اوصلوا العراق الزاخر بالمياه الى العطش ، فأي حكام بالله عليكم واي قادة رماهم المحتل علينا واي غرباء ابتلى بهم شعبنا والى اي نهاية سيوصلونا ،
الحل اما ان يقلب الجيش الطاولة على رؤوسهم واما الغاء كل هذه العملية والعودة الى عقد المؤتمر الوطني العام الذي تمثل فيه كل الاحزاب بمندوب واحد وتحضره الشخصيات العلمية المستقلة وفي كافة فروع الحياة وممثلي نقابات العمال والجمعيات الفلاحية وكافة النقابات المهنية واتحاد نساء العراق ، ؤينعقد هذا المؤتمر تحت اشراف وتنظيم الامم المتحدة ، يختار من بينه حكومة مستقلة مهنية تكنوقراطية تعمل تحت اشرافه ولمدة خمسة الى عشرة سنوات يعد فيها المجتمع لتقبل الديمقراطية ويكتب دستور علمي يأخذ على عاتقه نقل البلاد نقلة نوعية ، ليتخلص العراق من جديد من حثالات الساسة الغرباء…