23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

حكم العراق بعد سبع سنوات

حكم العراق بعد سبع سنوات

حديث دار بين زميلين في العمل، حول الخبر الذي اعلنته شرطة النجف الاشرف بخصوص اعترافات صاحب المقهى -الذي سب الامام موسى الكاظم “عليه السلام” يوم وفاته من خلال البث المباشر عبر السوشل ميديا- حيث تفيد الاخبار أنه واثنين اخرين ينتمون الى عصابات داعش الارهابية، كانت مهمتهم بث الافكار الضالة من اجل زرع الانحراف في اوساط الشباب، وابعادهم عن العقيدة الاسلامية.

يعطي مؤشراً؛ إن الاهتمام بإفادات المتهم اخذ حيزاً اكبر وتعاطفاً اوسع في الاوساط المجتمع عامة، واكثر من الاهتمام بأصل جريمة الانحراف الفكري نفسها، والسبب يعود الى إن المجتمع بدء يفقد الثقة بالمؤسسة القضائية، وذلك لفقدانه الثقة بالحكومات اساساً، والحقيقة إن انعدام الثقة واتساع الفجوة، يأتي نتيجة عدم تطبيق النظرية الاسلامية في العراق من قبل اغلب الاحزاب والتيارات السياسية المعنية بالأمر.

الامر الذي جعلنا نتتبع الإحصائيات والاستبيانات الخاصة بانتشار الافكار الالحادية في المجتمع العراقي، لاسيما بين فئة الشباب وخصوصاً في الاوساط الجامعية، والمذهل إن (3000) طالباً تقريباً في جامعة الكوفة فقط متأثرون بأفكار الالحاد والمدنية، وما يزيد عن (7000) طالباً في جامعتي بغداد والنهرين، وارقام متفاوتة في جامعات بغداد الاخرى، وبابل والبصرة وذي قار وكربلاء وغيرها، فضلاً عن الفئات الاجتماعية الاخرى.

ما يعني إن الالحاد لم يقتصر على رواد شارع المتنبي كما يشاع، انما اصبحت الجامعات بيئة خصبة وحاضنة له، ما جعل انتشاره اوسع لدى المثقفين غير الاسلاميين، والناقمين على سوء ادارة الحكومات السابقة، والاحزاب التي نخرت البلاد بفساد اعضائها، وكثرت الاتهامات المتبادلة بين السياسيين التي اثرت سلباً، فضلاً عن انتشار البطالة بين الخريجين، وضعف تقديم الخدمات في بلد غني بالخيرات.

حيث شجع المقارنة بين فشل تطبيق الاسلام من قبل دعاته في العراق، وبين افكار حديثة تطرح مشاريع فكرية تتبنى انقاذ الشباب من عزلتهم عن الواقع، وتلبيتهم لاحتياجاتهم عبر انتزاع ثوب الدين، وخلع الافكار العقائدية والتوجه نحو الحالة اللا دينية، عسى أن تحقق له رغباته في حياة افضل، حيث إن الانتشار الاوسع للإلحاد والاطروحة المدنية، يجعل الشارع يميل لتوجهاتهم وافكارهم وشخصياتهم.

وعليه؛ فإن تقاعس المؤسسات الدينية والتيارات الاسلامية أمام انتشار الالحاد، يجعل المجتمع يعاني خطر الانحصار العقائدي، ويهدد تراجع اليات مواجهة النظرية الاسلامية للنظريات المنحرفة، ويسهل سقوط الشباب في اشباك البرامج المسمومة التي يطلقها البعض تحت شعارات الانسانية، والحرية الفكرية، ما ينذر إن السنوات السبع القادمة ستكون السطوة فيها للتيارات الالحادية.