10 أبريل، 2024 5:59 ص
Search
Close this search box.

حكم الظالم وأميركا والشيعة . الخلافة والتتار وابن العلقمي .. اتهامات طائفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

للعدالة أهمية بالغة جداً في تقدم المجتمعات والأمم ، فالنجاح والرقي والتقدم يتعلق بها، وهذه الأمور تأجلها حتماً وغيابها يؤدي إلى نتائج كارثية لذلك تجد أن كل التشريعات الوضعية والسماوية أكدت على مفهوم العدالة ، وهي أنواع : مساواتية ، واجتماعية ، وسياسية واقتصادية … إلخ ، وهي في قبال الظلم الذي يجر أهله الصادر منهم والذي يقع عليهم إلى مهالك وويلات، خذ على سبيل المثال الحكم الظالم الذي حكم العراق خمسة وثلاثين سنة وكيف جر بلدنا العراق إلى محرقة الاحتلال والتي نتج عنها الطائفية والقتل والدمار .فبتصرفاته الظالمة وتعديه على حق غيره جر البلاد والمنطقة إلى هذه النتائج وهو كان يعيش في غرور الأبهة والقوة . وقد أهمل رعاية الرعية وأهمل القيام بواجبه تجاه شعبه فجوعهم وشردهم وكان يعيش وهم القوة حتى سقط ، وسقوطه لا يلام عليه غيره . وهو مشابه لحكام الدولة الإسلامية التي سقطت على يد التتار . ومن العجائب أن يلام الشيعة كمذهب ويقال عنهم أنهم السبب في سقوط الحكم الظالم ، وهذا القول يراد به شيطنة الشيعة ، ووصفهم بالعملاء ، ولصق هذه التهمة بهم من قبل أطراف طائفية . ومن الصلافة أن من يتهم الشيعة بذلك ، هو من ساعد الأميركان على احتلال العراق ، والطائرات انطلقت من مطارات بلده ، والجيوش دخلت من أراضيه بالاتفاق مع أولياء أمره الشرعيين كما يعتقد ، ووصل الأمر أن مفتي السعودية في حينها ابن باز أفتى بكفر رأس النظام ومن معه وجواز الإستعانة بالغرب عليه ، وهذا موجود إلى الآن في موقعه على النت ، مع هذا كله يتهم الشيعة بأنه هم العملاء ، والسبب كما يقولون أن بعض السياسيين الشيعة اجتمعوا مع الأميركان في مؤتمر لندن وغيره قبيل احتلال العراق ، وجاء بعضهم مع الاحتلال . ونحن نقول هل هؤلاء يمثلون المذهب الشيعي! وهل المجتمعين في حينها من الشيعة فقط ؟! ، فالكثير من الشخصيات السنية كانت حاضرة والقادة الكرد وهم من السنة كانوا حاضرين . فهل يصح اتهام السنة كل السنة بالعمالة لمجرد أن بعض القادة السنة وافق رأيهم الأميركان ؟!. وماذا تقولون عن مساعدة حكوماتكم (الشرعية) والتي تبايعونها بصيغة شرعية ، ما حكم تعاونها مع الأميركان في احتلال العراق هل يشملهم حكم العمالة وهل قلتم لهم ذلك ونقضتم بيعتهم ؟!
وللمقارنة قلت في العنوان (حكم الظالم وأميركا والشيعة . الخلافة والتتار وابن العلقمي .. اتهامات طائفية . ) فالحكم الظالم الذي حكم العراق قبل الاحتلال شبيه سلاطين الخلافة العباسية التي سقطت على يد التتار أشباه الأميركان والشيعة وما يقال عنهم هو مثل الذي قيل عن ابن العلقمي حينما رمى الطائفيين التيمية أسباب سقوط بغداد بحجره وجعلوه السبب والحقيقة أن سبب سقوط بغداد هو الحاكم الفاجر الذي انشغل بالخمور والنساء وترك أمر البلاد .
يقول أحد المحققين حول أسباب سقوط بغداد على يد التتار
قال صاحب الكامل في التاريخ (10/357): {{[ذِكْرُ مُلْكِ التَّتَرِ خُرَاسَانَ]:
أـ لَمَّا سَارَ الْجَيْشُ الْمُنَفَّذُ إِلَى خُرَاسَانَ عَبَرُوا جَيْحُونَ، وَقَصَدُوا مَدِينَةَ بَلْخَ، فَطَلَبَ أَهْلُهَا الْأَمَانَ، فَأَمَّنُوهُمْ، فَسَلَّمَ الْبَلَدَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ(617هـ)، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهُ بِنَهْبٍ وَلَا قَتْلٍ، بَلْ جَعَلُوا فِيهِ شِحْنَةً،
ب ـ وَسَارُوا وَقَصَدُوا الزُّوزَانَ، وَمِيمَنْدَ، وَأَنْدَخُويَ، وَقَارِيَاتِ، فَمَلَكُوا الْجَمِيعَ وَجَعَلُوا فِيهِ وُلَاةً، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِأَهْلِهَا بِسُوءٍ وَلَا أَذًى، سِوَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْخُذُون الرِّجَالَ لِيُقَاتِلُوا بِهِمْ مَنْ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ،
جـ ـ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى الطَّالْقَانَ، وَهِيَ وِلَايَةٌ تَشْتَمِلُ عَلَى عِدَّةِ بِلَادٍ، وَفِيهَا قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ يُقَالُ لَهَا مَنْصُورْكُوهْ، لَا تُرَامُ عُلُوًّا وَارْتِفَاعًا، وَبِهَا رِجَالٌ يُقَاتِلُونَ، شُجْعَانٌ، فَحَصَرُوهَا مَدَّةَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ يُقَاتِلُونَ أَهْلَهَا لَيْلًا وَنَهَارًا وَلَا يَظْفَرُونَ مِنْهَا بِشَيْءٍ
هـ فَأَرْسَلُوا إِلَى جِنْكيزْخَانْ يُعَرِّفُونَهُ عَجْزَهُمْ عَنْ مُلْكِ هَذِهِ الْقَلْعَةِ، لِكَثْرَةِ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُقَاتِلَةِ، وَلِامْتِنَاعِهَا بِحَصَانَتِهَا، فَسَارَ بِنَفْسِهِ وَبِمَنْ عِنْدَهُ مِنْ جُمُوعِهِ إِلَيْهِمْ، وَحَصَرَهَا،
و ـ وَمَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْرَى، فَأَمَرَهُمْ بِمُبَاشَرَةِ الْقِتَالِ وَإِلَّا قَتَلَهُمْ، فَقَاتَلُوا مَعَهُ، وَأَقَامَ عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أُخْرَى، وَدَخَلَ التَّتَرُ الْقَلْعَةَ، وَسَبَوُا النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالَ، وَنَهَبُوا الْأَمْوَالَ وَالْأَمْتِعَةَ.
ز ـ ثُمَّ إِنَّ جِنْكِزْخَانْ جَمَعَ أَهْلَ الْبِلَادِ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْأَمَانَ بِبَلْخَ وَغَيْرِهَا، وَسَيَّرَهُمْ مَعَ بَعْضِ أَوْلَادِهِ إِلَى مَدِينَةِ مَرْوَ، فَوَصَلُوا إِلَيْهَا وَقَدِ اجْتَمَعَ بِهَا مَعَ الْأَعْرَابِ وَالْأَتْرَاكِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ نَجَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا يَزِيدُ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ رَجُلٍ، وَهُمْ مُعَسْكِرُونَ بِظَاهِرِ مَرْوَ، فَلَمَّا وَصَلَ التَّتَرُ إِلَيْهِمُ الْتَقَوْا وَاقْتَتَلُوا،
ح ـ فَصَبَرَ الْمُسْلِمُونَ وَأَمَّا التَّتَرُ فَلَا يَعْرِفُونَ الْهَزِيمَةَ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ أُسِرَ، فَقَالَ وَهُوَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ: إِنْ قِيلَ إِنَّ التَّتَرَ يَقْتُلُونَ فَصَدِّقُوا، وَإِنْ قِيلَ إِنَّهُمُ انْهَزَمُوا فَلَا تُصَدِّقُوا.
ط ـ فَلَمَّا رَأَى الْمُسْلِمُونَ صَبْرَ التَّتَرِ وَإِقْدَامَهُمْ، وَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ، فَقَتَلَ التَّتَرُ مِنْهُمْ وَأَسَرُوا الْكَثِيرَ، وَلَمْ يَسْلَمْ إِلَّا الْقَلِيلُ، وَنُهِبَتْ أَمْوَالُهُمْ، وَسِلَاحُهُمْ، وَدَوَابُّهُمْ،
[[أقول: هذه المعارك وقعت خارج مدينة مرْو، أما المدينة فيقول عنها ابن الأثير:]]
ي ـ وَأَرْسَلَ التَّتَرُ إِلَى مَا حَوْلَهُمْ مِنَ الْبِلَادِ يَجْمَعُونَ الرِّجَالَ لِحِصَارِ مَرْوَ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ لَهُمْ مَا أَرَادُوا تَقَدَّمُوا إِلَى مَرْوَ وَحَصَرُوهَا، وَجَدُّوا فِي حَصْرِهَا، وَلَازَمُوا الْقِتَالَ وَكَانَ أَهْلُ الْبَلَدِ قَدْ ضَعُفُوا بِانْهِزَامِ ذَلِكَ الْعَسْكَرِ، وَكَثْرَةِ الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ فِيهِمْ،
ك ـ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الْخَامِسُ مِنْ نُزُولِهِمْ أَرْسَلَ التَّتَرُ إِلَى الْأَمِيرِ الَّذِي بِهَا مُتَقَدِّمًا عَلَى مَنْ فِيهَا يَقُولُونَ لَهُ: لَا تُهْلِكْ نَفْسَكَ وَأَهْلَ الْبَلَدِ، وَاخْرُجْ إِلَيْنَا فَنَحْنُ نَجْعَلُكَ أَمِيرَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ وَنَرْحَلُ عَنْكَ.
ل ـ فَأَرْسَلَ(أمير مرْو) يَطْلُبُ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ وَلِأَهْلِ الْبَلَدِ، فَأَمَّنَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ ابْنُ جِنْكِزْخَانْ، وَاحْتَرَمَهُ، وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيَّ أَصْحَابَكَ حَتَّى نَنْظُرَ مَنْ يَصْلُحُ لِخِدْمَتِنَا اسْتَخْدَمْنَاهُ، وَأَعْطَيْنَاهُ إِقْطَاعًا، وَيَكُونُ مَعَنَا.
م ـ فَلَمَّا حَضَرُوا عِنْدَهُ، وَتَمَكَّنَ مِنْهُمْ، قَبَضَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَمِيرِهِمْ، وَكَتَّفُوهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ قَالَ لَهُمْ: اكْتُبُوا إِلَى تُجَّارِ الْبَلَدِ وَرُؤَسَائِهِ، وَأَرْبَابِ الْأَمْوَالِ فِي جَرِيدَةٍ، وَاكْتُبُوا إِلَى أَرْبَابِ الصِّنَاعَاتِ وَالْحِرَفِ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى، وَاعْرِضُوا ذَلِكَ عَلَيْنَا فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ،
ن ـ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى النُّسَخِ أَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ أَهْلُ الْبَلَدِ مِنْهُ بِأَهْلِيهِمْ، فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ أَحَدٌ، فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ وَأَمَرَ أَنْ يُحْضَرَ أُولَئِكَ الْأَجْنَادُ الَّذِينَ قَبَضَ عَلَيْهِمْ، فَأُحْضِرُوا، وَضُرِبَتْ رِقَابُهُمْ صَبْرًا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ وَيَبْكُونَ،
وعلّق الأستاذ المحقق قائلًا : ((أليست هذه الحادثة وما حصل هنا نفس ما حصل في بغداد؟!! خرجوا الخليفة وحاشية الخليفة وزعماء القوم وقادة الجيش وعوائلهم وقتلوهم جميعًا، وأسروا من أرادوا أسره))
كما وطرح الأستاذ عدة استفهامات لأتباع المنهج التيمي : [[ هل يوجد ابن علقمي فيما حصل أو أن الأمير نفسه من أبناء العلاقُم؟! وإذا كان هذا حال المغول في الغدر والبطش والتنكيل فكيف صدّقهم خليفة بغداد وأئمة ابن تيمية التكفيريّون فخرجوا إليهم أذلاء من بغداد وسلّموا أنفسهم إليهم؟! وإذا كان خروجهم باستشارة ابن العلقمي فيأتي استفهام توبيخي وتقريعي آخر على الخليفة وأبناء تيمية بأنهم كيف صدّقوا ابن العلقمي الخائن العميل الذي أتاهم بأمان من قادة المغول الغادرين المستكبرين القتلة المجرمين؟!]] انتهى الاقتباس .
لاحظ الشبه ، فهل الإدارة الأميركية تأتمر بأمر حفنة من المعارضين وإذا كانوا عملاء فما بال زعمائكم وملوككم ممن عاون الأميركان وفتح لهم المطارات والبحر ؟! ونحن ليس بصدد الدفاع عن الساسة ممن أتى مع الأميركان أو الدفاع عن ابن العلقمي لكن بصدد بيان الحقيقة التي يحاول التيمية الطائفيين تغييبها لرمي الشيعة واتهامهم فلا تقودكم الطائفية إلى مجانبة الحقيقة فتقدسون من تعاون مع الأميركان وكفر حاكم العراق وتتهمون غيره للسبب ذاته وتعممون فعل أشخاص على مذهب كما فعل شيخكم ابن تيمية وأمثاله عندما قدسوا سلاطين الفجور قادة (الدولة الإسلامية) واتهموا ابن العلقمي بما فعله غيره للنيل من الشيعة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب