9 أبريل، 2024 2:25 ص
Search
Close this search box.

حكم الدولة الجلائرية لبغداد الحكم الاكثر سوءاً في تاريخ بغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضره عن الدوله الجلائريه باعتباره الحكم الاكثر ضررا وسوءا لاهل بغداد ذلك ان الدولة الجلائريه هي الدوله الثالثه التي حكمت بغداد بعد حكم الدولة العباسيه وحكم الدوله الايلخانيه المغوليه دولة هولاكو خان وبعد ذلك حكمت الدوله الجلائريه بغداد من 738 الى 814 هج اي من 1338 الى 1411 م اي حكمت بغداد اكثر من سبعين سنه وحكم في هذه الفتره ثمانية سلاطين جلائريين هم حسن وأويس وحسين وأحمد وعلي وأحمد مرة ثانيه ومرة ثالثه والسلطانه دوندي مع تخلل فترة حكمهم لسيطرة جهات اخرى على بغداد فلقد عانت بغداد من غزوات الاقوام الاجنبيه المختلفه من تتار مغول وجلائريين مما لم يكن لهم ماض في الاداره والحكم فأنحلت الاداره وتردت الاوضاع الاقتصاديه والاجتماعيه وتراجعت الثقافه والحياة الفكريه فشاع الجهل في بغداد وتراجعت حياة التخضر لصالح التخلف والجهل وكانت المدن البعيده عن بغداد تتمتع بالاستقلال فكانت هيت وحديثه وعانه وكبيسه تحت سلطة الشيخ محمد بن حيار مهنا وتمتعت تكريت بالاستقلال تحت سلطة حسن التكريتي وكانت الموصل وسنجار تحت سيطرة دولة اصحاب الخروف الاسود وكانت الاجزاء الحنوبيه من بغداد كالحله وواسط والكوفه والبصره تحت سلطة عشائر خفاجه وعباده وبني أسد لقد أسس الشيخ حسن بن حسين بن أقبوغا الجلائري المشهور بحسن بزرگ الاسره التي اصبحت بغداد جزءا من ممتلكاتها وجلائر هي احدى القبائل المغوليه التي ارتبطت بوالد هولاكو جنكيز خان ونال زعماؤها نفوذا كونهم قادة في الجيش المغولي وبعد سلسلة من المعارك استقر حسن في بغداد وشهدت بغداد في بداية ولمده قصيره حقبه من الهدوء والاستقرار ولكن هذه الفتره لم تدم طويلا حيث ان السلطان حسين كان ضعيفا محبا للهو والمجون فساعد ذلك على انتشار الفتن والاضطرابات فلقد زادت حملات تيمورلنك على بغداد المتكرره زيادة الازمه الاداريه والاقتصاديه والاجتماعيه وفي اثناء حروب الجلائريين مع التيموريين والخروف الاسود تعرضت بغداد للتخريب والنهب والحرق والقتل والتشريد الجماعي للسكان وقتل الكثير من العلماء الذين وقفوا ضد غزو بغداد او تهجيرهم الى تبريز وسمرقند مدن اعداء حكام بغداد وقسم من العلماء هربوا الى الشام ومصر والحجاز واليمن وتم استنزاف موجودات بغداد من الذهب والفضه والاشياء الثمينه فعند دخول تيمور لنك للمرة الاولى فرض على سكان بغداد ضريبة الامان ورافق عملية الجمع ابشع انواع التعذيب واقساه حتى مات عدد كبير من تجار بغداد وموسريها واعيانها تم تقديرهم بحدود ثمانمائة الف وتذكر المصادر ان تيمور صادر اهل بغداد ثلاث مرات جمع خلالها 45 مليون دينار واستولى اتباعه على خزائن السلطان احمد الجلائري وصادروا الرؤساء وموظفي الاداره وقاموا بأذلال الناس والاعتداء على النساء ونهبوا كل ثمين حتى انهم اقتلعوا الذهب والفضه التي كانت تزين اضرحة الائمه والصالحين وتعرضت الحياة الثقافيه لضربة موجعه عندما امر تيمور اتباعه بجمع الكتب العامه والخاصه وجمع العلماء والمفكريين والموهوبين من الفنانين واصحاب الحرف وارباب المهن والخطاطين والنقاشين ونقلهم جميعا مع كتبهم وانجازاتهم الى سمرقند عاصمة ملكه وقد ادى دخول الجند الى قتل اكثر من ثلاثة الاف وشاركت الطبيعه في عمليات التخريب والتدمير بتفشي الطاعون وانتشار الغلاء وارتفاع اسعار المواد الغذائيه وعاد اتباع تيمور مرة اخرى الى بغداد وعاود حصارها بعد سنه واسهمت سياسة السلطان احمد جلائر المتهوره وبطشه في تناقص سكان بغداد اذ قتل العديد منهم سنة 1400 م وفي الوقت الذي كانت تحاصر بغداد قوات تيمور وعلى اساس مؤامره مزعومه تم غلق بغداد وبدأ قتل كل من يشتبه به حتى كان عدد القتلى من اهل بغداد اكثر من الفين خلال اسبوع وشمل القتل الوظفين وأعيان بغداد وخدم القصر ولم يسلم منه حتى افراد عائلته وقام بجبي الضرائب من اهل بغداد بالقوه ويصادر ممتلكاتهم وعندما استدعى جيش دولة الخروف الاسود زاد غضب البغداديين لانهم قاموا بأعمال نهب ومصادره لا تقل عما حصل لهم سابقا لذلك ترك الكثير من اهل بغداد وهربوا الى الشام ولما دخل تيمور للمره الثانيه فأنه امر جنده باستباحة بغداد واجراء مذبحه عامه لاهل بغداد شملت الشيوخ والنساء والاطفال وأمر اتباعه ان يجلب كل واحد رأسين ولما عجز الجند عن العثور على الرجال عمدوا الى قطع رووءس النساء وازالة الشعر ايهاما للقائد وإرضاء له وتم نهب بغداد وتخريبها وكان تيمور يقول انه أمر بتسوية المدينه بالارض وخربت العمارات والاسواق والخانات والبيوت والمدارس وتم اضرام النار ببغداد وقد ذكرت المصادر ان ترك تيمور لبغداد بسبب تعفن هوائها من نتن جثث اهل بغداد الكثيره لقد كان اهتمام الجلائريين بالنشاط الزراعي بما يكفي اعاشة جندهم تاركين اهل بغداد واصلاح الانهار وتطهيرها وزيادة الرقعه الجغرافيه فلم تلق من الجلائريين اهتماما وزاد من الامر سوءا الجراد ووباء الطاعون الذي اصاب بغداد اكثر من مره وقد شهدت بغداد في فترة الحكم الجلائري وصول اسراب هائله من الجراد اكلت الزرع واتلفت المحاصيل وحدوث غبار كثيف ورياح شديده اضرت الانسان والحيوان والنبات سنك 1342 وانحباس الامطار لابل في سنة 1344 توفى كثير من المرضى وكبار السن بسبب رياح عاصفه مصحوبه بغبار وفي سنة 1346 انتشر وباء الطاعون وبعدها بسنه حصل القحط بسبب الجراد وغرقت الرصافه سنة 1350 وبعد ثلاث سنوات حدث حريق في الكرخ وبعد ذلك بنفس المده فاض دجله وغرق الكرخ اما في سنة 1375 فقد غرقت بغداد بشكل لم يسبق له مثيل لابل ان جسر بغداد سنة 1384 غرق فمات كثير من البغداديين وفي سنة 1388 حدث زلزال اصاب بغداد وهكذا فان بغداد عاشت في زمن الحكام الجلائريين اسوء ما عاشته طيلة عمرها واخيرا فقد حاصر محمد شاه قائد دولة القره قوينلو الخروف الاسود مدة تزيد على السنه لبغداد حتى هروب السلطانه دوندي من بغداد الى واسط ومنها الى تستر الايرانيه بعد ان عانى ما عانى اهل بغداد من حصار الدوله الجديده التي انهت دولة الجلائريين ورفعت علم وراية الخروف الاسود في بغداد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب