23 ديسمبر، 2024 4:54 م

حكم الأرستقراطية ( العوائل ) في العراق الجديد

حكم الأرستقراطية ( العوائل ) في العراق الجديد

أنتقل الحكم بعد عام 2003 من حكم العائلة الوحدة ( عائلة صدام حسين ومن تحت ظلها) الى عدة عوائل أصبحت هي من تتصدر وتتحكم بالقرار  السياسي في العراق وهذه العوائل المتمثلة ب( عائلة السيد الصدر ومن يعمل تحت ظلها ) و ( عائلة السيد الحكيم ومن يعمل تحت ظلها ) و ( عائلة النجيفي ومن يعمل تحت ظلها ) و ( عائلة السيد نوري المالكي الحديثة العهد ومن يعمل تحت ظلها ) و ( عائلة البارزاني ومن يعمل تحت ظلها ) و ( عائلة الكربولي ومن يعمل تحت ظلها ) هذه العوائل هي من ترضى وهي من تغضب وهي من تقبل وهي من ترفض وهي من تعين وهي من تقيل وهي السبب الحقيقي لما وصل اليه العراق الآن .

لم تحاسب عائلة الصدر أي شخص فاسد تابع لهم وحتى عندما طالت ملفات الفساد وزير الأعمار والأسكان السابق السيد محمد صاحب الدراجي الذي ظهر قبل أيام وهو يقف خلف السيد مقتدى الصدر خلال لقاءئه لرئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري وكأنه محمي ولا أحد يستطيع التقرب منه . بالأظافة لمن أستغل أسم هذه العائلة من أمثال السيد نعيم عبعوب والسيد كاظم الصيادي وحتى السيد بهاء الأعرجي والوزراء في الدورتين السابقتين الذين كانوا فاشلين ومقصرين في عملهم ولم يقدموا شيء لخدمة العراق .

ولم تحاسب عائلة السيد الحكيم أي من الفاسدين التابعين لهم و حتى عندما ذكرت ملفات الفساد في أمانة بغداد التي طالت السيد أمين بغداد السابق السيد صابر العيساوي أو في قضية سرقة مصرف الزوية وقتل ثمانية من حراسه والتي بثت وزارة الداخلية صور وقتها عندما وجدت الاموال المسروقة في صحيفة العدالة التي يمتلكها الدكتور عادل عبد المهدي وتم لفلفت القضية في أحدى الصفقات السياسية القذرة.لم نسمع شيء من هذه العائلة يدين أو يعاقب هؤلاء. وحتى أن السيد عمار الحكيم يتباكى على أوضاع النازحيين في كلمته الأسبوعية في قاعة عملاقة وجبارة ومجهزة بأفضل وسائل الراحة ومكيفة تستطيع ايواء مئات العوائل النازحة خصوصاً ونحن مقبلين على فصل الصيف القاسي في العراق والتي سوف تكون جنة مقارنة بالخيم البائسة التي يسكنها النازحين .

هذه العوائل الدينية ليس من المعقول أنها لاتعلم أن نوابهم ووزرائهم ومسؤوليهم الذين يعملون تحت أسم هذه العوائل يستلمون رواتب ومخصصات تقارب ( 100 ) مليون دينار لكل واحد منهم ولديهم جيوش من الحمايات ويسكنون القصور . ونحن هنا لا نحاول النيل أو التطاول على هذه العوائل الكريمة ولكن كان من الخطأ أن تقتحم مجال السياسة أو أن تتصدرها وكان من الأجدر لها البقاء على الجانب الشرعي والتوجيهي للعامة وليس للسياسيين .

أما بالنسبة للعوائل الغير دينية مثل عائلة النجيفي الذي أصبحت الآن تتكلم بأسم محافظة الموصل وكأنها ورثة عن أبيها وهي ايظا لم تقدم لنا أي فاسد ممن عملوا مع هذه العائلة وأضاعت بسبب صرعها مع المركز المدنية التي تدمرت أثارها وتفرق وحدتها الأجتماعية.

وبالنسبة الى عائلة السيد المالكي الحديثة العهد والذي عاش العراق أسوء فترة حكم علي يدها خلال ثمان سنوات . السيد المالكي الذي سلم لأبنه أحمد وأزواج بناته ومن تحت ظله الدولة العراقية بأكملها وكانوا السبب في سرقة 1000 مليار دولار وعن زهق عشرات الاف من الأرواح وعن تسليم ثلث مساحة العراق الى تنظيم داعش الارهابي وعن تدمير أثار العراق وبنيته التحتية . ولم يقدم السيد المالكي شخص واحد متهم بالفساد الى القضاء وحتى عندما طالت ملفات الفساد وزير التجارة السابق فلاح السوداني تم تهريبه الى لندن ولفلفت قضيته من قبل السيد المالكي .

وأما عائلة السيد البارزاني الذي تنشر أبناءها في كل أقليم كردستان وتحاول السيطرة على جميع المناصب فيه وتواجه معارضة من باقي الاحزاب الكردية وهي تقيم علاقات مع اسرائيل وتهدد كل يوم بالأنفصال عن العراق وتشجع على هذه الفكرة كل من يريد ذلك وهي متهمة بتهريب النفط من حقول الموصل وكركوك قبل سيطرة داعش عليها .

وأما عائلة السيد الكربولي التي سرقت أموال المساعدات من الهلال الأحمر والمتهمة بملفات الفساد في وزيرة الصناعة التي كانت تمسكها في الحكومة السابقة وهي معروف عنها أنها تشتري المناصب بهذه الأموال ولم تكتفي بهذا الحد بل وصل بها الأمر أن تقوم بأعمال مخجلة كالتي فعلتها مع موقع كتابات المستقل والمنبر العراقي الوحيد الذي ينشر للكتاب المستقلين بعد أن تسيس كل شيء في العراق .

العراق بلد لايمكن أن تحكمه العائلة . العراق بلد قبلي وتربى فيه أكثر من خمسة أجيال متعاقبة على مبادئ الأشتراكية الذي أساء لها حزب البعث . لايمكن للأنسان العراقي بشخصيته الثورية و  روحه القتالية يقبل بأن يبقى عبداً لعائلة مدى العمر وهو يدرك أنها لم تقدم شيء له أو للوطن .