23 ديسمبر، 2024 11:16 م

حكمهم زايد وحكمنا ناقصين

حكمهم زايد وحكمنا ناقصين

عندما يصر الإنسان على الإستحواذ على كل شيء؛ يجعل من نفسه فوق الإعتبارات، ولا يتردد من إتباع الألاعيب والخداع والتخوين، والبحث عن مبررات إقصاء الآخرين، سالكاً سبيل ملتوي تلتف حباله كمشانق للجماهير لتكون المؤسسة بيد المنافقين لا أصحاب الخبرة والإختصاص، وتقاد بالتدني الإخلاقي والسياسي.
يقول الشاعر معروف الرصافي: لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن…. فالقوم بالسر ليس القوم بالعلن؟!
لا أدري من أي كوكب جاءت الطبقة السياسية (الفضائية)؟! وهي لا تبالي من جعلنا نعيش مؤسسات دولة وهمية؟! ولعقود إستطاعت ان تفرض أفكارها المستخفة بعقلية الإنسان، التي تبدل تفكير الناس بالخلاص من العذابات، الى قدوم من يريد الخلاص منهم؟!
المؤسف جداً مشاهدة أن الديموقراطية، تطبيق لا يشابه نظرياتها في الكتب وما نسمع في العالم؟! وكأن الرفاهية أسطورة مدن فاضلة ومجرد أقاويل؛ حينما نرى زحف الخراب والموت وإنعدام الإعمار، وتناقل تلفيقات أخبار كاذبة تصنعها شخصيات مهزوزة، وكارثة كبرى أن تدعي نفسها (رمز الدولة)؟!
العام الحالي من أكثر الأعوام ضرراً بالعراقيين، من تداعيات الرمادي وسقوط مدن الموصل وغيرها، وغرق بغداد وإنتشار الجريمة والتردي الإقتصادي وظهور معجزة الفضائيين؟! قبلها نرى عبعوب يستهزأ باليابانين الأكثر فساد من أمانة بغداد، وهتلرية سعد المطلبي وهو يتفقد القطعات في الأنبار، وهوعضو مجلس محافظة بغداد؟!
هكذا كانت تقاد الدولة في الفترة السابقة، وكان لزاماً على العراقيين سماع أطروحات المطلبي في الخطط العسكرية في زمن المالكي، يتحدث بالمعلومات الإستخبارية، كأنه سكران يفصح عن سرائره؟! بل ربما كذلك وهو يحضر إجتماعات مجلس المحافظة بهذا الحال؟!
فرض البعث يوماً ما قانون إحصاء عام 1957، كشرط على العراقيين للتملك والسكن في بغداد، لغرض إستغلال العقارات والإستثمار، والمطلبي طرح نفس النظرية، وإفترض أن يكون أمين بغداد مولود فيها؛ في إشارة لنفسه، ولا يحق لعراقي آخر، وكأنه من آولئك الّذين يفهمون أن الثقافة جلسات خمور وتسكع في شارع أبو نؤاس، وننسى أنها أقدم العواصم لأقدم حضارة في وادي الرافدين.
اشار الكاتب جوناثان ليونز في كتاب بيت الحكمة” بغداد عاصمة المسلمين، قبل قرون من قيام نيويورك، وصارت بغداد مصهر الأعراق والثقافات والشعوب”.
بغداد مدينة حزينة تفقد هويتها الثقافية والعلمية والحضارية، تحرقها ألسنة بحمى التصرحات والتبجحات، وإرادة علنية لجعلها مدينة خمارة وبارات، بين الأزقة وفي الساحات وقرب الجوامع، وكأن الوطن قصيدة شعر خليعة، تنسج من خيال خمار. بغداد لن تكن كما يريدها المطلبي مدينة للبارات، وهي عاصمة العراق والدين والقيم، ومنها خرجت ملايين الى الحشد الشعبي وكربلاء، وإذا كانت دبي زرق ورق، فالفرق أن من حكمهم زايد، ونحن معظم من حكمنا على مرّ العصور ناقصين؟!.