أجدنا البيان ولازلنا نُحَدّثُ أخبار الأولين عما كَانُوا عَلَيْه، أجدنا التفتيش في منازل الأموات بحثاً عَن أسرارهم، قلّبنا الحكايات وانصفنا الوهم حتى تاه علينا الواقع ، وصدقنا كل الروايات وحتّى الخرافات! بحثاً عَن رموزٍ تنجدنا من مأزق الأزمة!
تخيلنا نَحْن في طوّر الحكمة ولمّا نصل إلى نهايتها ستتكشف لنا التجليات وتنزّل علَى قلوبنا السكينة. تأتينا العصا ونضرب بها العجز فتنبثق لنا اثنى عشر معجزة لفك إشكالياتنا الحاليّة،وليست التأريخية فالتأريخ بات بلا إشكاليات انه عندنا من المسلّمات! لا شخصيات وهمية وَلا كذّب بمسلمات التأريخ بل بالتأريخ حِكْمَة! وبه حل شفيرة المعضلة والأزمة! لذلك نَحْن متكلمون من الطراز الرفيع، نرفع صدى صوتنا إلى ميثاق الشعارات لننتج به التَيارات والاحزاب.وندع الأزمات تلاحقنا بحُجة الكبوات التأريخية! وبحجة الفناء.
نَحْن هنا ايها الحكماء النازلون سقوطاً اضطرارياً علينا في الأرض لا نحتاج الى حُكماء شعر او سياسة. لا يعنينا أيها المقدسون تأريخ ما رواهُ أبن ماجة والمجلسي! نريد حريةً وخبزاً. وشيئاً من المعقولات الآدمية، تجعلنا نشعر أن هذه الأرض هي ليست اعادة إنتاج لحروب الردّة، والروايات ومحدثين الأخبار عن العصور! لا نبغي الحكمة وثرثرت الشعارات نبغي ان نخرج إلى الحدائق والمنتزهات نلهو ونلعب. فحقنا بالحياة بلا كهرباء انسانى قداستكم! وحقنا بالحياة بلا ماءٍ صَالِحٍ للشرب أفقدنا التفريق بين الحكمة من بِداية الخليقة والجدوى مَن نهايتها! ضربات الشّمس المتحولة إلى فرينكشتاين في ألعراق أضرت جداً بصلاحية الجودة العقلية لدينا، لنميز بين فؤاد معصوم وفؤاد سالم! فكيف نميّز بين تحولاتكم الدّقيقة من حزب الى أخر ومن كتلة الى أخرى؟ لم نعد نميّز لأن حفلات الدّم أصبحت بلا تسعيرة! يا قداسة المنتقلين والمتحالفين.
ثمّ اننا نُعاني من مشاكلٍ نفسيّة مَع ذواتنا، نَحْن غاضبين بِلا مبررات! لأننا لم نجد منتجعاً نمارس به الصفاء الذهني والانهزام من الشعارات! سيادة الحكماء المتحالفين لا نهتم لماذا خرجتم وبماذا ستدخلون؟
نريد حَيَاةً فحسب ” فأجسادنا_لنا”.