18 ديسمبر، 2024 5:48 م

حكمة المرجعية؛ وحكمة السياسة..

حكمة المرجعية؛ وحكمة السياسة..

هناك من يحاول عرقلة العملية السياسية، فمن السياسيين الذين فشلوا في مسيرتهم العملية، يحاولون قيادتها إلى متاهة الفراغ الدستوري، رغم أن هناك خطوط عريضة واضحة، وضعتها المرجعية، لكي تسير العملية السياسية، بسلاسة وانسجام بين الكتل، من جهة، وبين مكوناته التي تشكلت منها السلطات الثلاث، من جهة اخرى، فالاختلافات واضحة بين المكون الواحد، فلا يوجد وئام أو اتفاق فيما بين الكتل.
الحال بين الكتل المختلفة دينيا، ومذهبيا، بدأ ينحسر، أما قوميا، فصعدت النبرة بعض الشيء، فهناك أطراف تسعى لكسب مصالح شخصية، وحزبية، ويشعرهم بالنشوة ارتفاع الحس الطائفي، ويلعبون على هذه الورقة، لتضاف لهم قوة، وفسحة، ليتحكموا بالعملية السياسية برمتها، وهذه المشكلة عانى العراق الديمقراطي الجديد منها طيلة تلك الفترة.

العدالة والمساواة؛ نهج خطه، ورسمه الأئمة (عليهم السلام) يبدأ بكظم الغيض، وينتهي بالعفو والغفران، لكل من يسيء لهم شخصيا، أنهم القدوة الحسنة، من يتبع هذه الخطوات حتما سيكون فائزا في النهاية، لأنه تعامل وفق أخلاق أهل البيت، قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
قال الإمام علي: (عليه السلام) في قضية مبايعة سعد ابن أبي وقاص له، عندما لم يستجيب سعد وقال: إنا لا أبايعك، حينها قال مالك الاشتر: دعني اجعله يرضخ للبيعة يا سيدي، أو أن يجلب له كفيل، فقال الإمام إنا اكفله يا مالك اتركه وشانه، فقال الإمام لسعد، اذهب وتنعم بالعيش في بلاد المسلمين، لكن شريطة لا تؤذي أحد، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه.
التعامل بالشفافية، والمحافظة على أمن الأقليات، في الأصل هو صيانة وترميم البيت العراقي، الذي نعيش وسطه، لكي نحتمي به من الإخطار الخارجية، سواء كانت عواصف ترابية، أو أمطار، او حرارة الشمس المحرقة، نتيجة الجو السياسي الملتهب، من هذا الباب نجد تعامل سيد الأوصياء، مع أعدائه بإنسانيته المعروفة، ومد يد السلام، وبناء المجتمع، فلم يفرق بين سيد وعبد.

نجحت العدالة وتحققت في ظل حكومة الإمام علي (عليه السلام)، واليوم أبناء (علي عليه السلام) قادرين على أن يعيدوا بنائها في دولة العراق الحر الديمقراطي، ويأخذ كل ذي حقا حقه، ونشر روح الإخوة، ونبذ الطائفية بكل أشكالها، فمن الحكمة؛ أن يسير المشروع السياسي الوطني، بعد الانتصار على داعش، وطرده من أرض الوطن.
في الختام؛ الحكمة من نبذ الطائفية، وبناء الروحية الوطنية، تعني المسير على منهج محمدي، وامتداد علوي، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ونيل الحريات لكافة الطوائف والمكونات.