الحسد مرض مزمن أصله الأنانية, ويندرج تحته المعصية, فمن تراه حاسداً لغيره, مُذِمٌ في وصفه, فاعلم إنه ناقص مريض,
بِذَمِّ الآخرين, فكما قال المتنبي:” و إذا أتتك مذمتي من ناقص _ فهي الشهادة لي بأنـي كامل.
عبر الأزمان نرى أن من يتعرضون للحسد؛ إنما هم من الذين يقدمون الخير, والعاملين بجد من أجل الآخرين, فالحاسد يستهدف بكل ما يحمل حقد, من يعمل بإخلاص, لقد حسد إبليس آدم فعصى ربه, وحسد قابيل آخيه هابيل, لتكون النتيجة جريمة كبرى, ولم يفلح الحاسد عبر التأريخ, إلا بالخزي والعار.
اتخذ بَعضُ ساسة العراق, بعد سقوط الطاغية, ظلماً وعدواناً على من يعمل من الشركاء, تلك الصفة الرذيلة, كونهم لا يحملون مشروعاً, يخدم الصالح العام فهم أنانيون, لا يعرفون من تسنمهم المناصب, غير الحكم والتسلط على رقاب العباد, وهم بالإضافة لذلك فاسدون فاشلون, جامعين لكل أركان الرداءة, لا يشمون رائحتهم النتنة لاعتيادهم عليها, على العكس من الحكماء العاملين, الذين يتصفون بنكران الذات, حيث ينطبق عليهم, قول المتنبي: إذا وقع الذباب على طعام……رفعت يدي ونفسي تشتهيه
ولا تـرد الأسـود مـاء……إذا كن الكلاب ولغن فـيه.
تيار شهيد المحراب، هذا التيار ذي التأريخ الجهادي, المعروف للقاصي والداني, قدم قوافل من الشهداء, سواءً من العائلة الحكيمية, أو ممن انغمس بفكرها, ورؤيتها الشرعية والوطنية, ومشروعها لبناء الدولة العصرية العادلة, فَقدَّمَ ما قَدَّم من مشاريع, منها إقامة إقليم الوسط والجنوب, ذلك المشروع الذي لو تم في حينه, لأصبح الجنوب جنة غناء, لما يحمله من مقومات.
بالنظر لاختلاط الأوراق, وعدم الرغبة من قبل الساسة, في الداخل وللتدخلات الإقليمية, فقد قدَّم مشروع التوافق والشراكة, كحلٍ وسطي لتسيير أمور الحكم, فابتلي العراق بثلة, تمتاز بالأنانية والحقد الراسخ, في أعماق نفوسهم المريضة, ليسرقوا ما سرقوا من ثروة العراق, فظهر فشلهم بإدارة دفة الحكم, إلا أن تيار شهيد المحراب, لم يبخل بتقديم ما يملكه, من مقبولية لدى جميع الشركاء, فقدم ما قدم بالنصح, من أجل تصويب العملية السياسية.
لقد كان تيار شهيد المحراب, سباقاً بتقديم ما يوافق رؤية المرجعية المباركة, لذا فقد استُهدفَ تبعاً لرأيها المبارك, لطرحه محاربة الفساد, في برنامجه الانتخابي, واشتد ذلك الحراب, بعد تسنم ثلاثة من أعضائه, وزارات النفط والنقل والشباب, لما يعرفه الحاسدون الحاقدون, الذين فشلوا لعشر سنين خلت, من قدرة قادة المجلس الأعلى, بإنجاح ما فشلوا به, لوجود برنامج كامل, لا يمتلكه غيرهم من الساسة المنافقين.
إنَّ ما ينشره موقع دولة القانون الإلكتروني؛ له دلالة واضحة على الحقد, حيث جَنَّد المالكي إعلاميين بلا ضمير, وبإشرافٍ من قبل عزت الشهبندر, ذلك الموقع وغيره, الذي اتخذ من الإعلام, وسيلة لرمي الآخرين, بما ليس فيهم, متستراً على فشل الإدارة, لحكومتي المالكي وضياع الترليونات, إضافة لإضاعة ثلث العراق, مما سبب انتهاك شرف العراقيات, وتهديم معالم حضارته.
أخيرا أتمثل بقول المتنبي:” دع الحسود وما يلقاه من كمد – يكفيك منه لهيب النار في كبده
إن لٌمت ذا حسد نفًست كُربتهُ – وإن سكت فقد عذبته بيده
أيا حاسدا لي علي نعمتي – أتدري على من أسات الأدب”
إلى أن يقول:” فأخزاك ربي ان زادني – وسد عليك وجوه الطلب.