الماء شريان الحياة،وقال الله تعالى في كتابه العزيز ( وجعلنا من الماء كل شيء حي)،الزراعة والصناعة تدوم بوجود الماء،الانسان الذي يستثمر خيرات الارض، وفي الصحراء توجد الواحات التي يعيش عليها الانسان والحيوان،والجمل يقوم بحزن كميات كبيرة من الماء في جوفه لمقاومة عطش الصحراء،وهذه حكمة الله في خلقه، ونحن في بلاد الرافدين( دجلة والفرات )،انعم الله علينا نعما كثيرة منها نعمة الماء، وتغنى الشاعر الجواهري في قصيدته المشهورة:-
حيت سفحك عن بعد فحيني
يا دجلة الخير يا أم البساتين
وسميت بلادنا بأرض السواد ، ومدننا بالفيحاء ، والخضراء ، وام الربيعين،دلالة على الزراعة وخصوبة الارض،وأول قرية زراعية في العالم هي قرية ( حسونة) ، التي تبعد عن مدينة الموصل(40) كم، عرف الانسان الزراعة فيها،وكان العراق يزرع أجود أنواع الفاكهة والخضروات،والتمور،ويصدر محاصيله الزراعية، وكانت الدول تستورد من بلادنا الحنطة والشعير، والتمور وغيرها،وقالوا قديما( الزراعة نفط دائم)،لانها ثروة للبلاد والعباد،وقالوا( الماء والخضراء والوجه الحسن)، وربما سنفقد الماء والخضراء،ويبقى الوجة الحسن، واليوم شعارنا الجديد الذي يتناسب مع واقعنا المفقودات الثلاثة ( الماء والخضراء والكهرباء)،اليوم بلادنا تعاني من شحة المياه، لوأننا استخدمنا( حكمة الجمل) في خزن الماء في جوفه، وتم انشاء السدود في أرضنا لكان رصيدنا من الماء قويا،واليوم حالنا يذكرني باغنية عراقية معروفة للمطرب قحطان العطار:-
يكولون غني بفرح.. . ……. وانه الهموم غناي
ابهيمه ازرعوني ومشوا………وعزوا علي الماي
،نعم أصبح الماء عزيرا،وربما يكون برميل الماء مقايضة ببرميل النفط ،والى الله نفوض أمرنا.
هذا هو حالنا، ونسأل الله أن يسقينامن نهر الكوثر