5 نوفمبر، 2024 9:45 ص
Search
Close this search box.

حكايتي مع هيئة الإعلام والاتصالات (5)

حكايتي مع هيئة الإعلام والاتصالات (5)

أعتقد أن رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي تعرض إلى كذب وتظليل عندما اعفاني من عملي لأني كشفت المستور الذي يجري في هيئة الإعلام والإتصالات ودافعت عن حقوق العباد والبلاد. وكم من مرة تعرض فيها السيد المالكي الى الكذب والتظليل من اكثر من جهة وفي اكثر من قضية ومؤسسة أو وزارة وفي أكثر من مناسبة علما إن هذا لا يعفي السيد المالكي من مسؤوليته وانما يعتبر خللا كبيرا في قدرات المسؤول وإمكانياته على الإدارة والسيطرة. كانت تلفونات السيد المالكي الخاصة شائعة عند الكثيرين من الذين يتفاخرون بذلك ويتفاخرون أكثر بأنهم يبعثون له (الآراء والمقترحات والملاحظات بالمسجات) وكان يتبادل معهم المسجات أيضا. بالنسبة لي كانت هذه الطريقة تُثير الخوف والقلق على بلد بحجم العراق يتلقى رئيس وزرائه الإقتراحات والآراء عن طريق (المسجات) وتُثير أيضا الشفقة على رئيس الوزراء هذا وطريقته في أدارة البلاد. لم أكن حريصا أو حتى مهتما أن يكون تلفون السيد المالكي عندي ، لكن بعد إعفائي حصلت على تلفونيين خاصين جدا من تلفونات المالكي لأني كنت أريد أن أبعث له برسالة أُبرء فيها ذمتي وحتى لايقول غدا باني كنت لا ادري أو لا أعرف. بعثت برسالة على التلفونيين المذكورين، ذكرت فيها بعض ملفات هيئة الاعلام والاتصالات والتي كان منها الغرامة المالية على شركة زين العراق والبالغة (265) مليون دولار وفقدان العراق لمداره الفضائي لمصلحة إسرائيل والتأخير والتسويف والممطالة في منح ترددات الجيل الثالث واطلاق خدمة هذا الجيل. وللأمانة فقد بعثت بنفس الرسالة أيضا إلى شخص آخر كانت تربطني به علاقة صداقة متميزة جدا عرفت لاحقا أنه ضغط بشدة من أجل إعفائي لأنه جرى توريطه بشؤون الهيئة من خلال الإيحاء له بتسهيل إعطاء حزمة ترددات معينة لشركة كانت تريد الحصول على هذه الترددات بصورة غير قانونية وأن وجودي في الهيئة أنا والمهندس أحمد العمري يعرقل إعطاء هذه الترددات.

كنت أريد الإطلاع على الأمر الديواني الخاص باعفائي عسى ولعل أن أجد فيه سببا لهذا الإعفاء ولكن دون جدوى. وعندما راجعت دائرتي الجديدة وجدت هذا الأمر الديواني وكتاب انفكاكي فقط قد سبقاني إلى هناك ولكني لم اجد فيه اي ذكر أو إشارة إلى سبب إعفائي من الهيئة. باشرت عملي في دائرتي هذه والحمد لله لكن المشكلة كانت حاجة هذه الدائرة إلى شهادة آخر راتب من هيئة الإعلام والإتصالات وإضبارتي الشخصية التي كانت في الهيئة أيضا حتى أستطيع الحصول على راتبي الشهري بعد تحديد درجتي الوظيفية. لم أطلب من الهيئة باقات ورد أو شكر أو تكريم لجهودي وعملي وإنما كل الذي أُريده هو حقوق وظيفية وإنسانية في شهادة براءة ذمة وشهادة آخر راتب وإضبارتي الشخصية. لأكثر من عام وأنا أُحاول ولكن دون جدوى مع أني كلفت الأقربون والأبعدون لغرض مساعدتي. أتذكر طرشي النجف ورائحتة النفاذة ودهينية النجف الجديدة وهي ليست دهينية أبو علي وإنما دهينية الياسري بالفستق وطعمها الخاص وكيف أنها تفعل فعلها إذا اختلطت بالروائح المنعشة لعطور تنزيلات لندن والوان اربطة العنق الجذابة وربما غيرها من عطايا وهدايا ووعود وإيحاءات حيث تُغشي أبصار الناس من سكان المنطقة الخضراء عن مشاهدة الحقيقة وتصم آذانهم عن سماع عذابات المظلومين وأوجاعهم.

صار أكثر من عام تقريبا وأنا بدون راتب أحاول الحصول على أوراقي من هيئة الإعلام والاتصالات لكن دون نتيجة. في أحد الأيام أبلغتني دائرتي بكاتب رسمي وصلها من هيئة الإعلام والاتصالات تُنذرني فيه وبلغة شديدة اللهجة بضرورة تسليم كل ماعندي من املاك ومقتنيات للدولة وبسرعة. ولم تذكر الهيئة أي مقتنيات أو أملاك سوى (100000) مائة ألف دينار عراقي فقط عما اسمته بالضرر الذي كان قد لحق بالسيارة الحكومية التابعة للهيئة والتي كنت استخدمها. والمضحك المبكي أن الهيئة أرفقت بكتابها هذا قرارا من لجنة تحقيقية بهذا الخصوص لتقدير الأضرار التي لحقت بالسيارة. وقد إتضح أن السيد صفاء ربيع رئيس مجلس الأمناء والمدير العام التنفيذي أو (رئيس الجهاز التنفيذي) كما يحلو له أن يسمي نفسه خلافا لكل الإعراف والقواعد والضوابط الإدارية والقانونية، قد شكل لجنة تحقيقية لفحص هذه السيارة التي كنت أستخدمها فوجدت هذه اللجنة المحايدة والمستقلة والنزيهة جدا على طريقة لجان السيد صفاء ربيع التحقيقية أن (خدشا) قد حصل في (الدعامية) الأمامية أو الخلفية أو ربما في مكان آخر من السيارة مما إستدعى تغريمي المائة ألف دينار حفاظا على المال العام.

حمدت الله كثيرا وشكرته، اذ أن القضية التي أخذت أكثر من عام سوف تنفرج بمائة ألف دينار عراقي فقط فما أسهل هذا الحل وما أحلاه. اعطيت لاحد أخوتي واصدقائي والذي كان يعمل بمعيتي في الهيئة (500000) خمسمائة ألف دينار وقلت له إعطهم ما يريدون وأنتظر حتى إنجاز شهادة براءة الذمة وشهادة آخر راتب ولا ترجع إلا وهما معك. ولكن بعد نهاية الدوام الرسمي عاد صاحبي وقد اعياه التعب وكان يشتم من في هيئة الإعلام والاتصالات ويصفهم باقسى النعوت والاوصاف. سألته ما الخبر، قال… أمضيت كل هذا الوقت في الباب الخارجي رفضوا أن يسمحوا لي بالدخول فضلا عن أن يستلموا مني المبلغ أو أن يتحدثوا معي بالموضوع.

الأخوين الحاكمين في هيئة الإعلام والاتصالات يخافان جدا من التعامل التحريري، لا يريدون التعامل بشؤون الهيئة وأمورها بالورقة والقلم ، يريدون الحديث بصورة شفهية فقط وربما يجري إدارة الهيئة وفي شؤون دقيقة بالاوامر الشفهية على طريقة ( كص راس وضيع خبر) وايضا على طريقة ( لامن شاف ولا من دره). هدأت من روع صاحبي وقلت له سأجعلهم يأخذون المبلغ، قال كيف ، قلت لا عليك سيصلك الخبر. في اليوم التالي ذهبت إلى أحد فروع مصرف الرافدين حررت شيكا مصدقا بمبلغ مائة ألف دينار عراقي ومعنونا إلى هيئة الإعلام والاتصالات.. عدت إلى دائرتي وقدمت طلبا رسميا بارسال هذا الشيك إلى هيئة الإعلام والاتصالات اشارة الى كتابهم الذي ارسلوه مطالبين بتسديد هذا المبلغ. أرسلت الدائرة الشيك بكتاب رسمي، غير أن الهيئة ردت الشيك من جديد مستفسرين عن عنوان هذا المبلغ وأسباب إرساله. ردت الدائرة من جديد على أنه المائة ألف دينار التي بذمة (علي الأوسي) وحسب كتابكم المرقم كذا بتاريخ كذا. حتى الآن لا ادري هل إنتهت هذه القصة أم لا ؟ لكن الذي أعرفه أن قصص (الأخوين) التي يجري حياكتها وحسب قول المقربين منهم في اجتماعات ليلية في البيوت المتجاورة في المنطقة الخضراء وتنفذ في اليوم التالي في هيئة الاعلام والاتصالات لم تنتهي.

بعد أيام قلائل أبلغتني دائرتي بكتاب آخر جديد وصل من هيئة الاعلام والاتصالات يطلب مني تسليم بندقيتين من نوع كلاشنكوف وباسرع وقت وفي خلاف ذلك سأتعرض للملاحقة القانونية. والغريب جدا في هذا الكتاب أنه يضع أرقام للبندقيتين المزعومتين اي البندقة بالرقم كذا والأخرى بالرقم كذا. يا الله يا الله يا الله رحماك ياربي يا الله ما الذي يحصل ما الذي يجري في هذا البلد هل من المعقول أن يصل الكذب إلى هذا الحد؟ وهل من المعقول أيضا أن يصل التزوير والتلفيق والفبركة والإحتيال إلى هذا المستوى؟ وهل من الممكن أن نتصور هيئة مثل هيئة الإعلام والإتصالات يُراد لها أن تنظم الإعلام والاتصالات وتحافظ على أمن إتصالات الناس وأمن إتصالات الحكومة وأمن إتصالات كل العراق أن تنحدر إلى هذا المستوى المشين من الإنهيار الأخلاقي والسلوكي وأن تتهمني بسرقة بندقيتين وتزور أرقام بنادق أو تنتحل أرقام بنادق أخرى؟

ماعاد مجديا الإتصال مع فلان أو فلان أو فلان من وزير سابق وبرلمانيين سابقين ولاحقين وحزبيين نافذين لاني اكتشفت التماهي والتعاون معهم لأسباب باتت معروفة وبسيطة على الفهم والتحليل. كانت لي علاقة صداقة قديمة مع الحاج أبو ياسر (خضير الخزاعي) وكان مسؤولي الحزبي في فترة سابقة ومع أخوة دعاة آخرين قد يقرؤون هذه السطور وكان ذلك قبل إنشقاق الدعوة إلى جناحيين . لم أُفكر طويلا لذلك بعثت برسالة نصية الى الحاج ابو ياسر قصيرة جدا قلت فيها ( انا في مأزق ارجوكم خلصوني). جائني إتصال هاتفي بعد قليل من سكرتيرة الحاج أبو ياسر أعطتني موعدا لزيارة الحجي في اليوم الثاني. ذهبت لزيارة الدكتور خضير الخزاعي وشرحت له (لعبة الاخوين صفاء ربيع وعلي الخويلدي) وقلت له إن هؤلاء الناس على درجة كبيرة من الخطورة وان اصرارهم بهذه الطريقة على مطالبتي ببندقيتين وهميتين ولا وجود لهما عندي قصة خطيرة يريدون بها اتهامي ربما بتسريب هاتين البندقيتين الوهميتين المزعومتين للارهابين ومن ثم استصدار امر باعتقالي حسب المادة 4 إرهاب. قال الحاج أبو ياسر (معقولة؟ اشحدهم بركبتي). قلت له لقد فعلوها من قبل، قال كيف؟ قلت لقد اقام السيد علي الخويلدي شكوى في مركز شرطة المسبح وفق المادة 4 إرهاب في عهد إدارة السيد برهان الشاوي ضد الفقراء المساكين من حماية وحراسات الهيئة بعد أن كان السيد علي الخويلدي وحمايته قد اعتدوا عليهم بالضرب عند مدخل الهيئة. غير أن تزكيتي لهؤلاء المساكين ونفي الإرهاب عنهم وهم شيعة من الأكراد الفيلة للأخ العزيز أبو ذر (عقيل الطريحي) يوم كان مفتشا عاما لوزارة الداخلية ساعد في إنهاء الشكوى وإغلاق الموضوع. كما أن السيد صفاء ربيع سبق وأن هدد موظفا بالهيئة بالمادة 4 إرهاب فيما يستقوون على موظفي الهيئة بالأجهزة الأمنية بسبب العلاقات الأخطبوطية التي نسجوها في زمن قياسي.

فهم السيد خضير الخزاعي اسباب قلقي ونادى على سكرتيرته وطلب منها الإتصال بالسيد صفاء ربيع. كنت في مكتبه استمع لحديثم التلفوني. بعد التحية والسلام قال السيد الخزاعي للسيد صفاء ربيع ( يمي ابو محمد و(وكان يقصدني) وهو اخوي وصديقي واله حق عليه ، خلصوا شغلته ودزوا اوراقه وسووا براءة ذمته ماتسوه هالشكل). ومن خلال ما اسمعه وما افهمه من الجواب فان السيد صفاء ربيع وكما هي عادته في تسويق اسباب أخرى بعيدة عن الحقيقة والواقع كان يفسر الموقف ويبرره وكأن في ذمتي أموال وديون للهيئة. عنده قال له السيد الخزاعي ( خلصوا شغلته وسووله براءة ذمته وكل اوراقه ودزوا اضبارته لدائرته وشكد ميصيرعليه من حساب او فلوس أني ادفعه، أني كفيل، دزولي قائمة أني ادفعه). عند هذا انتهت المكالمة الهاتفية بين نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور خضير الخزاعي والسيد صفاء ربيع وبعد وقت قصير من الحديث ودعت السيد الخزاعي شاكرا له موقفه وحسن الإستقبال. بعد فترة غير قصيرة وصلت إضبارتي الشخصية إلى دائرتي ، ومع ذلك فقد حاولوا استعادتها من جديد لاسباب غير معروفة وقد بعثوا بكتاب رسمي لهذا الغرض غير أن دائرتي رفضت إعادة الإضبارة لان المطالبة باستعادة الإضبارة إجراء غير قانوني ولا يحق للسيد صفاء ربيع ذلك.

تعبت من إمكانية الحصول على شهادة آخر راتب وشهادة برائة الذمة ، لذلك عدت مرة ثانية الى السيد خضير الخزاعي وكان ذلك قبل شهر من إنتهاء خدمته. كان عنده في مكتبه السيد خالد الأسدي ، سألني ها بشر خلصت شغلتك كوتله لا ، كال شلون، كوتله حجي هذولي يكذبون كال عجيب كوتله نعم وحتى الآن احاول تصفية موقفي مع الهيئة دون جدوى ، فقال السيد الخزاعي والله عجيب فقلت له ( حجي حتى ما عبروك ولا قدروك). وحتى هذه اللحظة أسألكم الدعاء لا براءة ذمة ولا شهادة آخر راتب ولا أعرف شغلة البندقيتين الوهمية الي ما اله لا اصل ولا فصل شلون راح تخلص.

للحديث صلة

أحدث المقالات

أحدث المقالات