23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

حكايتي مع الشيخ شعيوط والفاتنة ( صبيحه بازوكة)

حكايتي مع الشيخ شعيوط والفاتنة ( صبيحه بازوكة)

ذات يوم من أيــام شهر حزيران عــام 2007 أتصــل صديقـــي المهندس الرائـــع (باسم ) طالبـا القدوم الـــى  مكتبـــه في إحدى مناطق بغداد لأمور تتعلق بعمل تجـاري وفني بيني وبينه .. أعطاني عنوانا بذات المنطقــــة واخبرني بالذهاب اليـه مـــن أجل وضع اللمسات الأخيرة على المشروع مع توقيع العقود مع جهة غير رسمـية أتحفظ عن ذكر إسمها أو موقعهــــا تجنبا لأحراج صديقي المهندس ( علي ) لكنــي علـى ثقــة كبيـرة بفطنــة وذكاء السادة القراء الأكارم من أنهم يعرفونها جيدا ، وربما سيعرفونها من خلال سياق الكلام في هذه العجالة إن ما شاهدته في ذلك المكان ممارسات يخجل منهـــــا الدعــي والوضيع والنذل – أجلكم الله – لكنها ببساطة جد شديـدة تعكس الحال الحقيقي ( لشيوخ الشلم بلم ) المتسترين باللحى والعمائم ( والطمغات ) التي تطبع علـى( الكصص ) بكعوب أقداح الشاي وغيرها ليضحكون بذلك – حسب تصورهم – علــى ذقون العباد بممارسات ظاهرها ( ديني) وباطنها شيطاني خبيث ، وهذه الممارسات (الأعلاميـة ) باتت مكشوفة لكل ذي لب سليـــــم، الهدف منها ذر الرماد فــــــي العيون وأقناع الرأي العــام أنهـم وحـدهم الذيـن (هبط) عليهم ( الوحي ) دون سواهم من الملل والنحل ، وما أكثرها في زمن أغبر جاء بهم ، مبشرا أياهم بأنهم الوحيدون الذيـن يحسنـــون فن السياسة .. وحقيقـة الأمر ما هم إلا شرذمـة ضالـة فاسدة لاهيـة بدنيـا دنيـة ، ومجاميع شوهاء ذات أصـــول منحطة وذات علاقات حمراء بصاحبات الرايات الحمرولا علم لها إلا بهرطقات فارسية ممجـوجـــة وكريهــــة عادت بالبلد الـــى الوراء والبستـــه رداء التخلف وأساطيـر العجائـز وحكايــات ( السعلوة ) وعبــود الحرامي وشنيور ابوالزعرور فضلا عن حكايات أسلاك الكهرباء التــي تمتص دم الأنسان حين يلامسهـا ! .. وكل هذه ( السوالف ) يعلوها صدأ السراديب والجحور المليئة بالأفاعي …. ولا علم لهم بمـا يجري بين خافقهم هل هــو دم أم ( عرك زحلاوي) .. ولو أجريت إختبارا لهم فلن تجــد فيهم مؤمنا بالمعنى الذي نعرفـه ، فالإيمان عندهم ما يجمعونه من أموال وعقارات ونساء تافهات تفوح من (…..) رائحة مقززة رغم إنهن ( مبحلسات) من فوق .. على أي حال لم اجد بدا من الأنصياع لأوامر رئيسي في العمل ، فتوجهت فعلا الى المكــان المنشود بعد ان مرت سيارتـي على ست أو سبع سيطرات تحيط بهـــا كتل كونكريتية عملاقــة ، وحيــن وصلت الى السيطــرة الأخيرة وجدت أن أسمي مدونا في الأستعلامات ، أجروا لي تفتيشا أخيــرا وقالوا تفضل أجــلس ، فالمــهندس علي سيأتي خلال ربع ساعــــة ،كان يجلس في غرفة الأستعلامات رجـــل معمم ( عمامة بيضاء ) لــو تمعنـتبوجهـه لرأيت شيطانا رجيما يلبس عمامة ويضع علامة سوداء تشبه جدارا أكلتــــه نفس الدويبة التي التهـــمت صحيفة قريش الظالمـة ! .. رحب الرجل بي ترحيبا جميـلا وطلب لي شايا ، حينهـا أستأذن قائلا : خذ راحتك فانا ذاهب للصلاة ! ، بعد حوالى خمس دقائق دخل رجل يرتدي بزة عسكرية فتوجه الـى مكتب الشيخ ، فـــتح درج المكتب وأخـذ منه شيئا مـا ، ما هي الا فترة قليلة حتى عاد شيخنا مهرولا الى مكتبه الأنيق ، وكــم كانـت دهشته كبيرة حين رآى درج مكتبه وقد عبث به أحدهم فقال موجها كلامه لي : من فتح درج المكتب ؟ قلت لـه : أحد الأخوان العسكريين هو من فعل ذلك ، فجـاة أختفت تلك ( الطمغة ) لتحل لعنــة سوداء بـدلا منهـــــا فبدأ بالصراخ والتلفظ بألفاظ سوقية أخجل ان أذكرها لحضراتكم ، ثم مال نحوي قائلا : لماذا سمحت له بفتــح درج مكتبي ؟ قلت له : شيخنا وما دخلي بما يحصل هنا ؟ أليس مـن دخل هو أحد المخولين ، أجاب أنا لــم اخول أي كلب أبن كلب بالدخول سوى سيد ( … ) وهو رجـل معمم وانت تقول انه عسكري ، نعم شيخنا رجـل عسكري رجاء أهدأ ، لابد ان يعود فما أظنه هبط علينا من كوكب آخر ، أكيد أنه مـن المنتسبين ، فجأة دخل الشخـــص المقصود بهذه الضجة حاملا لظرف مغلق ناوله لشيخه فقال : لماذا هذه الهوسة انا من فتح الدرج بأمـر منــــك أم تراك نسيت ؟ اما امرتني بأخذ 20 ورقة الـى عمتي الكبيرة (!) . هـدأت ثورة الشيخ اللعوب فاستخرج لفافـة التبغ ليرتشف منها أنفاسا تهدئ من روعـه ، وتعيد لنفسه ( الخضرة ) طربا بعد ثورة فارغة المضمون عديمـة اللون ! .. بدأ الضجر والملل يعبثان بجسدي النحيل من هذا المكان الشؤم وتمنيت اني لـم احضر لكنها الصدفـة الغراء التي جلبتني لأكتشف سرا طريفا عن شيخ لعوب طروب يبحث عن مغنية الحي التي لم تغادر الحانة بعد تناولت هاتفي الجوال لأهاتف صديقي ( باسم ) عن هذا المكان ( الموحش ) الذي أرسلني اليه في وقت تمـلص هو عـــن الحضور . وبينما انا منشغل بالهاتف دخل رجل وسيم قائلا : انت مـن أرسله باســـم ؟ قلت الحمـد لله جاء الفرج وانحلت العقدة العرجاء و( انفكت الجبسة ) التي حالت بيني وبيـن وضع خمسة توائم ذكــور ! نعــم سيدي انا رسول مهندس باسم لغرض الأتفاق معكم حول تفاصيل العمل ..تفضل معي ، أصطحبني الرجل الـى قاعة كبيرة ( جملون ) وقال: هناك سبعة منها ينفذ العمل بها بذات المواصفات نريد كذا وكذا ، قلت هـل تسمح لي بالتجوال ؟ بكل سرور تفضل خذ راحتك .. بدأت أتجول بالمكان متفحصا كل شئ .. وحيـن اتممت بحثـــت عن حاوية للنفايات لأرمي عقب سيكارتي .. هالني مارأت عيني ، الحاوية مملوؤة بزجاجات الخمر من كـــــل الأنواع الغبية منها والذكية ، إلتقطت لها صورا كثيرة بواسطة كاميرا الهاتف ، تملكني خوف لم أعرفه من قبل لكني تحليت بشجاعة رغم انفي وانا أرقب الطريق مخافة ان يراني أحد من القردة فأذهب في ستين داهيـــــــــة كما يقول أشقاؤنا المصريون لم اتذكر سوى صديقي باسم وعبارته الجميلة ( اسكت حين يكون السكوت ذهبا ) حينها سكت رغما عني وكتمت ثورتي داخـل صدري الذي أوشك على الأنفجار والتشظي لعشرات الأمتـــار ! هل هذا معقول ؟ زجاجات خمر تملأ مكانا يسمونــه ( ….. ) هل بلـغ النفاق حدا يعبر آفاق الحقيقة ليخفــــــــي نجاسة حذر منها رب السموات ؟ ولماذا لم يتخلصوا منها مخافـة أن يطلع عليها من يفضح سرهـم ، هـل صـار الغباء موهبـة كما يقول زميلي الفنان خليل ابراهيم ؟ ! أم أنهم أبقـوها بقصد مــع سبق إصرار تحديـا مـن عنــد أنفسهم ولسان حالهم يردد بصلف : مباح لنا شرب الخمور رغما عنكم ايها النائمون جنب الحائط الذي سينقض ولن تجدوا موسى وصاحبه ليصلحاه دون أجر ، ( قولي لطفلك : جئت فـــي عصر الخمور فلا تشرب ســــوى الخمر واشحب مثلما شحبوا ) ، أين ذهبت مواعظكم ( مولانا ) يامن صدعت رؤوسنا بكلام سخيف تافـــــه لن نفهم منه جملة واحدة ، لكن العتب ينصب على أولئك ( الشياب ) والكبار وهم يستمعون ( لزعطوط ) مثلــــك ما زال حليب ( الممة ) لم يغادر فمه ويجهل شوارع بغداد كونه ولد خارجهـا .هناك حيث يخرج قرن الشيطان على كل ، جماعتنا يعتقدون ( عصمة ) المعممين ولن يحيدوا عنـه حتى لو رأوا معمما يفحش امامهم ويسجـــد للشمس من دون الله .. بقينا في الموقع عشرين يوما نعمل رأيت خلالها كل ما هـو عجيب ، لايهم ، فليس هــذا موضوعي انما ما يتعلق بالشيخ , بعد إنجاز العمل جاءني يحمـل أخبارا تسرني كما يقول : أخي انني مرتــاح لعملك وأمانتك . شكرا شيخنا ، سأعرض عليك عملا خاصا بي أرجو أن يكـون سرا بيني وبينك ، تفضل شيخ فأسرار عملائي لن تغادر رأسي تفضل هات ماعندك ؟ قال هل تعرف البتاويين ؟ قلت نعم عشت فيهـا سنينـــا وأعرف تقريبا معظم أهلها القدماء .. قال تذهب الى هذا العنوان وتسأل عـن السيدة صبيحة ثم أنظـر ما تريـــد والحساب معي خذ هذا المبلغ كدفعة أولى وبعدين نتحاسب .. أعتذر شيخــنا عن ذلك لـن آخذ شيئا حتى أعرف عملي .. شكرا بارك الله فيك هيا توكل ، لـم أصدق اني خرجت مـن تلك الحفرة التي كادت أن تشوي أجــدادي .. في اليوم التالي ذهبت الى العنوان المطلوب لكني لـم أعرف المكان بالضـبط . سألت قصابا فــي نفس المكان قلت له رجاء ( السيدة صبيحة ) أين تسكن نظر؟ القصاب بوجهي وتفحصني مـن رأسي حتى أخمـص قـدمـي وبدت على وجهه تكشيرة مقززة ثم هز يده أستخفافا ، ثارت ثائرتي على الرجل ورحت أصرخ بوجهـــــــــه :
أخي مالذي حصل هل رأيتني عريانا أم ان هناك عيبا بشكلي جعلك تستهزئ بي انمـا سالت سـؤال عــــن سـيدة فاضلة جئت أعمل لها عملا مشروعا ، أنفجر القصاب ضاحكا وقـال : صبيحة قبقاب صبيحة بازوكـة صارت سيدة فاضلة ، سبحان الله ، روح يابه روح انت على نياتك هذاك بيـت السيدة الفاضلة مالتك روح تلكـه عدهـــا اشكـال الوان بس عيب عليـــك وانت رجــال كبير بالســـن ( تـدور سوالف طايـح حظها ) روح يابـه روح !! بيني وبينكم فرحــت لسماع هذا الخبر ورقصت لــه طربا كونـه موضوعــا دسمــا يستحق ما سمعته مــن الأخ القصاب ، سامحه الله ، توجهت الى منزل السيدة ( بازوكـة ) كما يسمونها ولم أرتد درعا واقيـا مـن الرصاص.. طرقت الباب ، فكان اول الغيث فتاة لايتعدى عمرها 17 ربيعا ، خرجت منفوشة الشعـر مخموشة الخديـــــن ( مزرقـة الشفتين ) تكاد زفرات صدرها تلفح وجهي ، كلمتني بكلام أثار شبقي وجعلني أترنح في عالـم إبليس ودماء الشهوة أوشكت ان تنط من ظهري الذي لم يقرب انثى منذ أعوام ! ، وفوق هذا فهي تمضغ لبانا يحدث ( تكتكة ) جميلة حين يدور بفم تملؤه أسنان كأنها اللؤلؤ : ( هـا عمو أنت هم بيك حيل ) ؟ ! .. جاءت كلماتهــا كالصاعقة علــى رأسي ( ياحيف آني إجبرت راح الهوى من ايدي ، كامن يصيحني يعمي ريام المواريدي ! ) .. فجاة أفقت من سكرة الموت : أستغفر الله ربي واتوب اليه ، هربت من امام أبليسة فاقت دهـــاء أبيها وعناده ولم ألتفت خلفي لكن أذناي تسمع صوت أبليس يقول : ( تعال عمو اخذ بلاش ماريـد فلوس ) ! وســط ضحكات من كان موجودا بمسرح ( المقابلة ) الرهيبة مع تلك الملعونة . طيب هذه صبية صغيرة ، يا ترى لـــو قابلتني السيدة ( بازوكة ) ما الذي سيحصل معي أظنني سأنهار وسط خبرتها التي تمتد لثلاثين عاما حسبمــــــا عرفت من الأخ ( شاكر ) الذي يعد زبونـا دائما ! حينهـا أتصلت بالشيخ إيـاه معـتذرا عـن العمـل مع السيـدة البازوكـة وتذرعت بحجة السفر . ختاما أعتذر للسادة القراء عن عدم صحة أسماء الأشخاص والأمكنـة الواردة آنفـا لأني أخفيتها متعمـدا لغاية في نفس يعقـوب ، لكــن الأحداث كلها حقيقية وأقسم على ذلك فمن صدقني فحي هـلا ، ومن لم يصدق فهو حـر ، ومبروك عليه صبيحه وجماعتها ، لكن الأيام كفيلـة بفضح هـؤلاء ، ( وآني وراهـم وراهم والزمن طويــل ) ..