17 نوفمبر، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

حكاية مكررة (3)

الوحدة .. لوحة يرسمها الحزن بخطوط حادة تدمي قلوب المحبين .
بقيت رقية ع هذا الحال مع جعفر مايقارب 3 اشهر واخيرا قررت ان تستجمع شجاعتها لتفسخ هذا الرباط الركيك بينهما الذي لم يكن يتعدى غير خاتم بأحد الاصابع وقررت أن تصارح امها بما يجري وماقررت ..
رقية : أمي هل لي بدقائق ع انفراد معك ؟
الام : حسنا .. سآتي معك فقط أمهليني بضعة لحظات
جاءت الام وقلبها ينبئها بحدوث شيء مزعج ..جلست وهي تنتظر من ابنتها ان تتحدث ..
رقية :أمي أريد أن أطلب شيئآ ولكن أرجو منك ان تتفهمي موقفي والاسباب .. اود فسخ خطبتي من جعفر ؟
الام بدهشة : ماذا ؟ لماذا ؟ ماذا سأقول لابيك وأخوتك ؟ كيف سأواجه عمتك ؟ اكيد لا .. لايمكنك ذلك
رقية ببكاء : ولكن ياامي جعفر لايحبني .. انه لايتحدث معي مطلقا ولاينظر الي ابدا .. عندما يأتي يبقى محدقا الى التلفاز .. لاينطق بحرف غير السلام
الام :سأتكلم مع عمتك ولكن من دون ذكر فسخ الخطبة
رقية : حسنا .. كما تودين ياامي .
بعد مرور عدة ايام .. جاءت عمتها لتزورهم وتستأذنهم في ان يخرج جعفر مع رقية للتنزه معآ ..
وافق الاب والام وفرحت رقية رغم الغصة التي بداخلها وكانت تتمنى ان تتكلم امها مع عمتها لتفهم مايجري الا ان الام اثارت الصمت ولم تقل شيء ..
وفي عصر نفس اليوم جاء جعفر مبكرا لأخذ رقية في نزهة وموعد عشاء .. جلسوا معا في احدى الحدائق ع مقربة من النهر وضل جعفر يحدق في الماء وجريانه وكانت عيناه تلمعان بكلام لاينطق به لسانه وحدقت به رقية وكأنها تفهم هذا الصراع وهنا لاول مرة أستجمعت شجاعتها وقالت :
-جعفر ؟ مابك ؟ ان كنت لاتود ان تتحدث لك الحق في ذلك ولكني الى الان لم افهم مايجري معك لسنا كباقي الخاطبين لااعلم عنك شيء .. لاافهم منك غير ماسمعت من عمتي والاقارب .. انا لازلت انتظر منك الحديث لافهم مايجري .. ان لم تكن تريدني قلها بشجاعة من غير ان تهرب بعيناك عن النظر الي او تربط لسانك عن الحديث معي .. اتمنى أن افهم سبب صمتك فقط ..
استمع جعفر لكل حرف نطقت به .. ومن حديثها استمد شجاعة الكلام وقال :
-ليس ذنبك أو ذنبي يارقية .. لا اريد أن اظلمك معي ولكن لااعرف أن كان هذا الزواج سيتم او لا لان في داخلي مخلوقة أخرى اتنفس لاجلها .. وقلبي ينبض لها فقط .. ولكن أهلي لم يوافقوا عليها رغم محاولاتي المستمرة لأقناعهم واخيرا طلبوا يدك وارغموني ع الموافقة والان انا حائر لانك انسانة رقيقة ولطيفة وتستحقين قلبا يحبك ورجلا يحتضنك ولكني لست ملك نفسي بل لها ولأجلها أحاول الاستمرار في العيش لاني وعدتها بذلك وهذا مايجعلني صامتا لازال لدي الأمل في الوصول لها .. أحبها ولاأريد سواها .
مع كل كلمة خرجت منه كانت دموع رقية تنهمر ووجعا يمزق صدرها بنصل أشد حدة من حروف جعفر .. ورغم ذلك رقت لحاله لانها تعلم أن شدة احتياجها للحب تماثل شدة احتياج جعفر لحبيبته ..
ولكن ماذا ستفعل بعد كل ذلك ؟؟

أحدث المقالات