12 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

حكاية لفة الصمون بين الجد والمزاح

Facebook
Twitter
LinkedIn

(من دفاتر مذكراتي)
ابان الحرب العراقيه الايرانيه في اواخر الثمانينات كنت جنديا في جبهات القتال في منطقة الفاو ..
في احدى الليالي اشتد بنا الجوع في غمرة القصف المعادي ونحن داخل الملاجىء ..
لا أحد يجرىء الخروج من ملجئه .. لم نكن نملك من الطعام أي شيء سوى صمون عسكري داخل كيس نايلون ، مضى عليه ثلاثة ايام مع الشاي ..
قلت لرفاقي في القتال : ياجماعه خطرت ببالي فكره ..
قال الجميع : ما هي ؟
أمسكت بصمونه ومررت سكين حاده من وسطها ، ثم وضعت صمونه أخرى داخلها وجعلتها صمونه داخل صمونه 
وقلت لهم : لنأكل لفة صمون ونوحي انفسنا بأنها لفة شاورمه ونحتسي معها الشاي .. وكلكم مدعووين على حسابي هذه الليله  في مطعم الملجأ ابو خمسة نجوم ..
وهكذا تعشينا عشاءا فاخرا مكون من لفة صمون في مطعم خمسة نجوم على هدير المفرقات والقنابل والصواريخ 
برغم قساوة الايام وحلكة السنين لازلت احن الى اصدقائي وأحبتي رشو حميد من سنجار ، لؤي داود من بغداد، عباس علي من 
البصره ، قادر بايز كاكه من السليمانيه ، كاظم عبد الحسين من السماوه ، ياسين خلف من الرمادي ، وأنا من عنكاوا ..كنا أسرة واحده واخوه يربطنا مصير واحد ، لافرق في الدين والقوميه والمذهب ابدا ..
ليت الاخوه العراقيه تحافظ على رونقها وبريقها برغم انف الطائفين ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب