23 ديسمبر، 2024 9:54 م

حكاية جحا وحكاية عمار الحكيم.! حكاية جحا وحكاية عمار الحكيم.!

حكاية جحا وحكاية عمار الحكيم.! حكاية جحا وحكاية عمار الحكيم.!

كنا نؤمن أن جحا شخصيه خيالية، أو أسطورة، كقصة الف ليلة وليلة، لكن الواقع أثبت خلاف ذلك، كوننا بين الحين والأخر، وفي مسيرة حياتنا نمر بما كان يمر به هذا الرجل، الذي عده البعض من الخيال؛ حيث واجهه كثير من العقبات، والمشاكل، خلال مسيرته التي قضاها بين منتقد، ومستهزئ، وناصح..
ذات يوم غضب، وأنتفض أبن جحا، نتيجة نقد وإستهزاء الأخرين على والده جحا، وكان والده يتعامل مع الاحداث بذكاءً ساخر، فأراد جحا أن يقنع ولده، ويحل ما تشابك في ذهنه، ويبين له إن الناس أصناف، ولا يمكن إرضائها جميعاً بأي حال من الأحوال، كون الأطماع غلبت على معظم مبادئهم..
حيث ذهب جحا وأبنه، وإقتادا حمار، حتى صادفهم بعض المارة، حيث قال لماذا لا يركب أحدكم على الحمار؛ فركب جحا على الحمار، لم يلبث كثيراً حتى صادفه مجموعة، حيث قالوا لماذا أنت راكب الحمار، وأبنك ضعيف البنية يسير خلفك، الم يكن في قلبك رحمة؛ ترجل وأركب أبنه على ظهر الحمار..
لم يسير طويلاً، وإذا بإناس يقولون لماذا يركب الفتى على الحمار، وتارك هذا الشيخ الكبير يسير خلفه، فترجل، وحملوا الحمار جحا وأبنه؛ حتى صادفهم بعض المارة، وقالوا لماذا حاملين الحمار، أنتم مجانين، فقرر جحا وأبنه، أن يركبون الحمار سويةً، وأيضا قالوا الأخرين لماذا راكبين هذا الحيوان، الم يكن عندكم ضمير..
تلك الأحداث تنطبق تماماً مع احداث أحد الشخصيات الدينية، والسياسية، وهو عمار الحكيم، عندما كان يعمل زواج جماعي لأبناء الشهداء، والمحتاجين، قالوا من أين لك هذا، وعندما أنتقد أداء الحكومة السابقة، قالوا ليس مستفاد منها، وعندما جمع الفرقاء السياسيين من أجل الإصلاح، ودفع العملية السياسية؛ قالوا يبحث عن مصالح شخصية، وحزبية..
عندما أطلق عدة مبادرات، وأهمها أنبارنا الصامدة، قالوا يريد يعطي أموال العراق إلى داعش، وعندما طبق إرادة المرجعية في مسالة تغيير الكابينة الحكومية، قالوا قفز على إرادة الشعب؛ وعندما أستنكر الإساءة إلى النبي الكريم، وعمل مؤتمر جمع فيه جميع الطوائف، وفي مقدمتهم الرئاسات الثلاثة؛ قالوا القاعة فخمة جداً، وتبذير للأموال..
وأخراها عندما عقد مؤتمر إلى مدراء القنوات الفضائية، ووكالات الانباء المحلية، ورؤساء تحرير صحف، وشخصيات إعلامية؛ من أجل توحيد الخطاب الإعلامي، والنهوض بالرسالة الإعلامية الصادقة، قالوا يريد أن يأخذ صور سيلفي مع الإعلاميات، وعندما ذهب إلى صلاح الدين، ولقائه بالمقاتلين على مشارف تكريت؛ قالوا صورني، وانا عسكري” مالكم كيف تحكمون”…