16 أبريل، 2024 1:10 ص
Search
Close this search box.

حكاية القطارات الثلاث

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان ياما كان، في سالف العصر و الزمان.. كان هناك قطارات ثلاث، سبق آخرها أولها ثم عاود أولها ليسبق آخرها على السكة الممتدة حول العالم المترامي الأطراف.
القطار الأول كان غريباً، أهل مدينته لم يروا مثله مسبقاً و لم يعلموا ماهيته أصلا.. فحاولوا التعرف عليه عن قرب فوجدوا انه مخصص لإيصال الأفكار وقيل بأنه ينوي أن يحمل شعباً دون آخر و الناس أعداء ما جهلوا.. فتم حجز القطار و منع من المسير لمدة من الزمن.

ثم عاود المسير و أصلح وفقاً لأهواء البعض فقيل انه انحرف عن مساره.

ثم أرسل قطار ثان، هذا القطار الجديد لم يكن مخصصاً لشعب بعينه، حمل الكثير من الأمم واعتمد على مسيرة القطار الذي سبقه وحذا حذوه و لكن أنصار القطار السابق أوقفوه عن المسير و قالوا : قطاركم لا يشابه قطارنا.. قطاركم منحرف و يجب إيقافه !

ثم قيل بان القطارين انحرفا عن طريقهما و لا يؤديان الغرض الذي ارسلا من اجله، فجاء قطار ثالث ليصحح المسار وليكمل المسيرة.

القطار الأخير تعطل أكثر من مرة من دون أن يتوقف و من دون أن يتم إصلاحه، صدئت عرباته و تتفكك بعضها وانحرفت إلى طرق ملتوية.. وطرق أخرى وعرة و لا تزال العربات تسير في

سكك شتى وكل واحدة منها ترى إن سكتها هي الصحيحة و لا من دليل.

توقف إرسال القطارات منذ قرون، ولازال الجدل مستمراً حول القطارات الثلاث وعلاقة أي منها بالمحطة النهائية.

*******************

وكل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر له بذاك

إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ تبين من بكى ممن تباكى

فأما من بكى.. فيذوب وجداً وينطق بالهوى من قد تباكى

ولو أني استطعت كففت طرفي فلم أبصر به .. حتى أراك.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب