20 مايو، 2024 12:03 ص
Search
Close this search box.

حكاية أغرب من الخيال- 12

Facebook
Twitter
LinkedIn

.. حين إتصلت السيدة أم غفران لتخبرني بحالة أبنتها انا من أصابه الجنون ! سبحان الله كنت معها قبل قليل ، لماذا يحصل كل هذا ؟ ولماذا تدهورت صحتها بهذا الشكل المفاجئ؟ هل تدعي غفران كل هذا لأكون قريبا منها ؟ أيعقل أن الأمر وصل بها لهذا الحد ؟ صحبة كل هذه الاسئلة التي كاد رأسي منها أن يتحطم أحسست برغبة في الإنتقام من نفسي .. اللهم اني استغفرك وأتوب اليك ! .. سمع أحد الجيران صراخي الهستيري فاقترب مني قائلا : هدئ من روعك أخي ممكن اساعد ؟ بكل تأكيد ، أرجوك أوصلني لبيت السيدة ام غفران في حي الزيتون قبالة جامع الرحمن ، هل تعرفه ؟ .. نعم أخي أعرف العنوان .. هرع الشاب الى بيته وأخرج سيارته من مرآب داره وفتح الباب راجيا مني الركوب ، ولكن مهلا إستاذ هل تعرف البيت جيدا فالبيوت هناك تتشابه وهي من طراز واحد ، نعم أعرفه حين أراه .. إنطلق الرجل مسرعا الى الهدف حتى مررنا بشارع مزدحم فحول مساره الى آخر أقل إزدحاما واستمر بالقيادة بشكل جنوني .. في هذه الأثناء لحقتنا دورية الشرطة طالبة منا التوقف ! لابد من الامتثال لأمر رجال الشرطة .. ياربي ماهذه المعوقات والمعرقلات ؟ .. ترجل الشرطي وهو يمشي الهوينا بشكل سبب لي الجنون فبادرته القول : رجاء حالة طارئة وانا أخوك من العراق ولا اعرف القوانين بالضبط وانا من ألح على السائق بذلك ، .. لا أحد فوق القانون قال الشرطي .. وبعد اخذ ورد وجدال بيزنطي سمح لنا بالمرور بعد أن ( سلب مني 10 دقائق ثمينة من عمري ) .. الحمد لله على كل حال ؛ أنطلق السائق مرة أخرى بسرعة جنونية غير مكترث بالكاميرات التي تراقب الطريق ! فوصلنا الى البيت متاخرين لكن أحد الجيران قال : إنهم أخذوها للمستشفى الحكومي ، قلت للسائق : هل تعرف الطريق اليه ؟ قال نعم ؛ إذن فلتنطلق رحمك الله ! .. بعد فترة قصيرة وصلنا الى المشفى فهرولت مسرعا الى غرفة الطوارئ فوجدت السيدة أم غفران هناك التي قالت : تأخرتم ؛ لايهم فالموضوع يطول شرحه ، المهم أين غفران ؟ قالت : إتبعني ! تقدمت السيدة وأنا أمشي خلفها فدخلنا غرفة العناية المركزة .. رأيت وجدان وهي مسجاة على السرير دون حراك تحيطها أشرطة القياس وأنبوبة المغذي والاوكسجين ! ياربي انه ليس تمثيلا كما تصورت ! بل انها مصيبة وقعت على رأسي قبل أن تقع على رأس السيدة الوالدة ! طلب مني الأطباء عدم إزعاجها والتكلم معها ، لم اجد خيارا سوى الصمت والنظر اليها بعيون أغرورقت بالدمع الساخن الحارق ! جلست قربها ورحت أتأمل النتيجة وداعيا الله سبحانه لينقذها مما هي فيه ، ثم جاء طبيب آخر فسألته على إنفراد : رجاء دكتور طمني ، ماهي حالتها ومم تعاني ؟ فقال : هل أنت والدها ؟ .. لا ! إنما قريبها من جهة الام ! فقال الدكتور : لا أخفيك سرا .. فالمريضة تعاني من السرطان المتوسط ! لم يكد الطبيب ينهي كلامه حتى سقطت مغشيا علي من هول الصدمة ، أحسست أن رأسي كادت تنفجر وعرفت أن ضغط الدم عندي قد بلغ مرحلة الخطورة ! ولم استفق من الإغماء إلا بعد فترة طويلة ، ولما أفقت وجدت نفسي ملقى على سرير تحيطني أشرطة القياس ! ماهذا ياربي ؟ من هو المريض انا أم غفران ؟ .. إنتزعت الاشرطة وتلك الإبرة الملعونة التي كانت متصلة بالوريد ونهضت من السرير كالمجنون ، حاولت الممرضة منعي لكني دفعتها بشدة وخرجت من الغرفة ، والدماء تسيل من الوريد دون أن أدري ، توجهت الى غرفة غفران فوجدتها قد استعادت وعيها ، وحين رأتني انزف دما اخذت تبكي كأم فقدت وليدها ، وقالت : حبا بالله أنك تنزف حبيبي ، لماذا ؟ قلت : لايهم فداك دمي ولحمي المهم أنت تنهضي بالسلامة .. أشارت لي بالتقرب منها فاقتربت وكلي لهفة أن أحتضنها بقوة ! وفعلا ودون وعي مني أحتضنتها بشدة وبكيت بكاء مرا واعتذرت لها عن سوء تصرفي ورعونتي ازاءها فقالت : الآن سكنت روحي وأطمأن قلبي حتى لو مت فلا يهمني ! .. لاتقولي هذا غفران أرجوك
ستشفين بأذن الله وأعدك حينما تقومين بالسلامة أطلبك من امك على شرع الله .. حين كنت مستغرقا معها تغمرني النشوة رغم دمي النازف أحسست بأن الأرض مادت من تحتي فقدت الوعي وانا بين أحضانها لكني أسمعها وهي تنادي على الأطباء !! النجدة الحقوني الرجل سيموت !!!
للحكاية بقية .. وأعتذر عن الإطالة !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب