27 مايو، 2024 8:10 ص
Search
Close this search box.

حكاية أغرب من الخيال – 11

Facebook
Twitter
LinkedIn

إختيارك موفق في الهدايا ، عرفت كيف تنتقي مايؤثر ! أتعلم كنت ظانة أنك ستجلب لي زجاجة عطر ! ..

سيدتي الجميلة : زجاجة العطر تنفذ ويتلاشى عطرها ، اما كتاب الله المجيد فلا تنقضي عجائبه ، ومعه القلم الذي أقسم به رب العباد وسيلازمك مادمت حية ترزقين .. صحيح ، ولهذا احببتك واحببت كل ما فيك ! هل لي ان اطمح بمزيد من الشعر ؟ .. لامانع ، ولكن هل سنحول الحفلة الى سوق عكاظ ؟! أرى من الضروري أن تلفتي لضيوفك الباقين ، فليس من العدل ان تتركيهم لوحدهم إذ لابد من مجاملتهم وإلا ستجلبين إنتباههم نحونا وسيكثر الحديث وتكثر معه الشائعات ، ونحن لانحتاج لها في هذا الوقت بالذات .. هيا تحركي لأتمكن من الإختلاء مع نفسي لأعد لك شعرا جميلا ، نهضت غفران واخذت تتحرك في الغرفة بكل رشاقة كأنها فراشة تتنقل من زهرة إلى أخرى لكن عينيها لم تفارقاني إذ إنها كانت تنظر لي من طرف خفي دون أن تعلم أني أراقبها طيلة الوقت !.. بعدها بلحظات إستأذن أحد المدعوين بالخروج فأذنت له غفران بذلك ! .. خرج الرجل بعد ان قدم لها هدية جميلة ، حينها لم يبق في البيت سواى وبنت واحدة فضلا عن السيدة أم غفران ، تقدمت غفران نحوي بإبتسامة ساحرة وقالت : لم يبق سوى انت وانا وابنة خالتي ، والآن كلي آذان مصغية لما ستنشده من شعر ! .. غفران .. نعم ياعيون غفران ! أتعلمين أني منذ الصباح لم اتناول الزاد فالجوع عضني بمخالبه التي لاترحم ؟ ويح نفسي والله لم يخطر ببالي انك لم تذق الزاد ، ولكن هون عليك ،الطعام جاهز، لحظات وستأكل من عمل يدي ، فأنا ماهرة في الطبخ ولكني أحذرك أن تعيب إسلوبي في عمل الطعام !! أبدا والله هات شيئا قليلا لأسد به رمقي ، فأنا لم أعتد على الكثير من الطعام سيما وإن الساعة الآن قاربت على الثامنة وعشر دقائق ، إنصرفت غفران لحظة فما لبثت كثيرا حتى جاءتني وهل تحمل ( ساندويج ) ومعه قدح من الشاي ، تناولت منه مايسد رمقي وارتشفت قليلا من الشاي فكان لذيذا بحق ، .. نعم الآن ساسمعك الشعر حتى تملين ! ضحكت غفران وقالت:نسيت حقا إن أقرب السبل الى قلب الرجل معدته ! حقا أني غبية ولكن إنشغالي بك وفرحي بلقائك أنساني كل هذا .. لاعليك سيدتي إسمعي مني :
عاتبت نفسي في هوا ……… كِ فلم أجدها تقبــــــلُ
وأطعت داعيها إليــــ ……….. كِ ولم أطع من يعدلُ !
لا والذي جعل الوُجُو ………. هَ لحسن وجهكِ تمثلُ
لاقلت إن الصبر عنـ …….. كِ من التصابي أجـمـلُ !!
أراك تنظر الى نفسك وكانك عجوز بلغت التسعين ، حبيبي انت رجل ناضج وبقمة الشباب والعطاء ، فوالله لست مجاملة لك أبدا ، لكني أقول الحق ، فلا تظلم نفسك وتظلمني معك .. جاءت تلك الكلمات كالبلسم الذي زاد من معنوياتي وكان حافزاجميلا على قول المزيد من الشعر :
غفران : يا خير من رأت العين ! يامن تشبهين البدر وسط الكواكب ، أتعلمين أني لم اخاطب اية إمرأة بهذه الجرأة من قبل ؟ .. نعم أعرف كل هذا ومتأكدة منه جيدا ، أتسمح لي أن اجلس قريبة منك ؟ لا .. أبقي حيث أنت فذلك أفضل لكلينا ! حاضر .. هيا غرد ، طيب لك هذا :
أبت عيناي بعدك ان تناما ….. وكيف ينام من ضمن السقاما ؟
بُليت من الغرام بما ألاقي ……وراجعت الصبابة والغرامـــــا !
ما أن أنتهيت من القاء هاذين البيتين حتى قفزت من مكانها وجلست قربي تعلو وجهها الباسم إشراقة جميلة وحبات من الدمع كانها لؤلؤا يتثنى على تلك الخدود اللدنة .. وأنشدت بيتا هيج مواجعي ووضعني بموقف محرج للغاية :
رأيت المحبين الصحيح هواهمُ ……. إذا ذُكر الشوق استراحوا الى البكـــــا !
الله عليك .. لمن هذا البيت الشعري ؟ لا أعلم بالضبط ولكني أحفظه من زمان !
حين انتهيت من الحوار معها كانت الساعة تشير الى الثامنة وخمسِ واربعين دقيقة ، فطلبت الإذن بالإنصراف كوني متعب جدا .. قالت : غدا هو الجمعة فما يضرك لو مكثت معنا ساعة أخرى ؟ كلا إعذريني غفران فأنا معتاد على النوم مبكرا .. أسعدني وجودي بينكم وكل عام وأنت بخير ترفلين بالنعمة ورضاء الرحمن .. لاحت الكآبة على وجهها وبدت ممتعضة جدا ولسان حالها يقول : ( خليك معي لاتفارقني ) لكنها صمتت وسرعان ماجلست على مقعدها وقد وضعت يدها على جانب صدرها الأيمن وكأنها تشكو من حالة ما .. جلبت إنتباهي تلك الحركة فبادرتها القول : خير إن شاء الله مابك غفران ؟ قالت : لا شئ ، إنه ألم يراودني بين الفينة والأخرى .. قلت : هل راجعت الأطباء فتلك منطقة حساسة ينبغي عليك مراجعة الطبيب ، قالت : لاعليك فأنا لا أثق بهم كونهم تحولوا الى تجار ونسوا الله فأنساهم انفسهم .. طيب سيدتي إإذني لي بالإنصراف أرجوك .. فقالت : لك هذا ، ولكن لاتغب عني وكرر زيارتك الينا كوني ( ممنوعة ) من التحدث اليك في حرم الجامعة .. حاضر لك هذا .. فقالت : وعد رجال ! … نعم انه وعد .. نادت غفران على السائق وأمرته بإيصالي الى البيت . ويا ليتني لم أغادر .. فمنذ اللحظة التي غادرت فيها منزل السيدة غفران بدأت الحكاية بشكل واقعي ودرامي أكثر … رن جرس هاتفي فإذا المتصلة هي والدة السيدة غفران وهي تصرخ بأعلى صوتها : النجدة أستاذ غفران سقطت مغشيا عليها ولا أدري كيف أتصرف ؟ إتصلي بالإسعاف وانا في طريقي اليكم ..
أسرعت الى الخارج لكني لم ألحق بالسائق كونه غادر مسرعا .. ماذا سأفعل ياربي وانا لا أعرف العنوان ؟ ذلك أن غفران قادتني الى بيت عبر طرق ملتوية وبعيدة .. فأصابتني نوبة من الجنون وأخذت أصرخ بأعلى صوتي :
في الجزء القادم ستعرفون مالذي حصل لغفران وماذا حصل معي ! …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب