المقهى الذي يطل على الشارع العام وسط السوق،يقوم بادارته رجل متوسط العمر ضعيف البنية،نشيط ، سريع الحركة، المقهى نظيف ومرتب،في المقهى شاشة تلفزيونية، ومسجل صوتي لعرض الاغاني،وانترنت،عند دخولي المقهى طلبت كوبا من الشاي العراقي الطيب المذاق والنكهة، على أنغام أغنية ام كلثوم (أنت عمري)، التي نقتلني الى عالم أخر،دخل المقهى شاب لم يتجاوز ال(١٨) عاما،طلب من صاحب المقهى تغير الاغنية، باغنية حديثة،صاحب المقهى رفض طلبه ، وقال له ان رواد المقهى هم من محبي الاغاني العراقية والعربية القديمة،سأل الشاب عن المطربة،أجابه صاحب المقهى هذه أغنية كوكب الشرق سيدة الغناء العربي ام كلثوم، اجاب الشاب لم أسمع بها هل هي لازالت على قيد الحياة؟قال صاحب المقهى لقد توفيت في السبعينات،غادر الشاب المقهى معتذرا، وبقينا انا وصاحب المقهى، نتحدث عن الغناء العراقي والعربي الأصيل، وكانت الأغاني على لجان مختصة للموافقة عليها، واليوم تبث على المباشر وتنقل الى العالم ، صاحب المقهى من أصحاب الذوق الرفيع ،ولديه معلومات عن الفن الراقي، استأذنت منه للذهاب الى عملي،وتركته مع رواده متمنيا لهم اوقاتا جميلة.